المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "الجيش الإسرائيلي في أحد انفاق حركة حماس في غزة".
الا أنّ هذا الزعم لا اساس له.
الحقيقة: الفيديو قديم، وهو مصور في مخبأ قديم في السويد. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
المشاهد تظهر شخصا ينزل درجا طويلا، في رحلة تقوده الى ممر وصولا الى غرف فارغة مهجورة. وقد تكثف التشارك في الفيديو أخيرا، عبر حسابات، عربية وأجنبية، ارفقته بمزاعم ان "الفيديو نشرته اسرائيل بعد سيطرة جيشها على أحد أنفاق حماس في غزة".
Petite visite dans un des tunnels du HamaSS Imaginez que c’est dans ce genre de tunnels que Tsahal ira éliminer les terroristes et récupérer les otages, pic.twitter.com/CyK3VGBlVI
جاء تداول الفيديو في وقت عاود الجيش الاسرائيلي، اليوم الخميس، دخول مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، غداة عملية اقتحام وتفتيش لأكبر مستشفى في القطاع أثارت قلقا وانتقادات دولية بشأن مصير المرضى وآلاف المدنيين المحاصرين، وفقا لما أوردت وكالة فرانس برس (هنا).
وقد اعلن الجيش الإسرائيلي أنه عثر على "ذخائر وأسلحة ومعدات عسكرية" تابعة لحماس في مستشفى الشفاء. الا ان وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس أكدت أنّ الجيش "لم يعثر على أيّ عتاد أو سلاح" في المستشفى، موضحة أنّها "لا تسمح بالأساس" بأسلحة في المستشفيات التابعة لها.
ويأتي اقتحام مجمع الشفاء في خضم الحرب التي تخوضها إسرائيل وحماس منذ السابع من تشرين الأول 2023، عقب هجوم غير مسبوق شنّته الحركة على أراضي الدولة العبرية، في وقت يشهد الجنوب اللبناني تصعيدا عسكريا يوميا بين اسرائيل و"حزب الله".
وأدى هجوم 7 تشرين الاول الى مقتل زهاء 1200 شخص في إسرائيل معظمهم من المدنيين وغالبيتهم قضوا في اليوم الأول من الهجوم، بحسب السلطات الإسرائيلية. كذلك، تعرض حوالى 240 شخصا بينهم أجانب، للاختطاف من إسرائيل وتم نقلهم الى قطاع غزة، بحسب المصدر ذاته.
وردّاً على ذلك، توعدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس التي تصنّفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "إرهابية". ومذاك تقصف إسرائيل قطاع غزة بلا هوادة وتفرض عليه "حصاراً كاملاً"، وبدأت عمليات برية اعتبارا من 27 تشرين الأول. وأدى القصف الى مقتل أكثر من 11500 شخص، بحسب حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فبعد انتشاره على نطاق واسع، أمكن اريك تولر Aric Toler، المراسل في فريق التحقيقات البصرية في صحيفة "نيويورك تايمس" الاميركية من تحديد مكان تصويره: السويد (هنا).
وارفقه برابط يقود الى فيديو (هنا- لم يعد موجودا) نشرته قناة لـ"مستكشفين حضريين من السويد"، UeHunters، في يوتيوب، بكونه يظهر منشأة إرسال قديمة (او مخبأ) في السويد.
ولا يزال للفيديو أثر (هنا) في صفحة المستشكفين في فايسبوك. وهو مؤرخ في تشرين الاول 2022.
ونعثر على فيديوات شبيهة أخرى منشورة لمخابئ قديمة في السويد.
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "الجيش الإسرائيلي في أحد انفاق حركة حماس في غزة". في الواقع، الفيديو قديم، وهو مصور في مخبأ قديم في السويد.