النهار

"هذا العرض قُدِّم أمام بابا الفاتيكان اليوم"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
هالة حمصي
المصدر: النهار
"هذا العرض قُدِّم أمام بابا الفاتيكان اليوم"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (اكس).
A+   A-
المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "عرضا قُدّم امام بابا الفاتيكان وكرادلة الكنيسة فى الفاتيكان اليوم"، و"ماذا يحصل في العالم؟"، على ما جاء في التعليق.
 
 الا أنّ هذا الزعم خاطئ، مضلّل. 
 
الحقيقة: هذه المشاهد قديمة، اذ تعود الى 8 كانون الثاني 2020. وتظهر فناني "سيرك أكوا" يقدمون عرضاً أمام البابا فرنسيس والحجاج، في نهاية اللقاء العام في الفاتيكان يومذاك. وتقديم عروض السيرك في الفاتيكان تقليد قديم يعود إلى عقود عدة، وذلك في اطار العناية الرعوية للكنيسة الكاثوليكية تجاه اللاجئين والرحالة. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
ما القصة؟ 
0.59 ثانية. المشاهد تظهر البابا فرنسيس جالسا، بينما تحلق حوله اشخاص يقدمون عروضا راقصة ورياضية وبهلوانية وفكاهية. وقد تكثف التشارك في الفيديو أخيرا، عبر حسابات عربية وأجنبية، ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "صدق او لا تصدق: هذا العرض كان امام بابا الفاتيكان وكرادلة الكنيسة فى الفاتيكان اليوم! ماذا يحدث في العالم!". 
 
 
- حقيقة الفيديو - 
الا ان هذه المزاعم غير صحيحة، مضللة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها. 
 
أولا، هذه المشاهد قديمة، اذ تعود الى 8 كانون الثاني 2020، وفقا لما بيّنه البحث عنها. وما تظهره هو "فنانو سيرك أكوا Aqua Circus يقدمون عرضا أمام البابا فرنسيس والحجاج، في نهاية اللقاء العام في الفاتيكان"، على ما أورد معها موقع Rome Reports (هنا، هنا)، مصدرها الاصلي وناشرها بنسخة أطول (5.37 دقائق). 
 
 
وذكر الموقع (هنا) ان "هذا السيرك يقدّم نفسه على أنه الرد الأوروبي على سيرك دو سوليه. ويقترح عرضه الدفاع عن البيئة، اذ يروي الفنانون قصة حورية البحر ورجل تحت البحر يكافحان ضد تلوث المحيط".
 
 
اذاً، نحن امام فيديو قديم، وليس حديثا. كذلك، نحن أمام تقليد قديم في الفاتيكان يعود الى عقود عدة قبل عهد البابا فرنسيس. ولدنيا صور وتسجيلات مصورة ارشيفية تظهر البابوين الراحلين القديس يوحنا بولس الثاني وبندكتس السادس عشر يحضران عروضا للسيرك في الفاتيكان (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، وهنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).  
 
 
 
 
 
 
ولفهم خلفية استضافة الفاتيكان عروض السيرك هذه، علينا ان نعود الى عام 1970، يوم أنشأ البابا بولس السادس مكتبا جديدا في الفاتيكان، هو اللجنة البابوية المعنية بالرعاية الروحية للمهاجرين والرحالة، يشرف عليها مجمع الأساقفة، ومهمتها الإشراف على العناية الرعوية للكنيسة للاجئين والرحالة والبحارة والطيارين والمنفيين وتشجيعها. وقد شمل تفويض البابا أفراد السيرك والكرنفال المتنقلين Circus & Carnival People.
 
وقد أعاد البابا يوحنا بولس الثاني تأسيس اللجنة عام 1988 باسم المجلس البابوي للعناية الرعوية للمهاجرين والرحالة Pontifical Council for the Pastoral Care of Migrants and Itinerant People، "مما رفع مكانتها في التسلسل الهرمي المعقد للفاتيكان، من خلال إنشاء المكتب كمجلس بابوي"، وفقا لتقرير نشره موقع The Pillar الكاثوليكي (هنا) عن "البابا والسيرك".
 
وكتب: "على غرار البابا بولس السادس، ضمّ البابا يوحنا بولس الثاني رحالة السيرك إلى اختصاص المجلس. وبين مشاريعه، استضافة مؤتمرات للكهنة والرهبان الذين سافروا مع السيرك، بخاصة في أوروبا".
 
"وقد أدرج البابا بولس السادس العناية الرعوية للمؤدين المتجولين في ولاية مكتب المهاجرين في الفاتيكان، من أجل معالجة عدد من القضايا"، منها التمييز العرقي والتحيز ضد افراد السيرك وعيشهم على هامش المجتمع، و"تشجيع الخدمة الأسرارية والتعليمية لفناني السيرك الكاثوليك، وهي صلاحية استمر يوحنا بولس الثاني في تأكيدها خلال عهده".
 
"عام 2004، قال يوحنا البابا بولس الثاني لفناني السيرك إن "مهنتكم... يمكن أن تكون فرصة مميزة لإعلان القيم الإنسانية الأصيلة في ساحات العالم. وفي عصر لا يبدو فيه أي شيء مهم سوى جنون الإنتاج وتراكم الثروة، فإن هدايا الفرح والاحتفال شهادة حقيقية لتلك القيم غير المادية الضرورية لحياة الأخوة والمجانية".
 
"وفي وقت أضفى البابا يوحنا بولس الثاني طابعا رسميا على خدمة الفاتيكان لفناني السيرك، فقد دعا بانتظام فرق السيرك الصغيرة الى تقديم عروضها خلال اللقاء العام يوم الأربعاء في الفاتيكان. واستمر هذا التقليد في عهد البابا بندكتوس السادس عشر"، ولا يزال مستمرا في عهد البابا فرنسيس.
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "عرضا قُدّم امام بابا الفاتيكان وكرادلة الكنيسة فى الفاتيكان اليوم"، و"ماذا يحصل في العالم؟"، على ما جاء في التعليق. في الواقع، هذه المشاهد قديمة، اذ تعود الى 8 كانون الثاني 2020. وتظهر فناني "سيرك أكوا" يقدمون عرضاً أمام البابا فرنسيس والحجاج، في نهاية اللقاء العام في الفاتيكان يومذاك. وتقديم عروض السيرك في الفاتيكان تقليد قديم يعود إلى عقود عدة، وذلك في اطار العناية الرعوية للكنيسة الكاثوليكية للاجئين والرحالة. 
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium