بعد إطلاق حرس السواحل الجزائري النار على سائقي دراجات مائية مغاربة على الحدود البحريّة بين البلدين قبل أيام، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو زعم ناشروه أنه يوثق توجّه دبابات جزائريّة إلى الحدود مع المغرب "لصدّ أي هجوم محتمل". لكن الادعاء خطأ والفيديو ملتقط العام الماضي خلال استعراضات عسكريّة بمناسبة الذكرى الستين لاستقلال الجزائر.
تظهر في الفيديو دبّابات وسيارات عسكريّة تسير في الطريق وعليها جنود يلوحون بأيديهم.
وعلّق الناشرون بالقول "عاجل: هذا الصباح الجزائر ترسل دبّابات إلى الحدود مع المغرب لصدّ أي هجوم".
وجاء تداول هذا الفيديو بعد أيام من إطلاق حرس السواحل الجزائريين النار على سائقي دراجات مائية مغربيين دخلوا المياه الإقليميّة الجزائريّة أواخر الشهر الماضي.
وفتحت السلطات المغربية تحقيقاً بالحادث، وقالت وسائل إعلام مغربيّة إنهم دخلوا المياه الجزائريّة عن طريق الخطأ بعدما تاهوا في البحر، فيما قالت السلطات الجزائريّة إن إطلاق النار جاء بعد رفض راكبي الدراجات الامتثال لأوامر بالتوقّف.
ويكتسب الحادث حساسية بالنظر إلى استمرار القطيعة الديبلوماسية بين المغرب والجزائر، علماً أنّ علاقاتهما متوتّرة منذ عقود بسبب النزاع حول الصحراء الغربية.
حقيقة الفيديو لكنّ الفيديو قديم ولا شأن له بكل ذلك.
فعلى المركبات يمكن ملاحظة ملصق عليه رقم 60 وكتب فيه شعار "تاريخ مجيد وعهد جديد" الذي يرشد البحث عنه إلى مقاطع عن الذكرى الستين لاستقلال الجزائر كهذا الفيديو الذي نشرته وكالة الأنباء الجزائريّة بتاريخ 23 حزيران من سنة 2022.
وأوضحت الوكالة أن الفيديو يأتي "في إطار برنامج الاحتفالات المخلدة للذكرى الستين لعيد الاستقلال تحت شعار تاريخ مجيد وعهد جديد".
في ضوء ذلك، يمكّن البحث من العثور على مقاطع فيديو تُظهر تحضيرات لاستعراض عسكري خلال هذه المناسبة منشورةً قبل عام وتتطابق عناصرها مع الفيديو المتداول، ما ينفي أن يكون لتحرّك عسكريّ حديث باتجاه المغرب.
صورة ملتقطة من الشاشة في 8 أيلول 2023 عن موقع فايسبوك
صورة ملتقطة من الشاشة في 8 أيلول 2023 عن موقع يوتيوب
وآنذاك، احتفلت الجزائر بعيد الاستقلال باستعراض عسكري غير مسبوق في العاصمة يخلّد الذكرى الستين لنهاية الاستعمار بعد 132 سنة من الوجود الفرنسي.