المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "الأسطول الأميركي الخامس وقوات بحرية من 22 دولة تجتمع في البحر الاحمر"، في مواجهة الحوثيين اليمنيين الذين يشنّون هجمات على سفن شحن خلال عبورها المنطقة.
الا أن هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو مركّب من مشاهد قديمة لها سياق مختلف تماماً. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
المشاهد الجوية تظهر سفنا وبوارج في عرض البحر. وقد تكثّف التشارك فيها أخيرا عبر حسابات ارفقتها بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "الاسطول الامريكي الخامس وقوات بحرية من 22 دولة تجتمع في البحر الاحمر وباب المندب وخليج عدن"، وايضا "تتجمع قوة بحرية كبيرة في البحر الأحمر بمشاركة 22 دولة".
- تحالف دولي للتصدي لهجمات الحوثيين في البحر الاحمر -
جاء تداول الفيديو في وقت طالب ائتلاف يضم الولايات المتحدة و11 دولة حليفة لها، في 4 كانون الثاني 2024، أنصار الله (الحوثيين) بوقف "فوري لهجماتهم غير القانونية" على السفن في البحر الأحمر تحت طائلة "تحمل العواقب"، في حين حذر أعضاء مجلس الأمن الدولي، الأربعاء 3 منه، من أن هناك خطر زيادة التوتر العسكري في المنطقة إذا استمرت هجمات الحوثيين (هنا).
وكانت الولايات المتحدة أعلنت، الاثنين 18 كانون الاول 2023 تشكيل تحالف دولي للتصدي لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر تحت مسمى "المبادرة الأمنية متعددة الجنسيات"، يضم عشرة بلدان، بينها بريطانيا وفرنسا وإيطاليا والبحرين.
وجاء في بيان لوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن "البلدان التي تسعى إلى ترسيخ المبدأ الأساسي لحرية الملاحة عليها أن تتكاتف لمواجهة التحدي الذي تشكله هذه الجهة". وقال إن التحالف الأمني سيعمل "بهدف ضمان حرية الملاحة لكل البلدان، ولتعزيز الأمن والازدهار الإقليميين" (هنا، هنا).
قال محمد علي الحوثي، رئيس اللجنة الثورية العليا لجماعة الحوثي اليمنية، إن أي بلد يقحم نفسه في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بالبحر الأحمر سيفقد أمنه البحري وسيكون مستهدفا (هنا).
- حقيقة الفيديو -
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذه التطورات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عن الجزء الأول منه (من التوقيت 0 الى 0.11)، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid) وباستخدام كلمات مفاتيح بالانكليزية، يوصلنا اليه منشوراً ضمن فيديو أطول في الحساب الرسمي للبحرية الملكية البريطانية Royal Navy في يوتيوب في 5 تشرين الاول 2020 (هنا) بعنوان: Royal Navy’s new Carrier Strike Group assembles اي تجميع مجموعة حاملات الطائرات الضاربة الجديدة التابعة للبحرية الملكية.
ويمكن مشاهدة الجزء من التوقيت 0 الى التوقيت 0.11 في الفيديو أدناه.
وكتبت البحرية مع الفيديو: "تم تجميع مجموعة حاملات الطائرات الهجومية الجديدة التابعة للبحرية الملكية، للمرة الأولى، الأمر الذي يمثل بداية حقبة جديدة من العمليات. سفينة إتش إم إس كوين إليزابيث HMS Queen Elizabeth في مركز المجموعة التي تمثل بداية عمليات النقل المشتركة بين البحرية وحلفائها في حلف شمال الاطلسي. وتجري الآن 9 سفن و15 طائرة مقاتلة و11 طائرة هليكوبتر و3 آلاف فرد من المملكة المتحدة والولايات المتحدة وهولندا تدريبات في بحر الشمال".
ويقودنا البحث عن الجزء الثاني من المقطع (من التوقيت 0.12 الى 0:28) اليه منشورا ضمن فيديو أطول في حساب موقع Navy Lookout في يوتيوب، في 26 آذار 2022 (هنا) بعنوان: NATO warships gather for exercise Cold Response 2022 off Norway، اي السفن الحربية التابعة لحلف شمال الأطلسي تتجمع لإجراء تمرين الاستجابة الباردة 2022 قبالة النروج".
ويمكن مشاهدة الجزء من التوقيت 0.21 الى 0.40 في الفيديو أدناه.
وNavy Lookout متخصص باخبار البحرية الملكية. وكتب مع الفيديو: "بدأت هذا الأسبوع مناورة حلف شمال الاطلسي الاستجابة الباردة 2022، وهي أكبر مناورة خلال الطقس البارد في النروج منذ الثمانينات. وتشمل التدريبات، التي تستمر حتى الأول من نيسان، قوات برية وبحرية وجوية ونحو 35 ألف فرد من 28 دولة.
وأفاد بان "سفينة إتش إم إس برينس أوف ويلز HMS Prince of Wales لن ترسل طائرات أف-35 للمشاركة في التدريبات، وسيتم استخدامها كحاملة طائرات هليكوبتر مضادة للغواصات ومنصة قيادة...".
ونعثر على الجزء الثالث من المقطع (من التوقيت 0.29...) في فيديو نشرته البحرية الاميركية في حسابها في يوتيوب، في 12 تشرين الثاني 2017 (هنا)، بعنوان U.S. Navy Three Carrier Formation in Western Pacific Ocean اي تشكيل ثلاث حاملات طائرات تابعة للبحرية الأميركية في غرب المحيط الهادئ.
ويمكن مشاهدة الجزء في التوقيت 0.39 في الفيديو أدناه.
وكتبت البحرية مع الفيديو: "حاملات الطائرات يو إس إس رونالد ريغان، ويو إس إس تيودور روزفلت، ويو إس إس نيميتز ومجموعاتها الضاربة في طريقها، وتجري عمليات في المياه الدولية كجزء من تمرين القوة الضاربة المكونة من ثلاث حاملات طائرات.
واضافت: "نفّذت البحرية الأميركية دوريات في منطقة الهند وآسيا والمحيط الهادئ بشكل روتيني لأكثر من 70 عاما لتعزيز الأمن الإقليمي والاستقرار والازدهار".
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "الأسطول الأميركي الخامس وقوات بحرية من 22 دولة تجتمع في البحر الاحمر"، في مواجهة هجمات الحوثيين اليمنيين. في الواقع، الفيديو مركّب من مشاهد قديمة لها سياق مختلف تماماً.