ضجّة واسعة حول فيديو لـ"سيدة تعنّف ابنتها بطريقة وحشية"، وفقا للمتناقل في وسائل التواصل الاجتماعي. المشاهد قاسية، مروعة. وللسائلين عنها، فإنلا علاقة للبنان بها. وتدل المعطيات المتوفرة على إحدى دول أميركا اللاتينية. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
طفلة تجهش في البكاء، صارخة، بينما كانت امرأة تشدها من شعرها، وتدوس بحذائها عنقها ورأسها الصغير وصدرها... في مشاهد مخيفة لا تطاق نتحفظ عن نشرها. منذ نحو يومين، انشغل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي بتناقلها بقلق، لا سيما عبر تطبيق الواتساب، متساءلين عن هوية المرأة، وما اذا كانت هذه الواقعة حصلت في لبنان. "فيديو قاس جدا لسيدة تعنف ابنتها بطريقة وحشية للغاية. غير معروف المصدر"، وفقا لما تناقلوه.
- حقيقة الفيديو -
هذه المشاهد، لا سيما صورة المرأة، كانت موضع بحث وتحر على نطاق واسع، في دول عدة ناطقة بالاسبانية.
وتوصل الخيوط أولاً الى نيكاراغوا، "وتحديدا الى مدينة كونديغا بمقاطعة إستيلي غرب البلاد، حيث حصلت هذه الواقعة"، على ما نشرت مواقع اخبارية عدة ابتداء من الاسبوع الاول من ايار 2023 (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).
وافادت بأن "المرأة المعنّفة هي أوالدرينا سيلز Uwaldrina Siles، أم لابنتين تعيش في نيكاراغوا. وقد ألقت السلطات القبض عليها بعد انتشار فيديو تعنيفها لابنتها". وذكرت انها "مدمنة مخدرات" (هنا ايضا).
الا ان المرأة المذكورة أعيد الافراج عنها. وقد نفت ماريا والدينا سيلز María Waldina Siles (24 عاما)، وهذا اسمها، من كونديغا، في مقابلات صحافية معها، ان تكون هي المرأة التي تظهر في الفيديو المتناقل، مشيرة الى انها ضحية اشتباه خاطئ بها أثّر كثيرا على حياتها (هنا، هنا، هنا).
في غضون ذلك، ظهرت معطيات أخرى مع تداول صور، لا سيما عبر تيك توك (هنا، هنا...)، لامرأة تشبه المرأة المعنِّفة. البحث يبرز اسمي انيي بيريز Anyi Pérez، واديمار بيريز Edimar Pérez، اللذين ذكرت منظمة Ponete la Capa المعنية بمحاربة إساءة معاملة الأطفال في الأرجنتين، انهما خالة الطفلة المعنَّفة ووالدتها (هنا). أصلهما من فنزويلا، وتعيشان في كولومبيا، على ما ذكر مخبرون لها. و"البحث جار عنهما" (هنا، هنا، هنا، هنا ايضا).
- توضيح من قوى الأمن -
وقد أصدرت قوى الامن الداخلي في لبنان بيانا (هنا) اشارت فيه الى ان "الحادثة حصلت في احدى دول اميركا اللاتينية".
وقالت: "انتشر في لبنان، عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كثيف فيديو مروّع يظهر امرأة تقوم بتعذيب طفلة. وبعد المتابعة تبيّن لقوى الامن الداخلي ان الحادثة حصلت في احدى دول اميركا اللاتينية".