كوكو، الغوريلا الشهيرة... وفي الفيديو، "توجّه آخر رسالة لها الى البشرية قبل ان تموت"، وفقا للمزاعم، و"هذه كلماتها الأخيرة"، على ما يتناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي منذ أعوام. غير أنّ هذا الزعم خاطئ. في الواقع، الفيديو الذي تظهر فيه كوكو مستخدمة لغة الإشارة، يعود الى كانون الأول 2015، اي قبل نحو ثلاثة أعوام من وفاتها. وكانت توجه فيه رسالة الى الدول المشاركة في قمّة المناخ في باريس يومذاك. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
الوقائع: 1.06 ثوان مدة الفيديو. وتظهر فيه غوريلا، مستخدمة لغة الاشارة، قائلة وفقا لترجمة مرفقة بالانكليزية والعربية، "انا غوريلا، انا زهور، وحيوانات...". المشاهد تنتشر منذ اعوام في وسائل التواصل، بمزاعم انها تظهر "الغوريلا كوكو وهي توجّه آخر رسالة (او كلمات) لها الى البشر قبل وفاتها" (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).
ماذا ستقول لنا الحيوانات إذا تمكنوا من الحديث معنا؟ الغوريلا كوكو تعلمت لغة الإشارة وتواصلت مع البشر
قد تكون كوكو "أشهر غوريلا في العالم بسبب استخدامها لغة الإشارة وقدراتها الفنية وعلاقاتها بالقطط الصغيرة، والاهتمام الاعلامي العالمي بها منذ أن كانت صغيرة. ومع ذلك، فإنها ليست الغوريلا الوحيدة التي أتقنت لغة الإشارة والفنون"، وفقا لما تعرّف بها مؤسسة الغوريلا (هنا).
وُلدت كوكو في 4 تموز 1971 في جديقة حيوانات سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة الاميركية. و"في صغرها، كان لا بد من أن يتولى البشر تربيتها بعدما مرضت جدا، ورفضت امها الاهتمام بها". وبين الموكلين برعايتها، بيني باترسن، "طالبة دراسات عليا شابة في علم النفس بجامعة ستانفورد، التي وافقت على رعاية كوكو لبضع سنوات، وسُمح لها بتعليمها لغة الإشارة، لتشكل بذلك موضوع أطروحة دكتوراه في علم النفس التنموي في جامعة ستانفورد".
وبهذا اللقاء بين باترسن وكوكو، انطلق "مشروع كوكو". ولم تتوقع باترسن ان "تتطور هذه العلاقة العاطفية القوية بكوكو، بحيث أصبح ما بدأ كالتزام لمدة 4 سنوات علاقة لمدة 4 عقود غيّرت تظرة العالم الى الغوريلا، من كونها وحشا ضخما ومخيفا إلى كائن حساس ومتعاطف يشبه البشر كثيرًا".
وقد عاشت كوكو في محمية مؤسسة الغوريلا في جبال سانتا كروز بكاليفورنيا، حيث توفيت "خلال نومها، في 18 حزيران 2018"، وذلك قبل أسبوعين فقط من عيد ميلادها الـ47. و"قد عاشت حياة مليئة بالحب، وقد حزن عليها ملايين الأشخاص حول العالم".
- حقيقة الفيديو -
هل وجهت كوكو، في الفيديو المتناقل، "آخر رسالة او كلمات لها قبل أن تموت"، كما يتم زعمه؟
كلا.
في الواقع، نشر موقع مؤسسة الغوريلا هذا الفيديو في كانون الاول 2015 (هنا)، مع شرح ان كوكو "تلقت دعوة NOE، وهي منظمة غير ربحية مقرها فرنسا، الى تمثيل "صوت الطبيعة" في قمّة المناخ COP21 في باريس، المنعقدة من 1 كانون الاول 2015 الى 11 منه".
وقد نشرت منظمة NOE فيديو كوكو في حسابها في يوتيوب، في 1 كانون الاول 2015 (هنا)، بعنوان" كوكو الغوريلا هي صوت الطبيعة في قمّة المناخ COP21.
ويُقرَأ بوضوح، في بداية الفيديو، ان "لدى كوكو رسالة توجهها الى الدول المشاركة في قمّة COP21".
وذكرت مؤسسة الغوريلا ان "نص الرسالة" التي وجهتها كوكو الى القمة "صاغته منظمة NOE. كما سمحنا لكوكو بالارتجال خلال سلسلة جلسات يومية قصيرة لمناقشة الفيديو، بحيث توجّب عليها أيضًا تعلم بعض الاشارات الجديدة، مثل حماية والطبيعة".
وقد تمّ اعداد النسخة النهائية من الفيديو (أعلاه) "من عدد من المقتطفات المنفصلة، للإيجاز والاستمرارية". ومع ذلك، كانت كوكو واضحة بشأن الرسالة الرئيسية: الإنسان يؤذي الأرض ومختلف اصناف الحيوانات والنباتات عليها، ويجب أن "يسرع" ليصلح المشكلة.
ما الذي قالته كوكو بلغة الاشارة في رسالتها الى قمة المناخ عام 2015؟
قالت، وفقا لترجمة من الانكليزية لنص الرسالة، كما أوردته مؤسسة الغوريلا: انا غوريلا، انا زهور، حيوانات، انا الطبيعة. الانسان، كوكو تحب الانسان. الارض، كوكو تحب الارض. لكن الانسان غبي... غبي. كوكو آسفة، كوكو تبكي. حان الوقت للاسراع. اصلحوا الارض، ساعدوا الارض. اسرعوا. احموا الارض. الطبيعة تراكم. شكرا.
لاحقا، اضافت مؤسسة الغوريلا صوتا الى فيديو كوكو، يترجم ما كانت تقوله (هنا).
وقد حصد فيديو كوكو "أكثر من 30 مليون مشاهدة، منذ قمّة 2015"، وفقا للمؤسسة. وجاء نشره عام 2015 قبل نحو ثلاثة اعوام من وفاتها عام 2018.
وبين عامي 2015 و2018، نشرت مؤسسة غوريلا العديد من الفيديوات لكوكو وهي تغني (هنا)، او خلال تلقيها هدية عبارة عن كتاب (هنا)، او خلال لعب الغيتار (هنا) او الرسم (هنا)...
النتيجة: اذا لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر الغوريلا كوكو وهي "توجّه آخر رسالة لها الى البشرية قبل ان تموت". في الواقع، الفيديو يعود الى 1 كانون الاول 2015، اي قبل نحو ثلاثة أعوام من وفاتها. وكانت توجه فيه رسالة الى الدول المشاركة في قمّة المناخ في باريس يومذاك.
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.