مشهد جوي لجزء من الأرض. صورة تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي بمزاعم ان "وكالة ناسا نشرتها أخيرا، وتظهر تجمدا تاما لغالبية مناطق الولايات المتحدة الاميركية"، في ظل "عاصفة القرن" التي شهدتها. غير أنّ هذا الزعم غير صحيح. في الواقع، الصورة قديمة، بحيث تظهر "غطاء ثلجيا عبر أميركا الشمالية، من 2 شباط 2002 إلى 9 منه"، وفقاً لما شرحت وكالة ناسا، ناشرة الصورة. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
الصورة استحوذت أخيرا على اهتمام مستخدمين لوسائل التواصل الاجتماعي تشاركوا فيها، عبر حساباتهم (مثل هنا، هنا، هنا، هنا...)، مرفقة بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "صورة تاريخة نشرتها وكالة ناسا اليوم ملتقطه من الفضاء تظهر تجمد تام لأغلب أجزاء الولايات المتحدة الأميركية".
- عاصفة القرن -
تزامن انتشار هذه الصورة مع عاصفة أودت بالعشرات في الولايات المتحدة خلال عطلة عيد الميلاد، ولا تزال تلقي بثقلها الثلثاء 27 كانون الاول 2022، على ولاية نيويورك والمسافرين جوّا في أنحاء البلاد، مع انتشار قصص عن عائلات حوصرت لأيام خلال "عاصفة القرن"، على ما أوردت وكالة فرانس برس.
وقد ارتفع عدد الوفيات المرتبطة بالعاصفة الشتوية - معظمها حوادث طرق - إلى 50 على الأقل بعد أن أكد مسؤولون وفاة أخرى في مقاطعة إيري بغرب نيويورك، بؤرة الأزمة.
وقد أدت العواصف الثلجية والرياح العاتية ودرجات الحرارة الشديدة الانخفاض الى إلغاء نحو 20 ألف رحلة جوية في الأيام الأخيرة، بينها أكثر من 3000 رحلة الثلثاء، وفق موقع التتبع المتخصّص "فلايت أوير".
من جهته، وافق الرئيس الأميركي جو بايدن الاثنين 26 منه على إعلان الطوارئ في ولاية نيويورك لصرف أموال لمساعدتها على التعافي من الكارثة.
- حقيقة الصورة -
غير ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بكل هذه التطورات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي عنها يوصلنا الى مصدرها الاصلي، وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) التي نشرتها (هنا، هنا) ضمن تقرير عام 2004 بعنوان: 2004 قصة رئيسية عن الأرض- فوائد التنبؤ الهيدرولوجي.
واوضحت الوكالة ان الصورة تظهر "غطاء ثلجيا عبر أميركا الشمالية، من 2 شباط 2002 إلى 9 منه"، شارحة معها ان MODIS (مقياس الطيف التصويري ذا الدقة المتوسطة) الذي يحلّق على متن القمرين الصناعيين Terra وAqua التابعين لناسا، يقيس الغطاء الثلجي فوق الكرة الأرضية بأكملها كل يوم، إذا سمح الغطاء السحابي بذلك. وبدقة مكانية تصل إلى 500 متر لكل بكسل، يسمح MODIS للعلماء بالتمييز بين الثلج والغيوم، وكلاهما يظهر بلون أبيض ساطع عند رؤيته من الأعلى بأطوال موجية ذات لون حقيقي".
وقد أعاد موقع مرصد الأرض التابع للناسا Earth Observatory، نشر الصورة (هنا) بعنوان: الغطاء الثلجي الشتوي في نصف الكرة الشمالي، ذاكرا المعلومات ذاتها عنها اعلاه، ومشيرا الى ان "الغطاء الجليدي هو مورد مائي بالغ الأهمية في العديد من المناطق. ويأتي أكثر من 75 في المائة من المياه للاستهلاك البشري والري في غرب الولايات المتحدة من الجريان السطحي للذوبان الثلجي. ويستخدم العلماء بيانات الأقمار الصناعية حول امتِداد الغطاء الثلجي، إلى جانب معلومات أخرى، لتقدير كمية المياه الموجودة داخل حزمة ثلجية معينة. وهذه المعلومات ضرورية لإدارة الخزانات بكفاءة أكبر، وكذلك للتنبؤ بالأماكن المحتملة لوقوع فيضانات وموعدها. ويشكل جريان الذوبان الجليدي من جبال سييرا نيفادا مكونًا كبيرًا لإمدادات المياه في كاليفورنيا".
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة "نشرتها "وكالة ناسا أخيرا، وتظهر تجمدا تاما لغالبية مناطق الولايات المتحدة الاميركية"، في ظل "عاصفة القرن" التي شهدتها. في الواقع، الصورة قديمة، بحيث تظهر "غطاء ثلجيا عبر أميركا الشمالية، من 2 شباط 2002 إلى 9 منه"، وفقاً لما شرحت وكالة ناسا، ناشرة الصورة.