علبة بيرة مغلفة بشعار مشروب غازي. صورة يتداولها مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي بمزاعم انها تظهر "علب بيرة مهربة إلى قطر، من أجل استهلاكها خلال المونديال". غير أن هذا الزعم غير صحيح. في الواقع، الصورة قديمة، بحيث تعود الى تشرين الثاني 2015، وتظهر ضبط الجمارك السعودية كميات كبيرة من البيرة المهربة عند معبر حدودي يومذاك. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
جاء تداول الصورة بهذه المزاعم في وقت أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن المشروبات الكحولية لن تُباع في الملاعب الثمانية التي ستقام عليها مباريات بطولة كأس العالم 2022 في قطر (هنا).
وكان من المقرر تقديم المشروبات الكحولية "في مناطق محددة داخل الملاعب"، على الرغم من أن بيعها يخضع لرقابة صارمة في الدولة الخليجية المسلمة. ويظل أولئك الذين سيوجدون في المناطق الخاصة بالشخصيات الهامة في الملاعب في البطولة قادرين على شراء المشروبات الكحولية.
ولكن تم تغيير الموقف قبل يومين من انطلاق نهائيات كأس العالم في 20 تشرين الثاني 2022، عندما تلعب قطر مع الإكوادور.
- حقيقة الصورة -
غير ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بمونديال قطر، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي عنها يقودنا فورا الى مواقع اخبارية نشرتها في 11- 12 تشرين الثاني 2015 (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، نقلا عن الجمارك السعودية، بكونها تظهر علب بيرة ضبطتها الجمارك السعودية عند معبر حدودي، بعد محاولة تهريبها عبر تغليفها بلصاقات مشروبات غازية.
وفي التفاصيل، حاول أحد الواصلين إلى المملكة السعودية، عبر منفذ البطحاء، تهريب كمية كبيرة من علب البيرة بالكحول بلغت 48 ألف علبة، وذلك عندما سعى الى تهريبها بطريقة مبتكرة عبر تغليفها بملصقات "مشروب غازي". إلا أن محاولته كشفها وأحبطها رجال الجمارك بالمنفذ.
يومذاك، قال المدير العام لجمرك البطحاء الأستاذ عبدالرحمن المحنّا: وصلت الى الجمرك إرسالية محمولة على إحدى الشاحنات التي قَدِمت للجمرك بقصد العبور إلى إحدى الدول المجاورة "ترانزيت". وعند التدقيق في بيانات الإرسالية وقبل البدء بعملية الكشف والمعاينة المعتادة، تبيّن أنه موضح في بيان الترانزيت أن الإرسالية المحمولة عبارة عن "مشروبات غازية". وخلال إجراءات معاينة الشاحنة وحمولتها تبيّن أن شعار المشروب الغازي الموجود على العلب لم يكن إلا ملصقات تم وضعها بطريقة مصنعية مُحكمة للغاية على هذه العلب التي اتضح أنها علب بيرة بالكحول، وأضاف المحنّا أنه جرى بعد ذلك اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال ذلك.
الى جانب الصورة اعلاه، نشرت ايضا الجمارك السعودية فيديو وصورتين اخريين لضبط علب البيرة المغلفة.
ملاحظة: يمكن بوضوح قراءة "الجمارك السعودية" على الشارة على قميص الرجل في الصورة المتداولة. وهذا دليل آخر على ان الصورة لا علاقة لها بقطر.
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر "علب بيرة مهربة إلى قطر، من أجل استهلاكها خلال المونديال". في الواقع، الصورة قديمة، بحيث تعود الى 11 تشرين الثاني 2015، وتظهر ضبط الجمارك السعودية كميات كبيرة من البيرة المهربة عند معبر حدودي يومذاك.