المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "لحظة اختفاء أطفال، فجأة وفي شكل غريب، خلال جلوسهم في باص المدرسة"، وذلك "في مشاهد مرعبة".
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: هذه المشاهد تمثيلية، لكونها تعود الى حملة برهابس توداي Perhaps Today، التابعة للقس الأميركي الإنجيلي ديفيد جيريمياه، في اطار "تبشير العالم بالاختطاف Rupture"، الذي يؤمن به خصوصا بعض الإنجيليين الأميركيين، ويعتبرون انه "حدث نبوي وشيك". FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
منذ ايام، تضج وسائل التواصل الاجتماعي بالفيديو، الذي يحصد تفاعلا واسعا بين المستخدمين، بمختلف اللغات. فالمشاهد تظهر تلاميذ صغارا جلسوا في باص كان يقوده سائق. لكنهم يختفون جميعا، في لمح البصر، بينما كان السائق يحاول تجنب حادث ما، الامر الذي فاجأه وصدمه. وقد أرفقت هذه المشاهد بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "اختفاء اطفال في الباص... فيديو مرعب تم تصويره بالكاميرا"، وايضا "المقطع الاكثر تداولا لاطفال يختفون فجأة".
الا ان الاعتقاد ان "اطفالا اختفوا فجأة من الباص من دون اي تفسير"، اعتقاد خاطئ، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عن الفيديو، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يقودنا الى خيوط (مثل هنا)، توصلنا الى مصدره الأصلي، موقع حملة perhapstoday.org (هنا)، التابع لـTurning Point for God،خدمة البث الخاصة بالقس الإنجيلي الأميركي ديفيد جيريمياه David Jeremiah، راعي كنيسة شادو ماونتن كوميونيتي Shadow Mountain Community المعمدانية الجنوبية في الكاهون بكاليفورنيا.
وقد ارفقته الحملة بشرح انه يظهر "سائق حافلة حذرا في خضم روتين يومه المدرسي. وبعد ذلك، يحصل الامر. في هذا العمل الدرامي المسبق، ستكتشفون كيف قد يبدو الاختطاف Rapture، الحدث المقبل في التقويم النبوي لله".
والاختطاف، وفقاً لما يشرحه الموقع (هنا)، هو "وعد الرب بأنه سيأتي يوما ما ويأخذنا إليه قبل أن تبدأ الضيقة على الأرض. إنه الرجاء المبارك، والانتظار الكبير لكل مسيحي".
اذاً، نحن امام مشاهد تمثيلية غير حقيقية. وتهدف، على غرار فيديوات تمثيلية اخرى "مثيرة للتفكير نشرتها Turning Point لكيفية حصول لحظة الاختطاف" (هنا)، الى ان "تشكل محتوى مثيرا للاهتمام الى درجة أن يرغب الناس في التوقف والتأمل في حقيقة الاختطاف، هذا الحدث النبوي الوشيك، وقراءة كلمة الله بحثا عن إجابات لتساؤلاتهم الروحية"، على ما توضح خدمة البث الخاصة بالقس جيريميا، التي نشرت بدورها الفيديو في صفحتها في الفايسبوك Turning Point with Dr. David Jeremiah (هنا)، في 22 ايلول 2023، (هنا، وهنا ايضا).
وقد أرفقته بتعليق: "لا نعرف بالضبط متى سيخرج الله أتباعه من العالم، لكننا نعلم أن ذلك سيحدث في يوم يبدو عاديا... هل أنتم مستعدون؟ ربما اليوم!".
كذلك، يسوّق موقع القس جيريميا (هنا) هذه الفيديوات الدرامية المسبقة للاختطاف (Rapture Pre-Enactment videos)، و"التي تتعمق في الحدث الغامض المرتقب"، على قوله. ويشير الى ان "هذه اللقطات تم تصويرها بواسطة أجهزة مختلفة، وتهدف الى إثارة الفضول والمناقشة".
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو يظهر "مشاهد حقيقية للحظة اختفاء اطفال، فجأة وفي شكل غريب، خلال جلوسهم في باص المدرسة". في الواقع، هذه المشاهد تمثيلية، لكونها تعود الى حملة برهابس توداي Perhaps Today، التابعة للقس الاميركي الانجيلي ديفيد جيريمياه، في اطار "تبشير العالم بالاختطاف Rupture"، الذي يؤمن به خصوصا بعض الإنجيليين الأميركيين، ويعتبرون انه "حدث نبوي وشيك".
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.