النهار

"لحظة طرد السفير الفرنسي من النيجر"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
هالة حمصي
المصدر: النهار
"لحظة طرد السفير الفرنسي من النيجر"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
A+   A-
المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "لحظة طرد السفير الفرنسي من النيجر واخراجه بالقوة من مقر السفارة" أخيراً. 
 
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح. 
 
الحقيقة: الفيديو يظهر، في الواقع، وزير المياه والغابات السابق في الغابون لي وايت مغادرا مبنى الوزارة في ليبرفيل، على وقع صيحات الاستهجان، بعد تسليمه منصبه الى خلفه، في 13 ايلول 2023. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
ما القصة؟ 
المشاهد تظهر أشخاصا تجمعوا امام مبنى، مطلقين صيحات استهجان، سرعان ما ازدادت مع خروج شخص ببدلة رسمية من المبنى، ليتوجه الى سيارة كانت في الانتظار. ويسمع في الخلفية اشخاص يصرخون "Voleur" (اي سارق). وقد تكثف التشارك في الفيديو اخيرا، عبر حسابات، عربية وأجنبية، أرفقته بالمزاعم الآتية: "لحظة طرد السفير الفرنسي وإخراجه بالقوة من السفارة الفرنسية بالنيجر". 
 
 
 - ماكرون يتهم عسكريي النيجر -
تزامن تداول الفيديو مع إعلان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الجمعة 15 ايلول 2023، أن السفير الفرنسي في النيجر سيلفان إيتيه Sylvain Itté "يحتجزه" العسكريون الحاكمون، وفقا لما ذكرت وكالة فرانس برس. 
 
وقد أمر العسكريون في النيجر، الذين نفّذوا انقلابا على نظام الرئيس محمد بازوم واستولوا على السلطة في 26 تموز، السفير الفرنسي بمغادرة البلد نهاية آب، بعدما رفضت باريس الانصياع للمهلة التي طالبت برحيله. ومذاك الحين، تستمر فرنسا في معارضة هذه المغادرة، معتبرة أن هذه الحكومة في النيجر لا تتمتّع بالشرعية للتقدّم بمثل هذا الطلب.

وقال ماكرون خلال زيارته منطقة سومور-ان-اوكسوا في وسط شرق فرنسا "في النيجر، في الوقت الذي أتحدث اليكم، لدينا سفير وموظفون ديبلوماسيون تم احتجازهم رهائن في سفارة فرنسا".
 
وأضاف أن العسكريين "يمنعون (عن هؤلاء) الطعام، والسفير يتناول حصصا غذائية عسكرية". ولفت إلى أن السفير إيتيه "لم تعد لديه إمكانية الخروج، إنه شخص غير مرغوب فيه".
 
 
 
 - حقيقة الفيديو -
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بالنيجر او بفرنسا او بطرد السفير الفرنسي من النيجر، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته. 
 
فالبحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يضع امامنا أولا صورا شبيهة للمبنى ذاته الذي نشاهده في الفيديو (هنا، هنا، هنا...)، ليتبين ان مكانه هو في ليبرفيل، عاصمة الغابون، مبنى وزارة المياه والغابات Ministère des Eaux et Forêts du Gabon (هنا، هنا). 
 
ملاحظة أولى: مبنى وزارة المياه والغابات في الغابون (هنا) لا يشبه اطلاقا مبنى السفارة الفرنيسة في نيامي، عاصمة النيجر (هنا، هنا، هنا...).  
 
 
كلمات مفاتيح بالفرنسية، مثل Voleur وMinistère des Eaux et Forêts du Gabon، توصلنا الى الفيديو والى مقاطع مماثلة منشورة في حسابات، لا سيما اخبارية، ابتداء من 13 ايلول 2023 (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...) بكونها تظهر مغادرة وزير المياه والغابات السابق لي وايت Lee White مبنى الوزارة بعد تسليمه منصبه. 
 
 

 
وهذه المغادرة "الصاخبة" لوايت كتبت عنها ايضا مواقع اخبارية (هنا، هنا، هنا...)، مشيرة الى تعرض وزير المياه والغابات السابق في عهد علي بونغو أونديمبا الذي أطاحه الجيش في 30 آب، لصيحات استهجان اطلقها متعاونون معه، عقب عملية تسليم وتسلم مع خلفه العقيد موريس توسوييه Maurice TOSSUET يومذاك. 
 
ملاحظة أخرى: لا يشبه الوزير السابق لي وايت (ادناه الى اليسار- الصورة أ ف ب) السفير الفرنسي في النيجر سيلفان إيتيه (الى اليمين). واليكم مقارنة بين صورتين لهما. 
 
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "لحظة طرد السفير الفرنسي من النيجر واخراجه بالقوة من مقر السفارة" أخيراً. في الواقع، الفيديو الذي يعود الى 13 ايلول 2023، يظهر وزير المياه والغابات السابق في الغابون لي وايت مغادرا مبنى الوزارة في ليبرفيل، على وقع صيحات الاستهجان، بعد تسليمه منصبه الى خلفه. 

 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium