المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يتكلم اللغة العربية، معلنا انه سيتم تدريسها ابتداء من صفوف الحضانة" في المدارس بفرنسا.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو مركّب، زائف. والفيديو الاصلي يعود الى 30 تشرين الاول 2023، ويظهر ماكرون متكلما خلال افتتاح المدينة العالمية للغة الفرنسية في فيلير- كوتيري في إقليم أن التابع لمنطقة أوت دو فرانس شمال فرنسا. ولم يأت في خطابه يومذاك على ذكر العربية وتدريسها في المدارس الفرنسيّة. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
المشاهد تظهر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون متكلماً امام جمع خلال احتفال على ما يبدو، معلناً ان "اللغة العربية سيتم تدريسها ابتداء من صفوف الحضانة، لتحلّ محل اللغة الانكليزية". وقال: "اسمحوا لي بأن اثبت لكم جدية كلامي بأن اتوجه اليكم ببعض الكلمات بالعربية، وهي لغة اتكلمها بطلاقة. مرحبا بكم، انا سعيد بتقديم هذه الاصلاحات التعليمية الجديدة...". منذ ايام، تكثف التشارك في الفيديو، عبر حسابات ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يتكلم اللغة العربية، ويريد تدريسها مكان الانكليزية".
الا أنّ هذه المزاعم غير صحيحة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
ملاحظة أولى مهمة: لا يتوافق اطلاقا الصوت المسموع لماكرون مع حركة شفتيه في الفيديو المتناقل، بما ينذر بتلاعب.
ويثبت ذلك العثور على المشاهد الأصلية نشرتها قناة BFMTV الفرنسية في حسابها في يوتيوب (هنا، هنا ايضا)، في 30 تشرين الاول 2023، بعنوان" كلمة إيمانويل ماكرون في افتتاح المدينة العالمية للغة الفرنسية". ويمكن مشاهدة المقطع المتناقل في بداية الفيديو أدناه.
في ذلك اليوم، احتفل ماكرون بافتتاح المدينة العالمية للغة الفرنسية، المشروع الثقافي الرئيسي لرئاسته، في قصر فيلير- كوتيري Château de Villers-Cotterêts في إقليم أن التابع لمنطقة أوت دو فرانس شمال فرنسا.
وتناول في خطابه اللغة الفرنسية، قائلا انها "تصنع الأمة"، وداعيا إلى "عدم الاستسلام لروح العصر" بإضافة "نقاط في منتصف الكلمات".
ورأى أن "المذكّر في اللغة الفرنسية يجعل الكلمة محايدة، فلا نحتاج إلى إضافة نقاط في منتصف الكلمات، أو واصلات، أو أشياء لجعلها قابلة للقراءة" (هنا، هنا، هنا، هنا...).
والمؤكد، بمراجعة النص الكامل لخطاب ماكرون في موقع قصر الاليزيه الرئاسي (هنا)، انه لم يأت على ذكر اللغة العربية او تدريسها محل اللغة الانكليزية ابتداء من صفوف الحضانة، في المدارس الفرنسية، كما يُسمَع في الفيديو المتناقل.
فكيف يمكن تفسير ذلك؟
الصوت مركب. وعملية التركيب قضت باستخدام صوت ماكرون لجعله يقول شيئا لم يقله ماكرون حقيقة، على غرار تقنية التزييف العميق.
و"من أجل الفكاهة"، نشر حساب ElyseeParodies@ الساخر في تيك توك، وهو مصدر المقطع، الفيديو قبل ثلاثة ايام (هنا)، علما انه استخدم المشاهد ذاتها لماكرون متكلما خلال افتتاح المدينة العالمية للغة الفرنسية، لتركيب فيديوات مماثلة له، بوصف انها "زائفة" و"ذكاء اصطناعي" (هنا، هنا...).
كذلك، ينشر الحساب فيديوات ركّب فيها صوت ماكرون على كلام لم يدل به الرئيس الفرنسي (هنا، هنا، هنا...).
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر"الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يتكلم اللغة العربية، معلنا انه سيتم تدريسها ابتداء من صفوف الحضانة" في المدارس بفرنسا. في الواقع، الفيديو مركّب، زائف، ومصدره حساب ElyseeParodies@ الساخر في تيك توك الذي نشره قبل ثلاثة ايام بهذا الوصف. والفيديو الاصلي يعود الى 30 تشرين الاول 2023، ويظهر ماكرون متكلما خلال افتتاح المدينة العالمية للغة الفرنسية في فيلير- كوتيري في إقليم أن التابع لمنطقة أوت دو فرانس شمال فرنسا. ولم يأت في خطابه يومذاك على ذكر العربية وتدريسها في المدارس الفرنسية.