النهار

"هكذا يبدو رش الكميتريل المسرطن في السماء للتلاعب بالطقس"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
هالة حمصي
المصدر: النهار
"هكذا يبدو رش الكميتريل المسرطن في السماء للتلاعب بالطقس"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
A+   A-
المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "طائرة ترش الكميتريل المسرطن في السماء، والذي يُستخدم للتلاعب بالطقس". 
 
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح. 
 
الحقيقة: الفيديو الذي يعود الى 19 حزيران 2017، يظهر مسارات تكاثف طويلة (Contrails) خلفتها وراءها طائرة بوينغ 787، خلال تحليقها فوق الساحل الشرقي لروسيا. و"هذه الخطوط تتكون عندما يتكثف بخار الماء الناتج من احتراق الوقود في محركات الطائرات على جزيئات السخام أو رذاذ الكبريت الموجود في عادم محرك الطائرة"، وفقا للشرح العلمي لها. اما بالنسبة الى "رش الكميتريل"، فيبقى نظرية مؤامرة مشكوك في صحتها. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
ما القصة؟ 
المشاهد تظهر طائرة تحلّق، بينما تشكلت وراءها غيوم كثيفة. وقد تكثف التشارك في الفيديو أخيرا، عبر حسابات ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "شاهد، هكذا يبدو رش الكميتريل من الأعلى... يستخدم الكميتريل المسرطن للتلاعب بالطقس". 
 
 
 ا🎥 #شاهد هكذا يبدو رش الكميتريل☠️ من الأعلى .. يستخدم #الكميتريل المسرطن للتلاعب بالطقس
- حقيقة الفيديو - 
الا ان هذه المزاعم غير صحيحة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها. 
 
فالبحث عن الفيديو، عبر تجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يقودنا الى مواقع اخبارية عدة (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...) نشرته نقلا عن حساب LouB747@، مصدره الاصلي، الذي نشره في 19 حزيران 2017 (هنا) بعنوان مسارات تكاثف نادرة Contrails، في الصباح الباكر (بوينغ) 787 دريملاينر. 
 
 
وأوضح ان ما يُشاهَد هو "عبور طائرة بوينغ 747 على علو 1000 قدم تحته. وكان هذا فوق الساحل الشرقي لروسيا".
 
وقد حظي الفيديو يومذاك باهتمام اعلامي، وخصصته مواقع اخبارية بتقارير بعد انتشاره على نطاق واسع، لكونه "مذهلا، اذ تم تصويره من طائرة، ويظهر تشكل مسارات التكاثف على ارتفاع 33 الف قدم في الهواء".
 
ويعود حساب LouB747@ للو بوير Lou Boyer (هنا)، ويعرّف بنفسه أنه "طيار ويسافر حول العالم بحثا عن الثعابين وغيرها من الأشياء الرائعة". وقد أعاد نشر الفيديو في حسابه في انستغرام (هنا) في 23 آب 2023. 
 
ما هي مسارات التكاثف؟ 
انها خطوط او تيارات بيض تشبه السحب، يمكن رؤيتها أحيانا خلف الطائرات النفاثة، عادةً عند التحليق على ارتفاعات عالية، وفقا لما يشرح موقع air services australia (هنا، هنا ايضا).
 
و"هذه الخطوط تتكون عندما يتكثف بخار الماء الناتج من احتراق الوقود في محركات الطائرات على جزيئات السخام أو رذاذ الكبريت الموجود في عادم محرك الطائرة"، يوضح موقع Britannica

في الشرح، "على الارتفاعات العالية التي تحلق فيها الطائرات النفاثة (عادة فوق 26 الف قدم أو 8 آلاف متر)، يكون الهواء باردا جدا. والهواء البارد أقل قدرة على الاحتفاظ ببخار الماء. وبالتالي، إذا كانت هناك كمية كبيرة من بخار الماء في الهواء (الرطوبة العالية)، فإنه يتكثف بسرعة على جزيئات الكبريت من محرك الطائرة النفاثة، ويتحول قطرات من الماء. كذلك، يتحول بخار الماء المنبعث من محرك الطائرة قطرات ماء.
 
على ارتفاعات عالية، تكون درجة الحرارة أقل بكثير من درجة التجمد، وتشكل قطرات الماء بسرعة جزيئات جليدية، مكونة مسارات تكاثف بيضاء. وهذه المسارات غير ضارة بالصحة، لأنها مصنوعة من الجليد. وعندما تصبح الظروف أكثر جفافا (انخفاض مستويات الرطوبة)، تتبخر جزيئات الجليد". 
 
تعتمد مدة بقاء مسارات التكاثف على الظروف الجوية. "إذا كانت الرطوبة منخفضة ولا يوجد سوى كمية صغيرة من بخار الماء في الهواء ليتحول جليدا، فسيكون عمر المسارات قصيرا. وتتبخر جزيئات الجليد التي تتشكل بسرعة وتختلط بالجو المحيط. واذا كانت الرطوبة مرتفعة (كما هو الحال غالبا في شرق أوستراليا وشمالها)، فإن كمية كبيرة من بخار الماء ستتكثف بسهولة على جزيئات الكبريت المنبعثة من محرك الطائرة النفاثة. وتستمر جزيئات الجليد في النمو في الحجم عن طريق أخذ المزيد من المياه من الغلاف الجوي المحيط. ويمكن أن تدوم هذه المسارات لساعات، وتمتد لمسافات طويلة خلف الطائرة".
 
 
 
 
اما ما يجعل طائرة تخلّف مسارات بخلاف أخرى، "فيكون عادةً عندما تكون الطائرات على ارتفاعات مختلفة ويكون الهواء المحيط بالطائرة الأعلى يتمتع برطوبة أعلى من الهواء المحيط بالطائرة السفلى".
 
- ماذا عن "رش الكميتريل المسرطن"؟ - 
نظرية مؤامرة تُعرَف بتسمية نظرية الكيمتريل (Chemtrail conspiracy theory)، وتزعم أن مسارات التكاثف البيضاء التي تخلفها الطائرات على ارتفاعات عالية ليست بخار ماء، بل "مسارات كيميائية" تتكون من مركبات كيميائية أو بيولوجية يتم رشها لأغراض حربية ضد المواطنين العاديين  واستخدم فيديو الطيار بوير في سياق تم تحويره لمصلحة هذه النظرية. 
 
وقد بدأت نظرية مؤامرة الكيمتريل تنتشر، بعدما نشرت القوات الجوية الأميركية تقريرا عام 1996 عن تعديل الطقس. وفي أواخر التسعينيات، اتُهمت بـ"رش سكان الولايات المتحدة بمواد غامضة" بواسطة طائرات "تولد أنماطًا غير عادية من المسارات" (هنا، هنا). ومع ظهور الإنترنت الشعبي، روّج لهذه النظرية على المنتديات العديد من الاشخاص. ولا يزال المؤمنون بها متمسكين بها رغم رد وكالات حكومية عدة في محاولة لتبديد الشائعة، وكشف زيفها (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "طائرة ترش الكميتريل المسرطن في السماء، والذي يُستخدم للتلاعب بالطقس". في الواقع، الفيديو الذي يعود الى 19 حزيران 2017، يظهر مسارات تكاثف طويلة (Contrails) خلفتها وراءها طائرة بوينغ 787، خلال تحليقها فوق الساحل الشرقي لروسيا. اما بالنسبة الى "رش الكميتريل"، فيبقى نظرية مؤامرة مشكوك في صحتها. 
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium