يتناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي صورا بمزاعم انها "لقطات من أفغانستان بعد الزلزال بقوة 6.5 درجات الذي ضربها" الثلثاء 21 آذار 2023. غير أن هذا الزعم غير صحيح، والصور قديمة، ولا علاقة لها بأفغانستان. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
جاء تداول الصور في وقت لقي 13 شخصا على الأقل حتفهم في أفغانستان وباكستان، إثر زلزال قوي مساء الثلثاء 21 آذار 2023، شعر به سكان على بعد آلاف الكيلومترات، وفقا لما اوردت وكالة فرانس برس.
وحُدّد مركز الزلزال الذي بلغت قوته 6,5 درجات، في جنوب شرق أفغانستان بالقرب من بلدة جرم الحدودية مع باكستان وطاجيكستان، فيما بلغ عمقه أكثر من 187 كيلومتراً، وفق هيئة المسح الجيولوجي الأميركية.
وضرب الزلزال قرابة الساعة التاسعة مساء (17,00 ت غ) الثلثاء بتوقيت كابول واستمر لأكثر من 30 ثانية. وشعر به السكان من وسط آسيا إلى نيودلهي بالهند، على بعد أكثر من ألفي كلم.
- حقيقة الصور -
غير ان الصور المتناقلة لا علاقة لها بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
* الصورة 1 -
يضعنا البحث العكسي عنها امام خيوط (هنا، هنا)، توصلنا الى مصدرها الاصلي، موقع وكالة Getty Images، الذي نشرها في 24 أيلول 2019 (هنا)، مع شرح انها تظهر "طريقا متضررة صورها مصور اخباري في أعقاب زلزال وقع في ضواحي ميربور في باكستان، في 24 ايلول 2019".
تصوير: عامر قريشي AAMIR QURESHI.
في ذلك اليوم، وقع زلزال بقوة 5.8 درجات على بعد 23 كيلومترا شمال جيلوم في باكستان، على عمق طفيف نسبيا يقدر بنحو عشرة كيلومترات، وفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية.
وقد خلّف 37 قتيلا على الاقل، بينما أظهرت صور ولقطات مصورة بثتها وسائل إعلام محلية عشرات المباني والمنازل المنهارة وأشجارا اقتلعت من جذورها وتشققات في طرق، بعضها واسعة لدرجة يمكن معها ابتلاع سيارات في بلدة ميربور، القريبة من الهند، في الجزء الذي تحكمه باكستان من إقليم كشمير المتنازع عليه، على ما ذكرت وكالة "رويترز" (هنا، هنا، وهنا، هنا ايضا).
* الصورة 2 -
يوصلنا البحث العكسي عنها الى موقع وكالة Getty Images، الذي نشرها في 6 شباط 2023 (هنا)، وتظهر وفقا للشرح "مبنى مدمرا في كهرمان مرعش بتركيا، بعد زلازل عنيف ضرب محافظات تركيا، في 6 شباط 2023".
نصوير: فرات أوزدمير Firat Ozdemir
فجر الاثنين 6 شباط 2023، ضرب زلزال بقوة 7,8 درجات جنوب تركيا قرب مدينة غازي عنتاب (جنوب شرق) وفق المعهد الأميركي للمسح الجيولوجي، على عمق نحو 17,9 كلم. وقد تأثر به شمال غرب سوريا، ووصلت ارتداداته إلى لبنان والعراق (هنا). وقال رئيس مرصد الزلازل في تركيا إنّ "هذا أكبر زلزال شهدته تركيا منذ عام 1999".
وقد اوقع زلزال تركيا وسوريا أكثر من 51 ألف قتيل (هنا، هنا). وتسبب مع الهزات القوية اللاحقة بإصابة أكثر من 108 آلاف شخص على الاقل في تركيا وإيواء الملايين في خيام أو سعيهم للانتقال إلى مدن أخرى.
* الصورة 3-
يبيّن البحث العكسي عنها انها تعود الى 24 كانون الثاني 2020. وكتبت وكالة Getty Images معها (هنا)، انها تظهر "مسؤولين وعناصر من الشرطة الأتراك في موقع انهيار مبنى في ألازيغ بشرق تركيا في أعقاب زلزال في 24 كانون الثاني 2020".
تصوير: إلياس أكينجين ILYAS AKENGIN
في ذلك اليوم، تعرّض شرق تركيا لزلزال بلغت قوته 6.8 درجات، مما أدى إلى مقتل 38 شخصا على الاقل، لا سيما في ألازيغ وأربعة في إقليم ملاطية المجاور. وقالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية إن أكثر من 1600 شخص أصيبوا، في حين تمّ إنقاذ 45 شخصا من تحت أنقاض مبان منهارة مساء السبت، على ما اوردت وكالة "رويترز" (هنا، هنا ايضا).