النهار

"الأميركيّون يرمون كلّ ملابس زارا أمام مقرها بعد حملتها الدعائيّة المهينة لغزة"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
هالة حمصي
المصدر: النهار
"الأميركيّون يرمون كلّ ملابس زارا أمام مقرها بعد حملتها الدعائيّة المهينة لغزة"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (اكس).
A+   A-
المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "ملابس من ماركة زارا القاها الاميركيون امام مقر شركة الازياء، بعد حملتها المهينة حول حرب غزة". 
 
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح. 
 
الحقيقة: الفيديو الذي يعود الى 16 تشرين الثاني 2023 نشرته شركة Vestiaire Collective ضمن حملة افتراضية لها ضد "الهدر في الموضة السريعة"، والذي يخلّف "اطنانا من المنسوجات الملقاة في النفايات كل عام"، على قولها. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
ما القصة؟ 
المشاهد تظهر ثيابا تتساقط من السماء بينما تراكمت أكواما في شارع وسط محال وعلامات تجارية، بينها زارا واتش اند أم... وقد تكثّف التشارك في الفيديو أخيرا عبر حسابات، عربية وأجنبية، ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "بعد قيام شركة zara باشهار مهين حول حرب غزة، الشعب الأمريكي يرمي كل ملابس zara أمام الشركة". 
 
 
 
- زارا تسحب حملة دعائية بعد احتجاجات ضدها -
جاء تداول الفيديو في وقت سحبت شركة الأزياء "زارا" حملة إعلانية ظهرت فيها تماثيل ملفوفة بأقمشة بيضاء، مما أثار دعوات إلى مقاطعتها واحتجاجات أمام متاجرها من نشطاء داعمين للفلسطينيين، وقالت أمس الثلثاء إنها تأسف "لسوء الفهم"، وفقا لما ذكرت وكالة "رويترز" (هنا).

وترك مستخدمون عشرات آلاف التعليقات المعترضة على الحملة على حساب زارا في موقع إنستغرام، قائلين إن الصور تشبه صور الجثث الملفوفة في أكفان بيضاء في غزة. وصار وسم #قاطعوا_زارا من بين الأكثر تداولا على منصة إكس للتواصل الاجتماعي.

وقالت زارا إن فكرة الحملة الدعائية، التي شملت أيضا عارضين من دون أطراف، وُضعت في تموز وتم تصويرها في أيلول، أي قبل اندلاع الصراع في تشرين الأول وتدور حول إظهار منحوتات غير مكتملة في استوديو نحات.

وقالت زارا في منشور عبر حسابها (هنا) على موقع إنستغرام: "لسوء الحظ، شعر بعض العملاء بالانزعاج من هذه الصور، التي تم حذفها الآن، ورأوا فيها شيئا بعيدا عن المقصود عندما تم إنتاجها". وأضافت أن الصور استخدمت "لغرض إظهار ملابس مصنوعة يدويا في سياق فني فقط". "تأسف زارا لسوء الفهم هذا ونجدد تأكيد احترامنا العميق للجميع".
 
 
- حقيقة الفيديو -
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بهذه التطورات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته. 
 
فالبحث عنه يقودنا الى مصدره الاصلي، شركة Vestiaire Collective، التي يعرّف بها انها "سوق رائدة في الانترنت لبيع الملابس والاكسسوارات المستعملة وشرائها"، وقد نشرته في حسابيها في انستغرام (هنا) وتيك توك (هنا) قي 16 تشرين الثاني 2023، مع تعليق: "مع ارسال 92 مليون طن من المنسوجات إلى مكب النفايات كل عام، حان الوقت للعمل. لهذا السبب، بدءا من اليوم، سنحظر في Vestiaire Collective ثلاثين علامة تجارية أخرى للأزياء السريعة، بما في ذلك Zara، H&M، Gap، Abercrombie & Fitch، Mango، Urban Outfitters، وUniqlo. هل أنتم مستعدون للانضمام إلى التحرك؟". 
 
وارفقته الشركة بوسم thinkfirstbuysecond#، اي فكر أولا، اشتر ثانيا. 
 
@vestiairecollective With 92 million tons of textiles sent to landfill every year, now’s the time to act. That’s why, from today, we’re banning another 30 fast fashion brands from Vestiaire Collective, including Zara, H&M, Gap, Abercrombie & Fitch, Mango, Urban Outfitters, and Uniqlo. Ready to join the movement? #thinkfirstbuysecond ♬ original sound - Vestiaire Collective
 
 
في الواقع، توصل الشركة رسالتها على شاشتين برتقاليتين في الفيديو (التوقيت 0.04) ظهرت عليهما عبارتان بالاسود what if fast fashion waste -was on your doorstep، اي ماذا لو كان هدر الموضة السريعة على عتبة داركم؟، مع توقيع في الاسفل Vestiaire Collective. 
 
 
اذاً، نحن امام حملة افتراضية لشركة Vestiaire Collective للتحذير من الهدر في الموضة السريعة. 
 
في 18 تشرين الثاني 2023، نشرت مجددا الشركة صورا افتراضية او منشأة بواسطة الذكاء الاصطناعي تظهر اكواما من الثياب تراكمت امام مبنى امباير ستيت في نيويورك وقصر باكنغهام في لندن وبرج ايفل في باريس وبرج برلين في برلين والكولوسيوم في روما... وذلك في السياق ذاته لحملتها (هنا، هنا). 
 
 
 
وكتبت مع المشاهد: "هل تعلمون أنه يتم التخلص من 92 مليون طن من المنسوجات كل عام؟ هذا يكفي لملء مبنى إمباير ستيت بأكمله، أو لإنشاء كومة من نفايات الأزياء بحجم برج إيفل، أو لملء قصر باكنغهام كل يوم. الحل؟ انضموا إلى التحرك وفكروا أولاً واشتروا ثانياً من أجل مستقبل أكثر استدامة".
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "ملابس من ماركة زارا القاها الاميركيون امام مقر شركة الازياء، بعد حملتها الدعائية المهينة حول حرب غزة". في الواقع، الفيديو الذي يعود الى 16 تشرين الثاني 2023، جاء ضمن حملة افتراضية لشركة Vestiaire Collective ضد "الهدر في الموضة السريعة"، الذي يخلّف "اطنانا من المنسوجات الملقاة في النفايات كل عام".
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium