المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "ممثل إسرائيل يأخذ تقريرا سلمته الأمم المتحدة الى بلاده بشأن حقوق الإنسان، ويمزقه ويرميه في سلة المهملات"، بينما تتواصل الحرب بين اسرائيل وحماس.
الا أنّ هذا الزعم خاطئ، مضلّل.
الحقيقة: هذا الفيديو قديم، اذ يعود الى 29 تشرين الاول 2021. ويظهر سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان يمزق التقرير السنوي لمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة، خلال جلسة في الجمعية العامة للامم المتحدة، رفضا لإدانته جرائم اسرائيل بحق الفلسطينيين، لا سيما في قطاع غزة. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
28 ثانية. المشاهد تظهر سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان واقفا وراء منصة، بينما حمل أوراقا بيده، قائلا (ترجمة من الانكليزية): "هذا التقرير ينبغي ألا يكون له مكان لدى اي شخص معني بحقوق الإنسان، الأمن أو السلام. مكانه الوحيد هو في مزبلة معاداة السامية، وهذه هي بالضبط الطريقة التي يجب أن نتعامل به معها". ثم يمزق الاوراق التي كان يحملها ويغادر المنصة. وقد تكثف التشارك في الفيديو أخيرا، عبر حسابات ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "سلمت الأمم المتحدة تقريراً يزيد عن عشرين صفحة لإسرائيل بشأن حقوق الإنسان. ممثل إسرائيل اعتلى المنصة دقيقتين، أخذ التقرير، مزقه ورماه في سلة المهملات".
سلمت الأمم المتحدة تقريراً يزيد عن عشرين صفحة لإسرائيل بشأن حقوق الإنسان. ممثل إسرائيل اعتلى المنصة دقيقتين، أخذ التقرير، مزقه ورماه في سلة المهملات. pic.twitter.com/JZ2fgzb3en
جاء تداول الفيديو في وقت ندّد الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريس، أمام مجلس الأمن الدولي، الثلثاء 24 تشرين الاول 2023، بـ"الانتهاكات الواضحة للقانون الدولي الإنساني في غزة"، في حين كانت إسرائيل تواصل قصف القطاع ردا على هجمات حماس، وسط انقسام حاد في مجلس الأمن الدولي.
وأكد غوتيريس أن "أي طرف في الصراع المسلح ليس فوق هذا القانون"، من دون الإشارة صراحة إلى إسرائيل، على ما أوردت وكالة فرانس برس (هنا).
وأثارت تصريحات غوتيريس حفيظة وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، الذي خاطب الأمين العام بحدّة، مذكّرا بمدنيين بينهم أطفال قتلوا في هجمات شنّتها حماس على الأراضي الإسرائيلية. وقال كوهين "سيدي الأمين العام، في أي عالم تعيش؟".
ودعا سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان غوتيريس إلى الاستقالة، وجاء في منشور له على منصة إكس (تويتر سابقا) أن الأمين العام للأمم المتحدة "أبدى تفهّما للإرهاب والقتل".
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذه التطورات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه، باستخدام كلمات مفاتيح، يوصلنا اليه منشورا بنسخة أطول (1.25 دقيقة) في حساب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان في اكس، في 29 تشرين الاول 2021 (هنا)، مرفقا بتعليق: "لقد خاطبت اليوم الجمعية العامة للأمم المتحدة وتحدثت ضد الاتهامات الكاذبة الصريحة والمنحازة التي لا أساس لها، والتي وردت في التقرير السنوي لمجلس حقوق الإنسان".
Today, I addressed the @UN General Assembly and spoke out against the baseless, one-sided, and outright false accusations from the Human Rights Council's annual report. 1/8 pic.twitter.com/b4YIv2jGaK
— Ambassador Gilad Erdan גלעד ארדן (@giladerdan1) October 29, 2021
واضاف: "هذا العام، خذلنا مجلس حقوق الإنسان مجددا... لقد خذل الناس في جميع أنحاء العالم الذين يعانون انتهاكات حقوق الإنسان، كل يوم، كل ساعة، كل دقيقة، ولكن أصواتهم لا تُسمع".
واشار الى انه "منذ إنشاء المجلس قبل 15 عاماً، قرر إلقاء اللوم على إسرائيل وإدانتها، ليس 10 مرات مثل إيران، أو 35 مرة مثل سوريا... لقد هاجم إسرائيل بـ95 قراراً، مقارنة بـ142 لجميع الدول الأخرى مجتمعة".
وتابع: "انحياز مجلس حقوق الإنسان المهووس ضد إسرائيل، والذي يجسده هذا التقرير مجددا، ينبغي ألا يكون له مكان لدى أي هيئة معنية بحقوق الإنسان أو الأمن أو السلام. مكانه الوحيد هو في مزبلة معاداة السامية. وهذه هي بالضبط الطريقة التي يجب أن نتعامل به معها".
والتقرير السنوي لمجلس حقوق الإنسان الذي مزقه يومذاك اردان، يدين جرائم اسرائيل بحق الفلسطينيين، لا سيما في قطاع غزة. وقدمته رئيسة الدورة الـ15 للمجلس نزهة شميم خان للأعضاء، خلال جلسة في الجمعية العامة للأمم المتحدة يومذاك (هنا).
وقد نشرت مواقع اخبارية كلام اردان في 30 تشرين الاول 2021 ضمن تقارير ضمنتها مشاهد لتمزيقه تقرير مجلس حقوق الانسان (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).
وقد دافعت شميم خان، في مؤتمر صحافي عقدته في وقت لاحق ذلك اليوم، عن مجلس حقوق الإنسان في مواجهة اتهامات اسرائيل له بالتحيز ضدها. وقالت: "لا توجد دولة في العالم تتمتع بسجل مثالي في مجال حقوق الإنسان". "إذا قلنا أن مجلس حقوق الإنسان مخصص فقط للبلدان التي ليست لديها انتهاكات لحقوق الإنسان، فأنا لست متأكدة أنه سيبقى لدينا أحد على الإطلاق" (هنا).
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "ممثل إسرائيل يأخذ تقريرا سلمته الأمم المتحدة الى بلاده بشأن حقوق الإنسان، ويمزقه ويرميه في سلة المهملات"، بينما تتواصل الحرب بين إسرائيل وحماس. في الواقع، هذا الفيديو قديم، اذ يعود الى 29 تشرين الاول 2021. ويظهر سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان يمزق التقرير السنوي لمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة، خلال جلسة في الجمعية العامة للامم المتحدة، رفضا لإدانته جرائم اسرائيل بحق الفلسطينيين، لا سيما في قطاع غزة.
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.