النهار

"وصول دفعة من المساعدات العسكريّة الأميركيّة إلى إسرائيل"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
هالة حمصي
المصدر: النهار
"وصول دفعة من المساعدات العسكريّة الأميركيّة إلى إسرائيل"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
الصورة المتداولة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
A+   A-
المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "وصول الدفعة الخامسة من المساعدات العسكرية الاميركية الى اسرائيل"، في وقت تتواصل الحرب بينها وبين حركة حماس. 
 
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح. 
 
الحقيقة: الصورة قديمة، اذ تعود الى 23 تشرين الاول 2014. وتظهر قنابل معروضة في منطقة تخزين ذخائر وولف باك بقاعدة كونسان الجوية الأميركية في جمهورية كوريا الجنوبية، بعد محاكاة تدمير الذخائر في حالات الطوارئ. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
ما القصة؟ 
الصورة تظهر ذخائر عسكرية وضعت فوق بعضها البعض. وقد تكثف التشارك فيها أخيرا، عبر حسابات، عربية وأجنبية، ارفقتها بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "وصول الدفعة الخامسة من المساعدات الامريكية لأطفال فلسطين"، وايضا "إسرائيل تستلم دفعة جديدة من المساعدات الأمريكية لأطفال غزة". 
 
 
 
- قصف إسرائيلي جديد على غزة -
جاء تداول الصورة في وقت وصل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس المقيم في قطر إسماعيل هنية إلى القاهرة اليوم الأربعاء لإجراء مفاوضات بشأن إعلان هدنة في الحرب الدائرة في غزة بين الحركة وإسرائيل وتبادل رهائن وأسرى، وفقا لما أوردت وكالة "فرانس برس". 
 
وكان الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ أعلن أمس الثلثاء أن "إسرائيل مستعدة لهدنة إنسانية جديدة ومساعدة إنسانية إضافية للسماح بإطلاق سراح الرهائن".
 
وقد أرجأ مجلس الأمن الدولي الثلثاء مجدّداً التصويت على مشروع قرار يدعو في نسخته الأخيرة إلى "تعليق" الأعمال القتالية في غزة والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني.
 
ميدانياً، واصل الجيش الإسرائيلي الثلثاء قصفه وعملياته البرية في غزة، على الرغم من ضغوط دولية تلحّ على حماية المدنيين في القطاع الفلسطيني المحاصر.

وأفادت مصادر في حكومة حماس الأربعاء عن قصف إسرائيلي على رفح وخان يونس (جنوب) ودير البلح (وسط) تسبب بسقوط 11 قتيلا على الأقل بحسب تقديرات أولية. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه "يوسع نطاق عملياته ويعمقها" في خان يونس (هنا).
 
 
- حقيقة الصورة -
الا ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بكل هذه التطورات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها. 
 
فالبحث العكسي عنها يوصلنا اليها منشورة في موقع قاعدة كونسان الجوية الأميركية Kunsan Air Base (هنا، هنا)، وهو موقع تابع للحكومة الاميركية. وقد أرفقت بالشرح الآتي: "أكثر من 80 قنبلة من طراز بي إل يو-109 ومارك-84 معروضة في منطقة تخزين ذخائر وولف باك في قاعدة كونسان الجوية بجمهورية كوريا (الجنوبية)، بعد محاكاة تدمير الذخائر في حالات الطوارئ، في 23 تشرين الاول 2014" (هنا ايضا).
 
واضاف الموقع: "أكمل طيارو وولف باك التدريب على تدمير الذخائر في حالات الطوارئ بالتزامن مع تمرين بيفرلي ميدنايت 15-1" في 23 تشرين الاول 2014".
 
الصورة للقوات الجوية الأميركية. وقد التقطتها الطيارة كاترينا هيكينن Katrina Heikkinen، وفقا لما ذكر الموقع.   
 
 
يومذاك، "حظي الطيارون من سرب الصيانة الثامن بفرصة نادرة لمحاكاة تدمير المنشآت من خلال EDM- وهو إجراء يستخدم لمنع الأعداء من الوصول إلى أصول الذخائر الحيوية لاستخدامها ضد القوات المسلحة الأميركية وحلفائها"، وفقا لما أورد موقع القاعدة الجوية في تقرير مع الصورة. 
 
واشار الى انه "رغم أن عملية EDM تستغرق عادة أكثر من 10 ساعات لإتمامها مع أكثر من 70 فردا، إلا أن سرب الصيانة الثامن في كونسان أكمل العملية في وقت قياسي مع 55 فردا فقط، على مساحة 168 فدانا".
 
- الولايات المتحدة تزوّد إسرائيل بقنابل خارقة للتحصينات -
واذا كانت الصورة المتناقلة قديمة ولا شأن لها بمستجدات حرب اسرائيل على غزة، الا ان تقارير اعلامية اميركية تكلمت أخيرا على تزويد الولايات المتحدة إسرائيل بعشرات آلاف الأسلحة المتقدمة في حربها المتواصلة على قطاع غزة، بينها القنبلتان من طراز بي إل يو-109 ومارك-84، اللتان وردتا في تقرير موقع قاعدة كونسان الجوية. 
 
الـ"بي إل يو-109" قنبلة ذات رؤوس حربية خارقة للتحصينات مصممة لاختراق الخرسانة قبل أن تنفجر. ومارك-84 او إم كيه 84 (MK84) سميت بـ"المطرقة" للضرر الشديد الذي تلحقه بعد انفجارها. تزن ألفي رطل (900 كيلوغرام تقريبا)، وهي قنبلة موجهة لها رأس حربية متفجرة (هنا).  

وقد ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، في تقرير نشرته الجمعة 1 كانون الاول 2023 (هنا)، نقلا عن مسؤولين أميركيين، أنه" تم تزويد إسرائيل بقنابل الـ"بي إل يو-109" الخارقة للتحصينات".  
وأفادت أن حزمة المساعدات العسكرية شملت:" 15 ألف قنبلة و57 ألف قذيفة مدفعية".
 
وتابعت أنه وفقا لقائمة داخلية للحكومة الأميركية للأسلحة، فقد شملت الذخائر التي نقلتها الولايات المتحدة إلى إسرائيل "أكثر من 5 آلاف قنبلة غير موجهة من طراز Mk82، وأكثر من 5400 قنبلة ذات رؤوس حربية من طراز Mk84 تزن ألفي رطل، ونحو ألف قنبلة ذات قطر صغير من طراز GBU-39، ونحو 3 آلاف قنبلة JDAM، التي تحوّل القنابل غير الموجهة قنابل موجهة ذكية". 
 
ويفيد مسؤولون أميركيون أن إسرائيل استخدمت قنبلة قدمتها أميركا بحمولة كبيرة في واحدة من أكثر الضربات دموية في الحرب بأكملها، وهو الهجوم الذي أدى إلى تسوية مبنى سكني في مخيم جباليا للاجئين في غزة بالأرض، مما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص. وتحدثت إسرائيل عن أن الغارة قتلت أحد قادة حماس (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).
 
في 2 تشرين الثاني 2023، وافق مجلس النواب الاميركي على حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 14.5 مليار دولار تقريبا لإسرائيل، وفقا لما أوردت وكالة "اسوشيتد برس" الاميركية (هنا). 
 
و"منذ قيام دولة اسرائيل عام 1948، قدمت الولايات المتحدة إليها أكثر من 130 مليار دولار من المساعدات الثنائية، التي ركزت على معالجة التهديدات الأمنية الجديدة والمعقدة، وسد الفجوات في القدرات الاسرائيلية من خلال المساعدة والتعاون الامنيين، وزيادة إمكانية التشغيل البيني من خلال التدريبات المشتركة، ومساعدة إسرائيل في الحفاظ على تفوقها العسكري النوعي"، وفقا لما ذكرت وزارة الخارجية الاميركية (هنا، وهنا ايضا). 
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر "وصول الدفعة الخامسة من المساعدات العسكرية الاميركية الى اسرائيل". في الواقع، الصورة قديمة، اذ تعود الى 23 تشرين الاول 2014. وتظهر قنابل معروضة في منطقة وولف باك لتخزين الذخائر بقاعدة كونسان الجوية في جمهورية كوريا الجنوبية، بعد محاكاة تدمير الذخائر في حالات الطوارئ.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium