المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، الكاهن القبطي الأرثوذكسي المصري القمص إرميا بولس جاد السيد وهو يقول ان فيضانات درنة الليبيّة "انتقام من الله لدم الأقباط الـ21 الذي قُتِلوا في ليبيا" على يد تنظيم "الدولة الاسلامية" عام 2015.
الا أنّ هذه المزاعم مختلقة، غير صحيحة.
الحقيقة: المقطع تمّ تحريره في شكل مضلل، ادى الى تحريف مسيء لكلام القمص إرميا بولس. ويبيّن بوضوح التسجيل الكامل لحديثه انه كان يرد على القائلين بأن "الله انتقم للأقباط الـ21 الذين قُتِلوا في ليبيا"، منتقداً هذا الكلام لتعارضه مع تعاليم السيد المسيح. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
منذ ايام قليلة، تضجّ وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما في مصر، بمقطع مصوّر بعنوان (من دون تدخل) "ربنا انتقم للأقباط لي قتلوا بليبيا". ويظهر القمص إرميا بولس جاد السيد، الكاهن في كنيسة العذراء مريم القبطية الأرثوذكسية في عياد بك في شبرا بالقاهرة، متكلما. وقد أرفق بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "القس إرميا بولس جاد السيد يزعم أن ما حدث في درنة وسقوط حوالي 12 الف قتيل، عدا آلاف الجرحى والمفقودين، هو انتقام من الله للأقباط الذين قتلوا في سرت".
الا ان هذه المزاعم خاطئة، مختلقة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فمبراجعة التسجيل الكامل لكلام القمص إرميا بولس، والذي نشرته قناة الحرية AL Horreya TV، في 22 ايلول 2023 (هنا، هنا)، ومدته 25.34 دقيقة، يتبين ان القمص بدأ كلامه بالقول انه "سيوجه رسالة اليوم الى كل مسيحيي العالم، خصوصا الاقباط، وبالأخص المؤمنين المسيحيين الأقباط. والموضوع الكارثة التي حصلت في ليبيا، في درنة. للاسف، صنع احد الاشخاص فيديو. والفيديو مختوم بختم الشيطان، قال فيه سبحان الله ربنا انتقم من دم الشهادء الـ21 في ليبيا. والدم الذي سال في البحر، البحر هاج، وأخذ درنة بالكامل".
وقد عمد محرّر المقطع المتناقل الى حذف قول القمص "صنع احد الاشخاص فيديو مختوما بختم الشيطان قال فيه سبحان الله ربنا انتقم من دم الشهادء الـ21 في ليبيا"، ليقفز فورا الى "سبحان الله ربنا انتقم...". وبهذا الشكل المضلل، ركّب كلاما على لسان القمص لم يقله، وحرّف حديثه.
شاهدوا واسمعوا بأنفسكم.
وتابع القمص: ما هو ختم الشيطان؟ الكذب. اسم الشيطان ابو الكذاب. هو كذاب وابو كل كذاب. الشهداء الـ21 استشهدوا في مقاطعة سرت... في ليبيا. وسرت لم يحصل فيها شيء، بينما حصلت الفيضانات في درنة"، ليتعمق بالتالي في شرح "فكر الله الذي يختلف عن فكر بني البشر"، لا سيما في موضوع الانتقام والثأر، مستشهدا بآيات ونصوص من الكتاب المقدس (العهد الجديد)، في اطار انتقاده الكلام على "انتقام الله للأقباط الـ21 الذين قُتِلوا في ليبيا".
في 15 شباط 2015، بثّ تنظيم "داعش" الإرهابي فيديو لعملية ذبح 21 مصريا قبطيا مختطفين في ليبيا، الامر الذي اثار ادانة عربية ودولية (هنا، هنا، هنا، هنا).
- أكثر من 3800 قتيل -
وجاء تداول هذا المقطع المضلّل في وقت خلّفت الفيضانات التي تسببت بها العاصفة دانيال في ليبيا 3875 قتيلا على الأقل، بحسب حصيلة نشرتها مساء الإثنين 25 ايلول 2023 سلطات شرق ليبيا.
بحسب منظمات إغاثة دولية قد تبلغ حصيلة المفقودين عشرة آلاف شخص أو أكثر، وفقا لما أوردت وكالة فرانس برس (هنا).
وأصدر النائب العام الليبي الاثنين أمرا بتوقيف ثمانية مسؤولين في إطار التحقيق في كارثة الفيضانات. وجاء في بيان لمكتب النائب العام أن المسؤولين أوقفوا بشبهة سوء الإدارة والإهمال، وهم ممن يعملون حاليا أو عملوا سابقا في مكاتب مسؤولة عن الموارد المائية وإدارة السدود.
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر الكاهن القبطي الأرثوذكسي المصري القمص إرميا بولس جاد السيد وهو يقول ان فيضانات درنة "انتقام من الله لدم الأقباط الـ21 الذي قُتِلوا في ليبيا" عام 2015. في الواقع، المقطع تمّ تحريره في شكل مضلل، ادى الى تحريف مسيء لكلام القمص إرميا بولس. ويبيّن بوضوح التسجيل الكامل لحديثه انه كان يرد على القائلين بأن "الله انتقم للأقباط الـ21 الذين قُتِلوا في ليبيا"، منتقداً هذا الكلام لتعارضه مع تعاليم السيد المسيح.
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
