النهار

"رضيع جرفته مياه الفيضانات في باكستان"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
المصدر: النهار
"رضيع جرفته مياه الفيضانات في باكستان"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
ثلاث لقطات شاشة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
A+   A-
تضجّ وسائل التواصل الاجتماعي بمشاهد رضيع متصل بحبله السري خلال اخراجه من التراب، بمزاعم ان "مياه الفيضانات الاخيرة في باكستان جرفته وتم العثور عليه مصدافة حيا يرزق...". غير أنّ هذا الزعم غير صحيح. في الواقع، الفيديو قديم، بحيث تعود آثاره في الانترنت إلى عام 2020. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
 
الوقائع: تظهر المشاهد رضيعا لا يزال حبله السري متصلا به، فيما كان رجل يخرجه من التراب. وقد غطى التراب وجه الصغير الذي تعالى بكاؤه. الفيديو انتشر أخيرا على نطاق واسع، عبر صفحات وحسابات، عربية واجنبية، في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، وفي مواقع (هنا، هنا، هنا، هنا...)، وايضا عبر تيك توك (هنا) والواتساب. وقد أُرفق بالمزاعم الآتية (من دون تدخل أوتصحيح): "هذا من اكثر المقاطع اللي انتشرت اليوم في باكستان لطفل رضيع جرفته مياة الفيضانات ووجدوه بالصدفه حيا يرزق!! يبدو ان الفيضان جرف امه الحامل به وولد اثناء ذلك!! سبحان الله الذي حفظه...". 
 
 
 
 
 
التدقيق: 
يتزامن انتشار الفيديو مع فيضانات كبيرة في باكستان ناجمة عن أمطار موسمية بدأت مطلع حزيران، وأوقعت 1061 قتيلا، على ما أظهرت حصيلة جديدة أصدرتها الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث في باكستان، الاثنين 29 آب 2022.
 
وطالت الفيضانات أكثر من 33 مليونا شخصا أي أكثر من 14 % من سكان البلاد، فيما ألحقت دمار كاملا او أضرارا بحوالى مليون منزل على ما تفيد الحكومة. وأوضحت الهيئة أن الفيضانات أتت على أكثر من 80 ألف هكتار من الأراضي الزراعية فيما جرفت المياه 3400 كيلومترا من الطرقات و157 جسرا (وكالة فرانس برس، هنا).

والأمطار الموسمية التي تستمر عادة من حزيران إلى أيلول أساسية لري المزروعات ولموارد المياه في شبه القارة الهندية لكنها تحمل سنويا كما من المآسي والدمار.
 
 
 - حقيقة الفيديو -
غير ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بهذه الفيضانات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته. 
 
فبينما انتشرت المشاهد على نطاق واسع، عمد مستخدمون (مثل هنا) الى التنبيه الى ان الفيديو قديم، بحيث نُشر عام 2020 (هنا)، اي قبل عامين، ويظهر "رضيعا تم التخلص منه بعد ولادته فورا بسبب علاقة غير شرعية" (هنا). 
 
 
التعمق في البحث، باللغة الاردية، يضعنا امام حسابات اخرى، لا سيما اخبارية باكستانية، نشرت المقطع في كانون الاول 2020 (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا)، مرفقا بأنّ "أحدهم دفن رضيعا حيا في منطقة خوشاب"، بمحافظة البنجاب في باكستان، من أجل التخلص منه او "لكونه من علاقة غير شرعية".
 
ونشر آخرون تقارير مصوّرة بثتها محطات باكستانية عن الواقعة، وتضمنت مشاهد من الفيديو (هنا، هنا). 
 
 
 
ولم يمكن الوصول الى مزيد من المعلومات عن الواقعة من مصادر موثوق بها. 
 
ايا يكن، فإن انتشار هذا الفيديو عام 2020 دليل على ان لا علاقة له بالفيضانات
الاخيرة في باكستان. 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium