المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "لقطات نشرها حزب الله لصواريخه المضادة للسفن بعد وصول بوارج أميركية إلى البحر الأبيض المتوسط"، في وقت تتواصل الحرب بين اسرائيل وحماس، ويشهد جنوب لبنان تصعيدا يوميا بين "حزب الله" وإسرائيل.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ يعود الى 15 آب 2019. ويظهر صواريخ كشفها "حزب الله" ضمن مشاهد عرضها للمرة الاولى عن عملية استهداف البارجة الاسرائيلية "ساعر 5" خلال عدوان تموز 2006، وذلك ضمن برنامج "جند مغرقون" الذي بثته قناة "المنار" يومذاك. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
المشاهد تظهر صواريخ موضبة داخل صناديق كتب عليها "حزب الله". وقد تكثف التشارك في الفيديو أخيرا، عبر حسابات عربية وأجنبية، ومواقع اخبارية ارفقتها بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "هذه هي الصواريخ التي أعدها حزب الله لاستهداف حاملات الطائرات الأميركية"، وايضا "لقطات نشرها حزب الله لصواريخه المضادة للسفن بعد وصول بوارج أميركية إلى البحر الأبيض المتوسط".
#Hezbollah published a video demonstrating its anti-ship missiles after media reported the arrival of #US warships in the Mediterranean Sea. pic.twitter.com/rBJuLguoub
جاء تداول الفيديو في وقت يتواصل التصعيد اليومي في جنوب لبنان بين حزب الله وإسرائيل، غداة اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، إثر هجوم غير مسبوق شنته الحركة على إسرائيل في 7 تشرين الأول 2023.
ووسط تبادل القصف وإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله"، أعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله السبت 11 تشرين الثاني 2023، أن عناصر الحزب بدأوا خلال الأيام الماضية استخدام أسلحة جديدة ضد إسرائيل من جنوب لبنان، عدا عن إرسال مسيرات استطلاع الى مناطق في عمقها.
وقال في كلمته خلال إحياء "يوم الشهيد": "للمرة الأولى في تاريخ المقاومة في لبنان، نستخدم المسيّرات الهجومية الانقضاضية".
منذ 8 تشرين الأول، أسفر التصعيد عن مقتل 91 شخصا بنيران اسرائيلية في الجانب اللبناني، بينهم 68 عنصرا في "حزب الله" و11 مدنياً على الأقل، ضمنهم مصور لدى وكالة أنباء "رويترز" وامرأة مع حفيداتها الثلاث، وفق حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس حتى 11 تشرين الثاني 2023.
وأرسلت الولايات المتحدة بعد اندلاع الحرب حاملتي طائرات الى شرق البحر المتوسط، في خطوة قالت إن هدفها "ردع الأعمال العدائية ضد إسرائيل أو أي جهود لتوسيع الحرب" ضدها.
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذا، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه، بتجئزته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يوصلنا اليه، عبر محرك Yandex، منشورا في موقع وكالة ايران برس للانباء Iran Press، في 16 آب 2019 (هنا)، بعنوان: صواريخ كروز المضادة للسفن من طراز C-802، التابعة لحزب الله. وشرح ان الفيديو الذي يُنشر للمرة الأولى، يظهر صواريخ كروز مضادة للسفن من طراز C-802، وتخص حزب الله اللبناني.
كذلك، امكن العثور على لقطات من الفيديو منشورة في مواقع اخبارية عدة (هنا، هنا، هنا)، في 16 آب 2019، بكونها "من فيديو نشره حزب الله لما قال إنه صواريخ مضادة للسفن".
التعمق في البحث، باستخدام كلمات مفاتيح، يوصلنا الى هذه المشاهد معروضة ضمن فيديو أطول نشره تلفزيون "المنار" في 15 آب 2019 (هنا)، بعنوان: "المنار تعرض صواريخ المقاومة البحرية ومشاهد لعملية استهداف ساعر".
ويمكن مشاهدة المقطع ابتداء من التوقيت 2.02.
واضافت القناة: "كشفت القوة البحرية في حزب الله مشاهد جديدة تعرض للمرة الاولى عن عملية استهداف البارجة العسكرية الصهيونية (ساعر 5) خلال عدوان تموز 2006، وذلك ضمن برنامج "جند مغرقون"، الذي بثته قناة المنار هذا المساء. كذلك، عرضت مشاهد لعدد من الصواريخ البحرية المختلفة".
في الواقع، هذا ما يُقرأ على احد الصواريخ الكبيرة في الفيديو: "جند مغرقون" (الصورة ادناه)، بينما أرفق التقرير مشاهد الصواريخ بالقول إن "صاروخ C-802، صيني الصنع، بات في جعبة المقاومة منذ تموز 2006، ودمر أحدث اسلحة العدو الاسرائيلي البحرية وبدأت المفاجآت. هذه الاسلحة ليست سوى جزء صغير من قوة الردع...".
وجاء عرض "حزب الله"، للمرة الأولى، هذه المشاهد المصورة لاستهداف البارجة الإسرائيلية قبالة الشواطئ اللبنانية خلال حرب تموز 2006، في ذكرى إحياء ذكراها الـ13.
واظهرت هذه المشاهد رصد رادار بحري للبارجة، ومن ثم تحديد إحداثياتها وتجهيز منصة إطلاق صواريخ مضادة للبوارج والسفن العسكرية، قبل استهدافها ليلاً ما تسبب باحتراقها ومقتل أربعة جنود كانوا على متنها.
وضمن برنامج "جند مغرقون"، قال قائد في "القوة البحرية" للحزب قدمته القناة باسم الحاج جلال، وبدا وجهه مموها، إنه "بمجرد صدور الامر، قام الاخوة بتنفيذ ما يلزم. وتم اطلاق العدد المطلوب من الصواريخ باتجاه السفينة". واشار الى انه "عندما اتخذت المقاومة الاسلامية قرارا بادخال هكذا سلاح نوعي الى قوتها البحرية، خططت وحضرت جيدا وانتخبت الهدف بشكل جيد...".
وذكر ايضا أنه تم استهداف بارجة "ساعر 5" من محيط منطقة السفارة الكويتية في بيروت خلال العدوان الإسرائيلي عام 2006. وقال: "كنّا قادرين على استهداف ساعر 5 قبل وصولها إلى المياه الإقليمية اللبنانية" (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "لقطات نشرها حزب الله لصواريخه المضادة للسفن بعد وصول بوارج أميركية إلى البحر الأبيض المتوسط"، في وقت تتواصل الحرب بين اسرائيل وحماس، ويشهد جنوب لبنان تصعيدا يوميا بين حزب الله وإسرائيل. في الواقع، الفيديو قديم، اذ يعود الى 15 آب 2019. ويظهر صواريخ كشفها "حزب الله" ضمن مشاهد عرضها للمرة الاولى عن عملية استهداف البارجة العسكرية الاسرائيلية "ساعر 5" خلال عدوان تموز 2006، وذلك ضمن برنامج "جند مغرقون" الذي بثته قناة المنار يومذاك.
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.