النهار

"مسلسل سيمبسون تنبّأ بذهاب العالم ستيفن هوكينغ إلى جزيرة جيفري إبستين"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
هالة حمصي
المصدر: النهار
"مسلسل سيمبسون تنبّأ بذهاب العالم ستيفن هوكينغ  إلى جزيرة جيفري إبستين"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (اكس).
A+   A-
المتداول: مشاهد كرتونية من مسلسل "عائلة سيمبسون" الاميركي، وفقا للمزاعم، "تنبّأت بذهاب عالم الفيزياء البريطاني ستيفن هوكينغ الى جزيرة الملياردير ورجل الأعمال الأميركي جيفري إبستين"، الذي اتهم بجرائم جنسية.  
 
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح. 
 
الحقيقة: المشاهد تعود الى الحلقة الـ22 من الموسم العاشر من مسلسل "عائلة سيمبسون"، بعنوان: They Saved Lisa's Brain (لقد أنقذوا دماغ ليزا)، والتي عرضت في 9 ايار 1999. ولم تأت على ذكر الملياردير جيفري إبستين وجزيرته، ولها سياق مختلف تماما. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
ما القصة؟ 
المشاهد تظهر على ما يبدو عالم الفيزياء البريطاني ستيفن هوكينغ يطير بكرسيه من شرفة تجمع حولها اشخاص، ثم ينزل اداة طويلة يلتقط بها فتاة صغيرة ويحلق بها بعيدا. وقد تكثف التشارك في الفيديو أخيرا عبر حسابات، عربية وأجنبية، أرفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "تنبأ مسلسل عائلة سيمبسون بذهاب العالم ستيفن هوكينج إلى جزيرة جيفري إبستين". 
 
- وثائق ابستين -
جاء تداول الفيديو في وقت نشرت مئات الصفحات من وثائق من دعوى قضائية تتعلق بالمتهم بارتكاب جرائم جنسية الملياردير الراحل جيفري إبستين، كشفتها المحكمة الفيدرالية في نيويورك ابتداء من الاربعاء 3 كانون الثاني 2024 (هنا). 
 
والوثائق جزء من دعوى تشهير مدنية عام 2015 رفعتها فيرجينيا روبرتس جوفري، وهي امرأة أميركية زعمت أن إبستين اعتدى عليها جنسيا عندما كانت قاصرا، وأن غيسلين ماكسويل، الصديقة السابقة لإبستين، ساعدت في الاعتداء.
 
وتتضمن الوثائق في مجملها، بما في ذلك المواد التي لم يتم الكشف عنها بعد، نحو 180 اسما، بما في ذلك لبعض متهمي إبستين ولرجال أعمال بارزين وسياسيين وربما أكثر.
 
وتحتوي الوثائق على مقتطفات من إفادات مأخوذة من ماكسويل وفيرجينيا روبرتس جوفري، الى جانب إفادة لجوانا سيوبيرغ، التي وصفت في الوثيقة الأمير أندرو وهو يلمس صدرها بطريقة مازحة خلال التقاط الصور.
 
وتتضمن نصوص الإفادة إشارات إلى العديد من الشخصيات البارزة، التي يشتبه في أنها كانت على علاقة بطريقة أو بأخرى بإبستين. الا أن تضمينها في هذه المستندات ليس مؤشرا الى ارتكاب مخالفات أو خرق للقانون، إذ لم يتم توجيه تهم جنائية إلا إلى إبستين وماكسويل بالإساءة الى فتيات وشابات في مساكن في نيويورك وفي جزر وأماكن أخرى (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا).
 
وهذه الاسماء نشرتها، كاملة أو ابرزها، مواقع اخبارية عالمية، لا سيما أميركية (هنا، هنا، هنا...). وتشمل مشاهير وفنانين وسياسيين وموظفين سابقين ومتهمين لإبستين، علما ان إدراج الاسم لا يعني ارتكاب صاحبه أي مخالفات. 
 
وضمّت هذه الاسماء عالم الفيزياء الراحل ستيفن هوكينغ، الى جانب الأمير البريطاني أندرو،  الرئيسان الاميركيان السابقان بيل كلينتون ودونالد ترامب، المغني الراحل مايكل جاكسون، الساحر ديفيد كوبرفيلد، الممثل الاميركي ليوناردو دي كابريو، النائب السابق للرئيس الاميركي آل غور، رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود باراك، الممثل كيفن سبايسي، المخرج الاميركي جورج لوكاس، رئيس وكالة لعارضات أزياء فرنسية جان لوك برونيل، الممثلة الاوسترالية كايت بلانشيت، عارضة الازياء البريطانية ناعومي كامبل، الممثل الاميركي بروس ويليس، الفيلسوف نعوم تشومسكي، المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي لويس فريه...
 
- حقيقة المشاهد -
الا ان المشاهد من مسلسل "عائلة سيمبسون" لا علاقة لها بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها. 
 
فالبحث عنها، باستخدام كلمات مفاتيح بالانكليزية، يقودنا الى حسابات (هنا، هنا، هنا) نشرتها ضمن فيديو أطول، بكونها من الحلقة الـ22 من الموسم العاشر من مسلسل "عائلة سيمبسون"، بعنوان: They Saved Lisa's Brain (لقد أنقذوا دماغ ليزا). 
 
 
 
وقد امكننا التأكد من ان هذه المشاهد تعود بالفعل الى الحلقة الـ22 من الموسم العاشر من مسلسل "عائلة سيمبسون"، بعنوان: They Saved Lisa's Brain، بمشاهدتها بأنفسنا. ونعثر عليها في التوقيت 20:41 في الحلقة (22:50). 
 
عما تدور هذه الحلقة؟ 
الجدة بلوبويل هي الجهة الراعية لمسابقة سبرينغفيلد الإجمالية التي تعد الفائز برحلة فاخرة. ويشارك العديد من سكان المدينة في المسابقة، لكن الأمور لا تسير على ما يرام عندما يعلن أحد الحكام نفسه الفائز. وتنتهي المسابقة بأعمال شغب، وتضُربت ليزا على وجهها بالحلوى. وفي رسالة مفتوحة الى المدينة، تستنكر مناهضة سبرينغفيلد للفكر. وفي وقت يتجاهلها معظم سكان المدينة، إلا أنها تثير إعجاب فرع منسا في سبرينغفيلد، الذي يضم مجموعة من الأشخاص ذوي الذكاء العالي. 

وتنضم ليزا إلى فرع منسا المحلي، جنبا إلى جنب مع المدير سكينر وآخرين. وبعد تعرضهم للتخويف في شرفة المراقبة الخاصة بهم في الحديقة من سكارى والرئيس ويغام، يخشون أن تكون جودة سبرينغفيلد سيئة، لأن أغبى سكان المدينة لديهم السلطة على مؤسساتهم المدنية. وتذهب مجموعة منسا لمواجهة العمدة كيمبي بشأن حادثة شرفة المراقبة، مما يدفعه إلى الهروب من المدينة لاعتقاده خطأً أن المجموعة لديها أدلة على فساده. وينص ميثاق المدينة على أنه في حالة غياب رئيس البلدية، يجب أن يحكم المدينة مجلس من المواطنين المتعلمين.

وبعدما سيطرت المجموعة على سبرينغفيلد وحكمت المدينة باعتبارها دولة عبقرية، تأمل أن تصبح الأمور أفضل بكثير. الا انها تسمح للسلطة باستحواذ عقلها، ويبدأ الأعضاء في القتال في ما بينهم. وتعرض في اجتماع عام مخططات مختلفة وخططها التي لا تحظى بشعبية كبيرة، بما في ذلك حظر بعض الألعاب الرياضية وفرض قيود على الإنجاب، مما يكشف الانقسامات داخل المجموعة.

ويحاصر سكان بلدة سبرينغفيلد، الذين يرغبون في عودة السلطة إلى البلهاء، المثقفين في تجمع غاضب ويضعون حدا لحكم منسا. ويبدو أن ستيفن هوكينغ يرى ما تنوي مجموعة منسا فعله ويوضح أنه غير متأثر. ومع ذلك، فقد أنقذ ليزا من التعرض لإصابة خطيرة على يد الحشد الغاضب، بحملها بكرسيه الطائر والتحليق بها بعيدا. في النهاية، يذهب هوكينغ وهوميروس لتناول مشروب 
(هنا، هنا، هنا، هنا).
 
اذاً احداث الحلقة تحصل في سبرينغفيلد، المدينة الوهمية التي تدور فيها الرسوم المتحركة عائلة سيمبسون. وبمراجعة سيناريو الحلقة (هنا، هنا)، يتبين انه لم يأت على ذكر الملياردير جيفري ابستين او جزيرته. 
 
والى جانب هذه الحلقة، ظهر العالم الفزيائي هوكينغ في حلقات أخرى من مسلسل عائلة سيمبسون (هنا، هنا). 
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان المشاهد من "عائلة سيمبسون" دليل على "تنبّوء" المسلسل الاميركي "بذهاب عالم الفيزياء البريطاني ستيفن هوكينغ الى جزيرة الملياردير ورجل الأعمال الأميركي جيفري إبستين"، الذي اتهم بجرائم جنسية. في الواقع، المشاهد تعود الى الحلقة الـ22 من الموسم العاشر من مسلسل "عائلة سيمبسون"، بعنوان: They Saved Lisa's Brain (لقد أنقذوا دماغ ليزا)، والتي عرضت في 9 ايار 1999. ولم تأت على ذكر الملياردير جيفري ابستين وجزيرته، ولها سياق مختلف تماما.

اقرأ في النهار Premium