المتداول: فيديو يظهر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون شارباً النخب مع عسكريين، بمزاعم ان "فرنسا تكشف قاعدة عسكرية لها في الأردن تحمي اسرائيل، وغضب أردني وعربي عارم" إزاء ذلك.
الا أنّ هذا الزعم مضلل، خاطئ.
الحقيقة: الفيديو الذي يعود الى 21 كانون الاول 2023، يظهر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال مأدبة مع جنود فرنسيّين منتشرين في قاعدة جوية فرنسية موقتة في الأردن في إطار عملية "شمّال" التي تشكّل الجناح الفرنسي في تحالف "العزم الصلب" ضدّ تنظيم "الدولة الاسلامية"، والمنطلق عام 2014. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
المشاهد تظهر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون جالسا الى الطاولة وسط عسكريين، بينما رفع النخب معهم. وقد تكثف التشارك في الفيديو أخيرا، عبر حسابات ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "فرنسا تكشف عن قاعدة عسكرية لها في الأردن وغضب أردني عربي عارم. شكلت زيارة الرئيس ماكرون إلى قواته المتمركزة في قاعدة الرويشد الاردنية صدمة للشعب الأردنى وللعرب جميعا... الذين لم يكونوا يعرفون او لا يريدون معرفة وجودها في اراضيهم لأنها تحمي اسرائيل".
- حقيقة الفيديو -
الا أنّ هذه المزاعم خاطئة، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
في الواقع، الفيديو نشره الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، في حسابه في اكس في 21 كانون الأول 2023 (هنا)، مع تعليق: "إنه لفخر كبير أن أكون إلى جانبكم، لأظهر لكم تقدير الأمة وأقول لكم باسمها أنها تعلم أن عائلاتكم تفتقدكم. إنها تعرف تضحياتكم وشجاعتكم وشرفكم. أيها الجنود والبحارة والطيارون، شكرا جزيلا لكم".
وتم التقاط الفيديو خلال زيارة ماكرون لعسكريين فرنسيين في قاعدة جوية في الأردن تُعرَف بتسمية la base aérienne projetée au Levant - BAP (القاعدة الجوية المخطط لها في بلاد الشام) في 21 كانون الأول و22 منه، وذلك في إطار إحياء عيد الميلاد مع القوات الفرنسية المنتشرة في الخارج، على ما أعلن قصر الإليزيه (هنا).
وقال في بيان: "مع اقتراب عطلة نهاية العام، وكما يفعل منذ 2017، رغب رئيس الدولة في تقديم وجبة عشاء أعدها كبير طهاة رئاسة الجمهورية، الى العسكريين الـ350 المنخرطين انطلاقا من هذه القاعدة في الحرب ضد الإرهاب".
ويتمركز هؤلاء الجنود الـ350 في الأردن ضمن التحالف الدولي لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق.
واضاف قصر الاليزيه: "انطلاقا من هذه القاعدة في بلاد الشام، تضمن فرنسا انتشارا جويا دائما مدمجا في عملية شمّال CHAMMAL، التي تقدّم الدعم العسكري الى القوات العراقية المشاركة في القتال ضد تنظيم الدولة الاسلامية".
وتمثل عملية "شمّال" التي انطلقت في 19 ايلول 2014، "الجناح الفرنسي في التحالف الدولي "العزم الصلب" الذي يضم 80 دولة و5 منظمات دولية"، وفقا لما ذكرت وزارة الجيوش الفرنسية (هنا، هنا). و"بالتنسيق مع الحكومة العراقية وحلفاء فرنسا الموجودين في مسرح العمليات، توفر "شمّال" الدعم العسكري للقوات المحلية المنخرطة في القتال ضد تنظيم الدولة الاسلامية على أراضيها، وتهدف خصوصا إلى منع ظهوره مجددا".
ويتمركز نحو 600 عسكري فرنسي في المنطقة، في إطار عملية "شمّال" (هنا، هنا، هنا، وايضا هنا، هنا، هنا...)، التي تشمل "جناحا لتدريب القوات العراقية، وآخر للدعم الجوي في إطار التحالف".
وقد أصبحت القاعدة الجوية الفرنسية الموقتة في الأردن جزءا من "شمّال" منذ 2015. وتضمّ، الى الجنود الفرنسيين المشاركين في تحالف "العزم الصلب"، مقاتلات "رافال" تقوم بمهام استخباراتية واستطلاعية وتنفّذ ضربات أحيانا.
ومنذ بدء عملية "شمّال" في أيلول 2014، نفذ الجيش الفرنسي 1570 ضربة دمّرت 2400 هدف في العراق وسوريا، بحسب وزارة الجيوش.
يشار الى ان ماكرون، الى جانب إحيائه عيد الميلاد مع الجنود الفرنسيين المنتشرين في المملكة الهاشمية الاردنية، أجرى في 21 كانون الاول 2023، مباحثات مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني حول المساعدات الإنسانية لغزة وعملية السلام في الشرق الأوسط.
ونقل بيان عن الديوان الملكي عن العاهل الأردني تأكيده لماكرون، خلال لقائهما في مدينة العقبة الساحلية (328 كلم جنوب عمان) على شاطئ البحر الأحمر، "ضرورة أن يضغط العالم بأسره لوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وحماية المدنيين" وعلى "التحرك وبشكل فوري لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل كاف ومستدام إلى قطاع غزة، الذي يشهد وضعا إنسانيا كارثيا".
من جهته، أكد ماكرون حرص فرنسا "على زيادة المساعدات الإنسانية الموجهة لقطاع غزة، بالتنسيق مع الأردن" (هنا).
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم أن الفيديو المتناقل يظهر "كشف فرنسا لقاعدة عسكرية لها في الأردن تحمي اسرائيل". في الواقع، الفيديو الذي يعود الى 21 كانون الاول 2023، يظهر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال مأدبة مع جنود فرنسيين منتشرين في قاعدة جوية فرنسية موقتة في الأردن في إطار عملية "شمّال" التي تشكّل الجناح الفرنسي في تحالف "العزم الصلب" ضدّ تنظيم "الدولة الاسلامية"، والمنطلق عام 2014.