المتداول: فيديو انجزه، وفقاً للمزاعم، "رسام الغرافيتي الإنكليزي الشهير بانكسي، تضامناً مع اطفال غزة"، في وقت تتواصل الحرب المستعرة بين اسرائيل وحماس منذ شهر ونصف الشهر.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: هذا الفيديو قديم، اذ يعود الى آذار 2014. وهو عمل فني جمع بانكسي والممثل البريطاني إدريس إلبا وفرقة الروك البريطانية إيلبو، دعما لسوريا ضمن حركة تضامن عالمية معها في الذكرى الثالثة للنزاع فيها. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
0.55 ثانية مدة الفيديو. المشاهد تظهر فتاة البالون الاحمر وهي تعلو فوق الارض، بينما ظهرت خلفها عبارة على جدار: هناك دائما أمل. وخلال تحليقها، تنظر الى دخان يتصاعد فوق ابنية مدمرة، وقتلى في شارع، فتدمع عيناها، قبل ان ينضم اليها فتى ثم اطفال آخرون يحلقون ببالونات حمر. وقد تكثف التشارك في الفيديو أخيرا عبر حسابات ارفقته بالمزاعم الآتية: "أطفال غزة، بانكسي".
جاء تداول الفيديو في وقت وافقت إسرائيل وحماس، فجر اليوم الأربعاء، على هدنة لمدة أربعة أيام، قابلة للتجديد، تُفرج خلالها الحركة الفلسطينية عن 50 من الرهائن الذين تحتجزهم في قطاع غزة مقابل إطلاق الدولة العبرية 150 سجيناً فلسطينياً، وذلك في أول خطوة فعلية نحو التهدئة في الحرب المستعرة منذ شهر ونصف الشهر، وفقا لما أوردت وكالة فرانس برس (هنا).
ولا تزال الدبابات الاسرائيلية تحاصر المستشفى الإندونيسي، على ما قال المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة لحماس أشرف القدرة، مشيرا الى وجود "خمسين جثة على الأرض" خارج المستشفى، وجثث أخرى داخله.
وأدّى هجوم حماس في 7 تشرين الاول 2023 الى مقتل نحو 1200 شخص في إسرائيل، غالبيتهم من المدنيين الذين قضى معظمهم في اليوم الأول من الهجوم، وفق السلطات الإسرائيلية. وتشنّ إسرائيل قصفاً جوياً ومدفعياً بلا هوادة على القطاع، وبدأت منذ 27 تشرين الأول تنفيذ عمليات برية في داخله، ما تسبّب بمقتل أكثر من 13300 شخص، بينهم أكثر من 5600 طفل، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
- حقيقة الفيديو -
الا أنّ الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يقودنا الى مواقع اخبارية غربية نشرته في 13- 14 آذار 2014 (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، بكونه عملا فنيا جمع بانكسي والممثل البريطاني إدريس إلبا وفرقة الروك البريطانية إيلبو، كجزء من حركة تضامن عالمية مع سوريا، WithSyria#، في الذكرى الثالثة للنزاع الدموي السوري في 15 منه.
في الواقع، الفيديو الأصلي الذي تبلغ مدته 1.45 دقيقة، (هنا) يبيّن بوضوح، في مشاهد لاحقة حُذِفت من المقطع المتناقل، رسالته: "من أجل شعب سوريا، بالتعاطف والدعم وبأصواتنا، هناك أمل دائما"، على ما كُتب فيه، اضافة الى شعار حركة WithSyria# وموقع www.withsyria.com. ويُختتم بصوت إلبا يقول: "نقف مع سوريا".
يومذاك، شملت حملة التضامن العالمية مع سوريا نحو 35 دولة، وتضمنت إطلاق اطفال من كل انحاء العالم بالونات "مع سوريا" وإضاءة ابنية شهيرة وتوجيه مشاهير رسائل تضامن.
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل "انجزه رسام الغرافيتي الإنكليزي الشهير بانكسي، تضامنا مع اطفال غزة". في الواقع، الفيديو قديم، اذ يعود الى آذار 2014. وهو عمل فني جمع بانكسي والممثل البريطاني إدريس إلبا وفرقة الروك البريطانية إيلبو، دعما لسوريا ضمن حركة تضامن عالمية معها في الذكرى الثالثة للنزاع فيها.
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
