المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما منحنيا امام المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي.
الا أن هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الصورة زائفة، مركبة من صورتين اصليتين. الأولى تعود الى 3 آب 2005، وتظهر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يحيي خامنئي خلال احتفال تنصيبه في طهران يومذاك. والأخرى تظهر الرئيس الاميركي باراك أواما منحنياً كي يتمكن ابن أحد موظفي البيت الابيض من لمس شعره في 8 ايار 2009. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
الصورة تظهر الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما منحنيا امام المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي. وقد تكثف التشارك فيها أخيرا، عبر حسابات ارفقتها بتعليق منتقد لأوباما، علما ان تداولها قديم.
- حقيقة الصورة -
الا ان الصورة ليست حقيقية، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي عنها يضعنا امام خيوط (هنا) توصلنا الى الصورة الاصلية منشورة في وكالة Getty Images (هنا) في 3 آب 2005، مع شرح انها تظهر "الرئيس الإيراني الجديد محمود أحمدي نجاد (الى اليمين)، والمرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي (في الوسط)، والرئيس المنتهية ولايته محمد خاتمي والرئيس السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، خلال احتفال تنصيب نجاد في طهران في 3 آب 2005".
تصوير: أتا كيناري ATTA KENARE/وكالة الصحافة الفرنسية عبر غيتي إيماجز.
وقد اصبح المحافظ المتشدد محمود احمدي نجاد رئيسا لجمهورية ايران الإسلامية بعدما نصبّه المرشد الأعلى اية الله علي خامنئي صباح الأربعاء 3 آب 2005 في طهران، وفقا لما أوردت وكالة "فرانس برس" (هنا).
وقال المرشد الأعلى في بيان قرأه الرئيس المنتهية ولايته محمد خاتمي: "اهنيء الشعب الايراني بتصويته، واني اصدق على هذا التصويت واعلن احمدي نجاد رئيسا لجمهورية ايران الاسلامية".
وفي أول خطاب له بعد تنصيبه، رئيسا دعا نجاد الذي يشتبه في أن بلاده تسعى إلى اقتناء السلاح النووي، إلى إزالة جميع أسلحة الدمار الشامل في العالم. وقال امام كبار الشخصيات في الدولة والسفراء الاجانب: "سادعو الى ازالة جميع اسلحة الدمار الشامل. ايران تريد ارساء السلام الدائم والعدالة".
كذلك، يوصلنا التعمق في البحث، عبر محرك Yandex، الى خيوط (هنا) تقودنا الى الصورة الاصلية للرئيس الاميركي السابق باراك أوباما منشورة في حساب Obama White House Archived في فليكر في 14 ايار 2009 (هنا) مع شرح ان "الرئيس أوباما انحنى كي يتمكن ابن أحد موظفي البيت الأبيض من الربت على رأسه خلال زيارة عائلية للمكتب البيضاوي في 8 ايار 2009. وقد أراد الصبي أن يرى ما إذا كانت قصة شعر الرئيس تشبه قصته".
وهذه الصورة الرسمية للبيت الأبيض التقطها بيت سوزا Pete Souza (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا ايضا).
والعثور على الصورتين الاصليتين يعني ان الصورة المتناقلة مركبة من خلال استبدال نجاد بأوباما منحنياً.
- ما يحصل لا يطاق -
من جهة أخرى، قال أوباما، في تصريحات نشرت السبت 4 تشرين الثاني 2023، إن "الاحتلال وما يحصل للفلسطينيين لا يُطاق". وقدم في مقابلة أجراها موظفوه السابقون في البودكاست الخاص بهم "بود سيف أميركا" (Pod Save America)، تحليلا معقدا للصراع بين إسرائيل وغزة، وأخبر الآلاف من موظفيه السابقين أنهم جميعا "متواطئون إلى حد ما" في إراقة الدماء الحالية.
واعترف أوباما بالمشاعر القوية التي أثارتها الحرب، قائلا إن "هذه الأشياء عمرها قرن من الزمان، وهي تأتي إلى الواجهة". وألقى باللوم على وسائل التواصل الاجتماعي في تضخيم الانقسامات، وتقليص النزاع الدولي الشائك إلى ما عدّه مجرد شعارات... (هنا).
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما منحنيا امام المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي. في الواقع، الصورة زائفة، مركبة من صورتين اصليتين. الأولى تعود الى 3 آب 2005، وتظهر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يحيي خامنئي خلال احتفال تنصيبه في طهران يومذاك. والأخرى تظهر الرئيس الاميركي باراك أواما منحنياً كي يتمكن ابن أحد موظفي البيت الابيض من لمس شعره في 8 ايار 2009.