النهار

"تدمير بارجة حربيّة إسرائيليّة في باب المندب"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
المصدر: النهار
"تدمير بارجة حربيّة إسرائيليّة في باب المندب"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (اكس).
A+   A-
المتداول: صورة لسفينة مشتعلة، مع خبر منسوب الى موقع "القاهرة الاخبارية" يزعم ان "وسائل إعلام أميركية أعلنت تدمير بارجة حربية إسرائيلية في باب المندب بالبحر الأحمر". 
 
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح. 
 
الحقيقة: لم يعلن الحوثيون اليمنيون تدمير بارجة حربية إسرائيلية في باب المندب، بل استهداف سفينة تنقل مواد كيميائية ترفع علم النروج بصاروخ، الاثنين 11 كانون الاول 2023. والصورة المتناقلة قديمة، اذ تعود الى 2 حزيران 2021. وتظهر احتراق أكبر سفينة حربية إيرانية في خليج عمان. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
ما القصة؟ 
الصورة تظهر سفينة مشتعلة في عرض البحر. وقد تناقلتها حسابات مرفقة بخبر جاء فيه (من دون تدخل او تصحيح): "وسائل إعلام أمريكية: تدمير بارجة حربية إسرائيلية أمام باب المندب بالبحر الأحمر! (المصدر- القاهرة الاخبارية). تعرضت بارجة حربية لجيش الاحتلال الإسرائيلي للتدمير أمام باب المندب بالبحر الأحمر، عقب استهدافها بصاروخ كروز تم إطلاقه من اليمن، حسبما أفادت قناة" القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل نقلًا عن وسائل إعلام أمريكية. وتلقت عمليات التجارة البحرية البريطانية، تقريرًا بوقوع حادث في باب المندب على بعد 15 ميلًا بحريًا غرب ميناء المخا على ساحل البحر الأحمر، موجهة تحذيرًا للسفن الموجودة بالمنطقة بتوخي الحذر....". 
 
 
- حقيقة الخبر والصورة -
غير ان الخبر المتناقل ليس صحيحا، والصورة لها سياق مختلف، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتهما. 
 
فبالبحث عن الخبر في موقع "القاهرة الاخبارية"، يتبين انه لم يعد موجودا (هنا)، بينما لا تزال مواقع اخبارية، لا سيما مصرية، تنشره (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).  
 
 
في الواقع، لم يعلن الحوثيون اليمنيون تدمير بارجة حربية إسرائيلية في باب المندب، كما يتم تداوله، بل استهداف سفينة تنقل مواد كيميائية ترفع علم النروج بصاروخ، الاثنين 11 كانون الاول 2023. 
 
في ذلك اليوم، أعلنت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" أنّ صاروخاً أطلقه الحوثيون المدعومون من إيران أصاب الاثنين ناقلة ترفع علم النروج أثناء إبحارها قبالة اليمن، مشيرة إلى أنّه لم ترد في الحال أنباء عن وقوع ضحايا من جراء هذه الضربة، وفقا لما أوردت وكالة فرانس برس (هنا، هنا).

وقالت "سنتكوم" في منشور على منصّة إكس (هنا) إنّ السفينة ستريندا، وهي ناقلة مواد كيميائية، أصيبت خلال مرورها في باب المندب بصاروخ مجنّح (كروز) مضادّ للسفن أُطلق من اليمن من منطقة يسيطر عليها الحوثيون.

وأضافت أنّ السفينة أبلغت عن "وقوع أضرار تسبّبت في نشوب حريق على متنها"، مشيرة إلى أنّه لم ترد في الحال أنباء عن وقوع ضحايا.
 
 
كذلك، اعلن الحوثيون اليمنيون، في بيان، في 11 كانون الاول 2023 (هنا) تبني إطلاق صاروخ على ناقلة ترفع علم النروج أثناء إبحارها في البحر الأحمر قبالة اليمن (هنا).

وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع: "انتصاراً لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطينيِّ الذي يتعرضُ في هذه الأثناءِ للقتلِ والتدميرِ والحصارِ في قطاعِ غزة... نفذتِ القواتُ البحريةُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ عمليةً عسكريةً نوعيةً ضدَّ سفينةِ استريندا تابعةٍ للنرويج، كانت محملةً بالنفطِّ ومتجهةً إلى الكيانِ الإسرائيلي وقد تمَّ استهدافُها بصاروخٍ بحريٍّ مناسب".
 
ويعزّز التفتيش عن الصورة عدم صحة الخبر المتناقل عن تدمير بارجة اسرائيلية في باب المندب. 
 
فالبحث العكسي عنها يقودنا الى مواقع اخبارية، لا سيما وكالة "رويترز" (هنا)، نشرتها ابتداء من 2 حزيران 2021، مع شرح انها تظهر الدخان يتصاعد من أكبر سفينة تابعة للبحرية الإيرانية في ميناء جاسك بالخليج بإيران، في 2 حزيران 2021 (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).
 
مصدر الصورة: وانا WANA (وكالة أنباء غرب آسيا) عبر وكالة "رويترز". 
 
 
  
الاربعاء 2 حزيران 2021، غرقت أكبر سفينة تابعة للبحرية الإيرانية في خليج عمان بعد ساعات من محاولات فاشلة لإخماد حريق اندلع على متنها الثلثاء 1 منه، وفقا لتقارير اعلامية (هنا).
 
وأفادت البحرية الإيرانية بأنه تم إجلاء طاقم السفينة "خرج" قبل غرقها قبالة ميناء جاسك جنوب إيران.
 
ولم يُذكر سبب الحريق الذي اندلع على متن سفينة الدعم التي كانت في مهمة تدريب قرب ميناء جاسك الإيراني الواقع في خليج عمان. لكن بيان الجيش قال إن النيران امتدت إلى أجزاء متفرقة من السفينة رغم جهود السيطرة عليها.
 
وكانت السفينة "خرج" تعتبر من القطع البحرية الإيرانية القليلة التي تتمتع بخاصية الإمداد في عرض البحر للسفن الأخرى كما يمكن لها احتواء حمولات ثقيلة وتُستعمل كمنطلق لإقلاع المروحيات.

وقد تم بناؤها في بريطانيا عام 1977 ودخلت الخدمة في 1984 لدى الأسطول الإيراني بعد مفاوضات حثيثة تلت قيام الثورة الإسلامية بقيادة المرشد الراحل آية الله الخميني عام 1979، على ما ذكرت تقارير اعلامية (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).
 
ونُشِرت ايضا مشاهد مصورة للسفينة وهي تحترق يومذاك (هنا، هنا، هنا، هنا). 
 
 
 
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للخبر عن "تدمير بارجة حربية إسرائيلية في باب المندب". في الواقع، أعلن الحوثيون اليمنيون استهداف سفينة تنقل مواد كيميائية ترفع علم النروج بصاروخ، الاثنين 11 كانون الاول 2023. والصورة المتناقلة قديمة، اذ تعود الى 2 حزيران 2021. وتظهر احتراق أكبر سفينة حربية إيرانية في خليج عمان.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium