النهار

"مشاهد لثوران بركاني عنيف في أيسلندا أخيراً"؟ إليكم الحقيقة Factcheck#
هالة حمصي
المصدر: النهار
"مشاهد لثوران بركاني عنيف في أيسلندا أخيراً"؟ إليكم الحقيقة Factcheck#
لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (اكس).
A+   A-
المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "ثوران بركان فاغرادالسفيال بعنف في أيسلندا"، في وقت تم اخلاء مدينة غريندافيك الساحلية في جنوب غرب البلاد بعدما تسببت حركة الصهارة تحت القشرة الأرضية بمئات الزلازل. 
 
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح. 
 
الحقيقة: صحيح ان  الفيديو يظهر ثورانا بركانيا في منطقة جبل فاغرادالسفيال بأيسلندا، الا انه قديم، اذ يعود الى 21 آذار 2021. وبالتالي لا علاقة له بالمستجدات البركانية في أيسلندا. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
ما القصة؟ 
المشاهد تظهر حمما تتدفق من فوهة بركان على مرأى من أشخاص تجمعوا حوله. وقد تكثف التشارك في الفيديو أخيرا عبر حسابات ارفقته بالمزاعم الآتية: "بركان فاغرادالسفيال يثور بعنف في ايسلندا. وتتدفق الحمم البركانية الساخنة أسفل الجبل بالقرب من العاصمة". 
 
- ثوران بركاني محتمل يهدد مدينة إيسلندية -
تزامن انتشار الفيديو مع إعلان أيسلندا حالة الطوارئ، وإخلاء مدينة غريندافيك الساحلية في جنوب غرب البلاد في وقت مبكر السبت الماضي، بعد أن تسببت حركة الصهارة تحت القشرة الأرضية بمئات الزلازل، الأمر الذي قد يكون مقدمة لثوران بركاني، على ما أوردت وكالة "فرانس برس" (هنا). 

تقع غريندافيك على بعد حوالى 40 كيلومتراً جنوب غرب العاصمة ريكيافيك، وهي قريبة من محطة سفارتسينجي للطاقة الحرارية الأرضية، وتعد المورد الرئيسي للكهرباء والمياه لثلاثين ألف شخص من سكان شبه جزيرة ريكيانيس.
 
 
 
 
وقال رئيس الحماية المدنية وإدارة الطوارئ في أيسلندا فيدير رينيسون: "نحن قلقون للغاية بشأن جميع المنازل والبنى التحتية في المنطقة". واشار الى ان "الصهارة الآن على عمق ضحل للغاية، لذلك نتوقع ثوراناً في غضون ساعات قليلة على أقرب تقدير، ولكن على الأقل في غضون بضعة أيام".
 
ويتمثل السيناريو الأكثر ترجيحاً في فتح شق في الأرض بالقرب من غريندافيك. وأوضح رينيسون أن "هناك صدعا يمتد على حوالى 15 كيلومترا، وفي أي مكان في هذا الشق يمكننا أن نرى أنه يمكن أن يحدث ثوران"، من دون أن يستبعد احتمال حدوث ثوران في قاع المحيط، ما من شأنه أن يسبب على الأرجح سحابة من الرماد الكثيف (هنا، هنا، هنا، هنا ايضا).
 
- حقيقة الفيديو -
الا ان المقطع المتناقل لا علاقة له بهذه التطورات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته. 
 
فبالبحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، وباستخدام كلمات مفاتيح بالانكليزية، نقع على مشاهد مماثلة تماما ضمن فيديو بنسخة أطول (6.08 دقائق) نشرته قناة Traveller In The Whole World في يوتيوب، في 22 آذار 2021 (هنا)، بعنوان Iceland Volcano Eruption - 21.03.2021 اي ثوران بركان أيسلندا- 21 آذار 2021.
 
 
وكتبت معه القناة: "ليلة الجمعة 19 آذار 2021، ثار بركان في أيسلندا في منطقة جبل فاغرادالسفيال Fagradalsfjall (شبه جزيرة ريكيانيس). وفي صباح يوم الأحد (21 منه)، قمت برحلة صعبة مدتها 3 ساعات لرؤية هذه الأعجوبة الأرضية التي لا تتكرر إلا مرة واحدة في العمر. وأقدم اليكم بعض اللقطات المذهلة لثوران بركان أيسلندا، حيث يمكنكم رؤية الحمم البركانية تتدفق بقوة" (هنا ايضا). 
 
 
يومذاك، توافد الناس لمشاهدة الثوران البركاني الذي حدث في أيسلندا في 19 آذار 2021. و"كان الثوران صغيراً نسبيا، وتسبب اضطراب الصهارة تحت الأرض بعشرات آلاف الزلازل. واندهش الناس من كمية الصهارة المتدفقة التي أحاطت بالبركان، ولكنها لم تخفهم، إذ عمدوا إلى تحضير الشطائر وشوي النقانق على حمم البركان الثائر"، وفقا لتقارير اعلامية (هنا).
 
وقد أنشأت السلطات الأيسلندية مساراً للمشي مسافات طويلة بطول 3.5 كيلومترات لاستيعاب السياح الذين جاؤوا يزورون الانفجار البركاني في وادي غيلدا في شبه جزيرة ريكيانيس Reykjanes Peninsula، على ما نشر موقع "النهار العربي".
 
 
وقال أغوست جونار جيلفاسون، مدير المشروع في إدارة الحماية المدنية وإدارة الطوارئ لـ"رويترز": "كان الناس يتنزهون من عدة اتجاهات مختلفة إلى المنطقة".
 
ووصف ثورفالدور ثوردارسون، أستاذ علم البراكين بجامعة أيسلندا، المشهد بأنه "ثورة سياحية مثالية"، إلاّ أنّه حذر الجميع من الاقتراب كثيراً.
 
الى جانب هذا الثوران في آذار 2021، حدث ثورانان آخران بالقرب من فاغرادالسفيال في شبه جزيرة ريكيانيس، في آب 2022 وتموز 2023.

تقع أيسلندا في شمال المحيط الأطلسي، وتمتد على سلسلة جبال عند حيد وسط المحيط الأطلسي، وهو شق في قاع المحيط يفصل بين الصفيحتين التكتونيتين الأوراسية والأميركية الشمالية.

وفي نيسان 2010، أدى ثوران هائل لبركان أيسلندي آخر، إيافيالايوكول، في جنوب الجزيرة، إلى إلغاء نحو 100 ألف رحلة جوية، ما عطّل حركة أكثر من 10 ملايين مسافر، على ما ذكرت وكالة فرانس برس. 
 
  
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium