النهار

"جثث في ود مدني السودانيّة من جراء المعارك"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
هالة حمصي
المصدر: النهار
"جثث في ود مدني السودانيّة من جراء المعارك"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
الصورة المتداولة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
A+   A-
المتداول: صورة تظهر، وفقا للمزاعم، جثثاً تناثرت في شارع بمدينة ود مدني السودانية، من جراء المعارك الأخيرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. 
 
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح. 
 
الحقيقة: الصورة تعود الى حملة دعائية أقيمت في الهند قبل أعوام عدّة لشركة خدمات الاتصالات الهندية Airtel ايرتل. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
ما القصة؟ 
الصورة الجوية تظهر جثث أشخاص انتشرت أمام مبنى وعلى سيارات في شارع، بينما تصاعد دخان في الموقع. وقد تكثف التشارك فيها أخيرا عبر حسابات ارفقتها بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "كبر الصورة عشان تشوف الجنجويد الضبان... بل فى شارع النيل مدنى... وغدا لناظره قريب...". 
 
 
 
- تقدّم قوات الدعم السريع نحو جنوب السودان -
جاء انتشار الصورة في وقت تقدمت قوات الدعم السريع نحو جنوب السودان وفتحت جبهات جديدة في الحرب المستمرة منذ أشهر مع الجيش السوداني، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس" (هنا).
 
ودفعت المعارك الدامية التي اندلعت منتصف نيسان 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو، قرابة 500 ألف شخص للنزوح من الخرطوم الى ولاية الجزيرة التي ظلت في منأى عن النزاع.
 
لكن قبل أكثر من عشرة أيام، تقدمت قوات الدعم التي تسيطر على معظم انحاء العاصمة السودانية، على الطريق السريع الرابط بين الخرطوم ومدينة ود مدني، وسيطرت على قرية تلو أخرى. 
 
في 15 كانون الأول 2023، هاجمت قوات الدعم السريع ود مدني، ما دفع 300 ألف شخص الى النزوح مجددا سواء الى مناطق أخرى في ولاية الجزيرة أو نحو الولايات المجاورة مثل سنار والقضارف، وفقا للأمم المتحدة.
 
 
 
 - حقيقة الصورة - 
الا ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بالسودان او بالحرب فيها، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها. 
 
فالبحث العكسي عنها يوصلنا اليها منشورة في مواقع متخصصة بالاعلانات المرئية التجارية (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، وهنا ايضا...) مع صورتين اخريين مماثلتين. وأُرفقت بشرح انها تعود لحملة دعائية بعنوان "سائح، ربة منزل، مهندس" "نشرت في الهند في تموز 2009"، وفقا لموقع ads of the world، وانجزتها وكالة الاعلانات Rediffusion Y&R لشركة خدمات الاتصالات الهندية Airtel ايرتل (هنا ايضا). 
 
 
 
في الواقع، حملت الصورة الاصلية في هذه المواقع رسالة الحملة، وفقا لما أمكن قراءته عليها بالانكليزية: Don't loose your contacts when you drop your phone Airtel SMS backup to 57057، اي لا تفقد أرقام معارفك عندما تسقط هاتفك- النسخ الاحتياطي لايرتل عبر الرسائل القصيرة إلى 57057. 
 
 
وما ارادت ايرتل ان توجهه من خلال هذه الحملة الدعائية هو انه "من خلال نسخها الاحتياطي لبيانات الهاتف المحمول، سيتم تخزينها بأمان على خوادمها". و"في الشهر الأول من الحملة، اشترك 18% من مستخدمي ايرتل في الخدمة التي سوقتها الشركة" (هنا). 
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر جثثاً تناثرت في شارع بمدينة ود مدني السودانية، من جراء المعارك الأخيرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. في الواقع، الصورة تعود الى حملة دعائية أقيمت في الهند قبل أعوام عدّة لشركة خدمات الاتصالات الهندية Airtel ايرتل. 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium