المتداول: منشورات تزعم أنّه "تمّ ذكر اسمي البابا فرنسيس والرئيس الاميركي السابق باراك أوباما" في ما يسمى "وثائق إبستين"، وهي وثائق من دعوى قضائية تتعلق بالمتهم بارتكاب جرائم جنسية الملياردير الراحل جيفري إبستين، كشفتها المحكمة الفيدرالية في نيويورك أخيرا.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: لا اثر لاسمي البابا فرنسيس والرئيس الاميركي السابق باراك أوباما في الوثائق التي كشفتها المحكمة الفيدرالية في نيويورك الاربعاء 3 كانون الثاني 2024. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
منذ 3 كانون الثاني 2023، يتكثّف التشارك في منشورات في وسائل التواصل الاجتماعي تزعم انه "تم ذكر البابا فرنسيس مرات عدة في وثائق إبستين"، وأن "الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما أحد الأسماء المذكورة في هذه الوثائق". وتحصد هذه المنشورات مشاركات وتعليقات واسعة.
ما هي وثائق إبستين؟
الوثائق جزء من دعوى تشهير مدنية عام 2015 رفعتها فيرجينيا روبرتس جوفري، وهي امرأة أميركية زعمت أن الملياردير الراحل جيفري إبستين اعتدى عليها جنسيا عندما كانت قاصرا، وأن غيسلين ماكسويل، الصديقة السابقة لإبستين، ساعدت في الاعتداء.
وقد نشرت مئات الصفحات من هذه الوثائق ابتداء من الأربعاء 3 كانون الثاني، بموجب أمر من المحكمة صدر في 18 كانون الأول (هنا). كذلك، صدرت دفعة أخرى في وقت مبكر الخميس (هنا، هنا) وليس من الواضح كم ستتبعها.
وتتضمن الوثائق في مجملها، بما في ذلك المواد التي لم يتم الكشف عنها بعد، نحو 180 اسما، بما في ذلك لبعض متهمي إبستين ولرجال أعمال بارزين وسياسيين وربما أكثر.
وتحتوي الوثائق على مقتطفات من إفادات مأخوذة من ماكسويل وفيرجينيا روبرتس جوفري، الى جانب إفادة لجوانا سيوبيرغ، التي وصفت في الوثيقة الأمير أندرو وهو يلمس صدرها بطريقة مازحة خلال التقاط الصور.
وتتضمن نصوص الإفادة إشارات إلى العديد من الشخصيات البارزة، التي يشتبه في أنها كانت على علاقة بطريقة أو بأخرى بإبستين. الا أن تضمينها في هذه المستندات ليس مؤشرا الى ارتكاب مخالفات أو خرق للقانون، إذ لم يتم توجيه تهم جنائية إلا إلى إبستين وماكسويل بالإساءة الى فتيات وشابات في مساكن في نيويورك وفي جزر وأماكن أخرى (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا).
- لا اثر لاسمي البابا واوباما -
الا ان اسمي البابا فرنسيس والرئيس الاميركي السابق لم يردا في لائحة باسماء أكثر من 100 شخصية كشفتها وثائق المحكمة الاربعاء 3 كانون الثاني 2024 (هنا).
وهذه الاسماء نشرتها، كاملة أو ابرزها، مواقع اخبارية عالمية، لا سيما أميركية (هنا، هنا،
هنا...). وتشمل مشاهير وفنانين وسياسيين وموظفين سابقين ومتهمين لإبستين، علما ان إدراج الاسم لا يعني ارتكاب صاحبه أي مخالفات.
ومن أبرز الاسماء التي وردت، الأمير البريطاني أندرو، الرئيسان الاميركيان السابقان بيل كلينتون ودونالد ترامب، المغني الراحل مايكل جاكسون، الساحر ديفيد كوبرفيلد، الممثل الاميركي ليوناردو دي كابريو، النائب السابق للرئيس الاميركي آل غور، عالم الفيزياء الراحل ستيفن هوكينغ، رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود باراك، الممثل كيفن سبايسي، المخرج الاميركي جورج لوكاس، رئيس وكالة لعارضات أزياء فرنسية جان لوك برونيل، الممثلة الاوسترالية كايت بلانشيت، عارضة الازياء البريطانية ناعومي كامبل، الممثل الاميركي بروس ويليس، الفيلسوف نعوم تشومسكي، المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي لويس فريه...
وما كشفته ايضا وثائق المحكمة هو كلام جوانا سيوبيرغ، في شهادتها حول مشاهداتها في منزل ابستين في بالم بيتش، على "وجود صورة لغيسلين (ماكسويل) مع البابا"، من دون ان تحدّد هويته.
وهذه الصورة التي ضمّت ايضا إبستين، معروفة جدا، اذ سبق ان اشير اليها في محاكمة ماكسويل (هنا، هنا، هنا...). وشوهدت في لقطات لمداهمة الشرطة الاميركية لقصر ابتسين في بالم بيتش عام 2005. وتظهر البابا الراحل يوحنا بولس الثاني خلال لقاء مع الثنائي ابستين وماكسويل في الفاتيكان قبل اكثر من عقدين.
وكانت هذه الصورة بين مجموعة أخرى من الصور التي ظهر فيها إبستين مصافحا زعماء في العالم، بينهم الرئيس الكوبي الراحل فيدل كاسترو (هنا، هنا). كذلك، نشرتها مواقع اخبارية، لا سيما اميركية وبريطانية (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا) في الاعوام الماضية، ضمن تقارير عن إبستين.
عام 2019، تمّ اتهام إبستين بتهم اتحادية بإدارة شبكة للاتجار بالجنس يُزعم أنه اعتدى فيها جنسيا على عشرات الفتيات القاصرات. وفي 10 آب من ذلك العام، توفي منتحرا في السجن عن عمر يناهز 66 عاما، خلال انتظار المحاكمة، وذلك نتيجة "إهمال" من العاملين في السجن، بحسب ما خلصت إليه وزارة العدل الأميركية منتصف 2023.
اما ماكسويل التي تحمل الجنسيات البريطانية والفرنسية والأميركية، والتي تُعدّ من الوجوه البارزة لمجتمع المشاهير، فقد ألقي القبض عليها في نيويورك في كانون الأول 2021 بتهمة الاتجار الجنسي بقاصرات لحساب إبستين، وحُكم عليها في حزيران 2022 بالسجن 20 عاما (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا).
Jorge Mario Bergoglio;
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
