المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "القائد البارز في حزب الله عماد مغنية في فلسطين المحتلة"، وذلك بعد نحو 15 سنة على اعلان اغتياله، "لتصدق بالتالي توقعات ليلى عبد اللطيف عن ظهور شخصية انتشر خبر اغتيالها ووفاتها لفترة طويلة، الى العلن، مما سيشكّل صدمة عارمة للجميع".
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الصورة قديمة، اذ تعود الى آذار 2018، وتظهر رجلا شبيها لمغنية في أحد شوارع بيروت، وفقا لما تم تداوله يومذاك. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
الصورة الليلية تظهر رجلا واقفا في شارع، واضعا على رأسه قبعة. وكتب عليها (من دون تدخل او تصحيح): "صورة متداولة على وسائل التواصل ووسائل الاعلام العبرية ان الحج عماد مغنية في فلسطين المحتلة وضجة كبيرة في الكيان الصهيوني وكلام السيد جعل العدو يرتجف بان الحج عماد او الحج قاسم لا زال احدهما على قيد الحياة". وقد تكثف التشارك فيها أخيرا عبر حسابات ارفقها بعضها بتسجيل لليلى عبد اللطيف وهي تقول: "الانظار والاعلام تتجه الى شخصية سياسية او قيادية بارزة كان خبر اغتيالها ووفاتها انتشر حول العالم في الاعلام لفترة طويلة. ولكن سنرى هذه الشخصية تظهر إلى العلن مما سيشكّل صدمة عارمة للجميع وانا ارى ان هذه الشخصية القيادية ما زالت على قيد الحياة. وانا مسؤولة عن كلامي...".
- إسرائيل تعاود دخول مجمع الشفاء في غزة -
جاء تداول الصورة في وقت عاود الجيش الاسرائيلي، اليوم الخميس، دخول مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، غداة عملية اقتحام وتفتيش لأكبر مستشفى في القطاع أثارت قلقا وانتقادات دولية بشأن مصير المرضى وآلاف المدنيين المحاصرين، وفقا لما أوردت وكالة فرانس برس (هنا).
وقد اعلن الجيش الإسرائيلي أنه عثر على "ذخائر وأسلحة ومعدات عسكرية" تابعة لحماس في مستشفى الشفاء. الا ان وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس أكدت أنّ الجيش "لم يعثر على أيّ عتاد أو سلاح" في المستشفى، موضحة أنّها "لا تسمح بالأساس" بأسلحة في المستشفيات التابعة لها.
ويأتي اقتحام مجمع الشفاء في خضم الحرب التي تخوضها إسرائيل وحماس منذ السابع من تشرين الأول 2023، عقب هجوم غير مسبوق شنّته الحركة على أراضي الدولة العبرية، في وقت يشهد الجنوب اللبناني تصعيدا عسكريا يوميا بين اسرائيل و"حزب الله".
وأدى هجوم 7 تشرين الاول الى مقتل زهاء 1200 شخص في إسرائيل معظمهم من المدنيين وغالبيتهم قضوا في اليوم الأول من الهجوم، بحسب السلطات الإسرائيلية. كذلك، تعرض حوالى 240 شخصا بينهم أجانب، للاختطاف من إسرائيل وتم نقلهم الى قطاع غزة، بحسب المصدر ذاته.
وردّاً على ذلك، توعدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس التي تصنّفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "إرهابية". ومذاك تقصف إسرائيل قطاع غزة بلا هوادة وتفرض عليه "حصاراً كاملاً"، وبدأت عمليات برية اعتبارا من 27 تشرين الأول. وأدى القصف الى مقتل أكثر من 11500 شخص، بحسب حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.
- حقيقة الصورة -
الا ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بكل هذه التطورات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي عنها يوصلنا الى حسابات ومواقع اخبارية، لا سيما لبنانية، نشرتها مع صورة أخرى مماثلة، في اواخر آذار 2018 (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، ضمن تقرير عن لقطة "انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي والتقطها احد المواطنين في الضاحية الحنوبية لبيروت، ويظهر فيها شخص يشبه القيادي في حزب الله عماد مغنية" (هنا ايضا).
و"قد تداول الناشطون هذه الصورة يومذاك نظراً إلى الشبه الكبير بين الشخص صاحب الصورة وبين مغنية، خصوصاً من الزاوية التي التقطت فيها الصورة".
في 13 شباط 2008، أعلن "حزب الله" مقتل عماد مغنية، القائد البارز فيه، بانفجار سيارة مفخخة في دمشق قبل يوم، وفقا لما أوردت وكالة "رويترز" (هنا). واتهم اسرائيل بمقتل مغنية (45 عاما)، غير أن اسرائيل نفت أي دور لها.
وجاء في بيان لحزب الله: "بكل اعتزار وفخر نعلن التحاق قائد جهادي كبير من قادة المقاومة الاسلامية في لبنان بركب الشهداء الابرار. فبعد حياة مليئة بالجهاد والتضحيات والانجازات وفي شوق جديد للقاء الاحبة قضى القائد الحاج عماد مغنية (الحاج رضوان) شهيدا على يد الاسرائيليين الصهاينة".
ومن جهتها، نفت اسرائيل أي دور لها في اغتيال مغنية. وجاء في بيان لمكتب رئيس الوزراء ايهود اولمرت: "اسرائيل ترفض محاولات عناصر ارهابية لان تنسب لاسرائيل اي دور في هذا الحادث" (هنا ايضا).
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر "القائد البارز في حزب الله عماد مغنية في فلسطين المحتلة"، وذلك بعد نحو 15 سنة على اعلان اغتياله، "لتصدق بالتالي توقعات ليلى عبد اللطيف عن ظهور شخصية انتشر خبر اغتيالها ووفاتها لفترة طويلة، الى العلن، مما سيشكّل صدمة عارمة للجميع". في الواقع، الصورة قديمة، اذ تعود الى آذار 2018، وتظهر رجلا شبيها لمغنية في أحد شوارع بيروت، وفقاً لما تم تداوله يومذاك.