المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "لحظة إطلاق قوة الرضوان صاروخ كورنيت مباشراً من جنوب لبنان على الجنود الإسرائيليين"، في وقت تشهد المنطقة الحدودية في جنوب لبنان تصعيداً عسكرياً متفاقماً بين إسرائيل و"حزب الله" منذ شنت حركة حماس في 7 تشرين الأول 2023 هجوماً على إسرائيل التي تردّ بقصف مدمّر وعملية برية في قطاع غزة المحاصر.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ يعود الى تشرين الثاني 2016، وله سياق مختلف، وفقاً لما تم تداوله يومذاك. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
تظهر المشاهد الضبابية أشخاصاً وقفوا قرب آلية على مايبدو في شارع ما، قبل أن يحصل انفجار في الموقع، ليتصاعد عقبه دخان كثيف. وقد تكثف التشارك في الفيديو أخيراً، عبر حسابات أرفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل أو تصحيح): "صاروخ كورنيت مباشر يستهدف جنود الاحتلال بإصابة مباشرة من جنوب لبنان من قوات الرضوان".
صاروخ كورنيت مباشر يستهدف جنود الاحتلال الأنجاس يفرتكهم بإصابة مباشرة من جنوب لبنان من كلاب قوات الرضوان pic.twitter.com/jxZoysCCHs
وقوة الرضوان من الفرق العسكرية في المقاومة الإسلامية، والتي تعتبر من قوات النخبة. وجاء اسمها تيمناً بالاسم العسكري للقائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية "الحاج رضوان" (هنا).
كيف تبدو الجبهة الجنوبيّة اللبنانية؟
جاء تداول الفيديو في وقت يسيطر جوّ من الحذر الشديد على طول الحدود اللبنانيّة الجنوبية منذ أولى ساعات صباح اليوم الثلثاء. وفي آخر المستجدّات الميدانيّة، أفاد مراسل "النهار" عن قيام "حزب الله" باستهداف موقع المالكية بالتزامن مع تعرّض أطراف عيترون للقصف الإسرائيلي (هنا).
وخيّم الهدوء الحذر خلال الليل الفائت وحتى ساعات الصباح الأولى على قرى القطاعين الغربي والأوسط، التي كانت تعرّضت للقصف عصر ومساء الليل الفائت.
وحلّق الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي في سماء المنطقة وصولاً إلى مشارف منطقة صور والساحل البحري وعلى علو منخفض، مركّزاً تحليقه فوق مجرى نهر الليطاني، بحسب "الوكالة الوطنية للإعلام".
وتشهد المنطقة الحدودية في جنوب لبنان تصعيداً عسكرياً متفاقماً بين إسرائيل و"حزب الله" منذ شنت حركة حماس في 7 تشرين الأول 2023 هجوماً على إسرائيل.
وواصل الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلثاء، قصفه العنيف على قطاع غزة، حيث تدفع الاشتباكات المدنيين إلى نزوح مستمر في ظروف إنسانية بائسة، وفقاً لما ذكرت وكالة "فرانس برس" (هنا).
وخلال الليل أشارت حركة حماس إلى اشتباكات عنيفة في وسط قطاع غزة فيما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية بمقتل 12 شخصاً وإصابة "العشرات" إثر غارة جوية في رفح في جنوب القطاع.
- حقيقة الفيديو -
إلا أن المقطع المتناقل لا علاقة له بكل هذه التطورات، وفقا لما يتوصل إليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه، باستخدام كلمات مفاتيح بالعربية، يوصلنا إليه منشوراً ضمن فيديو أطول في حساب قناة "أورينت نيوز" في يوتيوب، في 12 تشرين الثاني 2016 (هنا)، بعنوان: "شاهد... صاروخ مضاد للدروع يفتك بميليشيات إيران غرب حلب". وكان موسوماً بشعاري "جيش المجاهدين" و"فتح حلب".
واضافت القناة: "بث المكتب الإعلامي لـ"جيش المجاهدين" المنضوي ضمن غرفة عمليات "فتح حلب" تسجيلاً مصوراً يُظهر لحظة استهداف الثوار لمجموعة من ميليشيات النظام في "ضاحية الأسد" غرب مدينة حلب" (هنا، هنا أيضاً).
وذكرت أن "الثوار استطاعوا استهداف قوات الأسد بصاروخ مضاد للدروع، الأمر الذي أسفر عن مقتل أكثر من 10 عناصر منهم مباشرة". وأشارت إلى أن "ذلك يأتي بعدما أعادت المجموعات الموالية لإيران احتلال قرية منيان وضاحية الأسد غرب مدينة حلب بعد اشتباكات عنيفة مع "جيش الفتح"، بغطاء جوي من الطائرات الروسية...".
ومع أنه لم يتم التأكد من الفيديو من مصادر موثوق بها أخرى، إلا أن نشر الفيديو عام 2016 يعني أن لا علاقة له بالمستجدات العسكرية في جنوب لبنان.
النتيجة: إذاً، لا صحة للمزاعم أن الفيديو المتناقل يظهر "إطلاق قوة الرضوان صاروخ كورنيت مباشراً من جنوب لبنان على الجنود الإسرائيليين"، في وقت تشهد المنطقة الحدودية في جنوب لبنان تصعيداً عسكرياً متفاقماً بين إسرائيل و"حزب الله" منذ شنت حركة حماس في 7 تشرين الأول 2023 هجوماً على إسرائيل. في الواقع، الفيديو قديم، إذ يعود الى تشرين الثاني 2016، وله سياق مختلف، وفقاً لما تم تداوله يومذاك.
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.