المتداول: فيديو يظهر، وفقا للمزاعم، "مخيماً جُهِّز في الأردن لتهجير الفلسطينيين" من أراضيهم، في وقت تتواصل المعارك بين اسرائيل وحركة "حماس".
الا أنّ هذا الزعم مضلّل، خاطئ.
الحقيقة: هذا المخيّم "مأوى في الأزرق للتعامل مع الأزمات والكوارث الطبيعية"، وفقا لما قال المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات في الاردن، في بيان توضيحي. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
منذ ايام، ينتشر في وسائل التواصل الاجتماعي فيديو يُسمع فيه رجل يقول فيما كان يمر بمركبة على طريق: "هاي المخيم الجديد يا شباب تبع المهجرين. ان شاء الله انو ما ينجحو فيه. مخيم للفلسطينيي. شايفينو يا اخوان قبل قصر الحرانة. شايفين يا اخوان؟ هاي تجهيز جديد...". وبالتزامن، كانت الكاميرا تصوّر بيوتا جاهزة بيضاء وضعت جنبا الى جنب، على ما يبدو. وقد أرفق مستخدمون الفيديو بمزاعم انه "يتم تجهيز مخيم في الاردن لتهجير الفلسطينيين"، الامر الذي اثار جدلا.
- حقيقة الفيديو -
الا ان المزاعم المتناقلة مع الفيديو خاطئة، وفقا لما يتبيّن.
فبعد انتشار الفيديو، نشر المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات في الاردن بيانا، في حسابيه في الفايسبوك وأكس (هنا، هنا)، أوضح فيه هدف إقامة هذا المخيم، قائلا إنه "مأوى في الأزرق للتعامل مع الأزمات والكوارث الطبيعية".
وقال إن "مأوى تم إنشاؤه في منطقة الأزرق، بالتعاون مع الجهات المعنية، ضمن مواقع مختارة أخرى سيتم إنشاؤها في المملكة الهاشمية الاردنية، بهدف التعامل مع سيناريوهات أخطار محتملة شاملة من أزمات وكوارث طبيعية".
وأوضح، في رد على أسئلة لوكالة الأنباء الأردنية (بترا- هنا)، أن "الموقع الذي بُدئ العمل به منذ منتصف عام 2023، يهدف إلى اختبار القدرات الوطنية في عمليات الاستجابة والإنقاذ. وهذه الخطوة واحدة من إجراءات تم اتخاذها في أعقاب كوارث وأزمات شهدتها المنطقة، منها الزلازل المدمرة في تركيا والمغرب، وبهدف الاستفادة من العبر والاستعداد المسبق لها، حيث تم تنفيذ تمرين محاكاة للزلازل هذا العام تحت مسمى "درب الأمان 3".
واشار الى أنه "يعمل ضمن إطار الاستراتيجية الوطنية للحدّ من الأخطار والكوارث والاستعداد المستمر للتعامل مع الأزمات من حيث الخطط والتجهيز وتفعيل أنظمة الإنذار المبكر".
وشرح أن "الموقع في الأزرق يتضمن مرافق أساسية من وحدات سكنية ومراكز صحية ومدارس ودور عبادة وخدمات مساندة أخرى، وهو مهيأ بالكامل للتعامل مع أزمات أو كوارث طبيعية يخشى حدوثها من زلازل وفيضانات أو انتشار أوبئة".
منذ انشائه، يتولى المركز الوطني مهمات متعددة، أبرزها "تحقيق التكامل والتنسيق بين الجهات المعنية على المستوى الوطني في مواجهة الأزمات لخلق بيئة وطنية آمنة ومستقرة". ولتحقيق هذا الهدف، "أنيطت به مهمات، أبرزها تقييم الأخطار وتعزيز فرص التنبؤ المبكر بالأزمات من خلال بناء قاعدة بيانات ومعلومات وطنية شاملة تتطلبها طبيعة عمل المركز، وتمكين أصحاب القرار على المستويات المختلفة من اتخاذ قرارات مدروسة مبنية على معلومات دقيقة، وتقديم التوصيات اللازمة حول السياسات والإجراءات المتعلقة بإدارة الأزمات التي يجب تطبيقها على المستوى الوطني".
وذكر المركز انه من التمارين التي نفذها عام 2023، "تمرين درع الأردن، بالاشتراك مع القوات المسلحة والأجهزة الأمنية ووكالة خفض التهديدات الأميركية"، وهو تمرين متخصص بفرضيات التعامل مع المواد الخطرة الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية، وشارك فيه نحو 1000 شخص" (هنا، هنا، هنا ايضا).
يشار الى ان موقف الأردن واضح لجهة رفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم. وقد عبّر العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني مرارا عن "الرفض المطلق للتهجير القسري للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة".
وقال خلال لقائه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في 21 كانون الاول 2023، في مدينة العقبة الساحلية على شاطئ البحر الأحمر، إن "الضفة الغربية وقطاع غزة امتداد للدولة الفلسطينية الواحدة". وأكد أن "لا سلام ولا استقرار من دون حل عادل للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين".
وشدد على "ضرورة أن يضغط العالم بأسره لوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وحماية المدنيين"، وعلى "التحرك وبشكل فوري لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل كاف ومستدام إلى قطاع غزة، الذي يشهد وضعا إنسانيا كارثيا" (هنا).
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "مخيماً جُهِّز في الأردن لتهجير الفلسطينيين" من أراضيهم. في الواقع، هذا المخيّم "مأوى في الأزرق للتعامل مع الأزمات والكوارث الطبيعية"، وفقا لما قال المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات في الاردن في بيان توضيحي.