المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "رد فعل الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون على وثائق ابستين بعد نشرها"، وهي وثائق من دعوى قضائية تتعلق بالمتهم بارتكاب جرائم جنسية الملياردير الراحل جيفري إبستين، كشفتها المحكمة الفيدرالية في نيويورك أخيراً.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ يعود الى 7 تشرين الثاني 2022. وكان كلينتون يشارك في تجمع سياسي في لاريدو بولاية تكساس الاميركية، عندما سأله خوان ميندوزا، الصحافي في شبكة Real America's Voice والمصدر الاصلي للفيديو، عن علاقته بإبستين. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
المشاهد تظهر الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون وهو يصغي الى سؤال أحدهم (ترجمة من الانكليزية): هل لديك اي تعليق على الادعاءات المزعومة حول علاقتك بجيفري ابستين؟ فيجيب بابتسامة، قائلا: اعتقد ان الدليل واضح، قبل ان يواصل طريقه ويحيي اشخاصا في المكان. وقد تكثف التشارك في الفيديو أخيرا، عبر حسابات عربية وأجنبية، ارفقته بالمزاعم الآتية: "رد فعل بيل كلينتون على الوثائق الحديثة لجيفري ابستين"، وايضا "اليوم كان بيل كلينتون، وهو احد اكبر الأسماء الموجوده في وثائق ملفات جيفري ابستين في مكان عام، وسأله شخص عن تعليقه على الموضوع، هذا كان رده".
جاء تداول الفيديو في وقت نُشرت مئات الصفحات من وثائق من دعوى قضائية تتعلق بالمتهم بارتكاب جرائم جنسية الملياردير الراحل جيفري إبستين، كشفتها المحكمة الفيدرالية في نيويورك ابتداء من الاربعاء 3 كانون الثاني 2024 (هنا).
والوثائق جزء من دعوى تشهير مدنية عام 2015 رفعتها فيرجينيا روبرتس جوفري، وهي امرأة أميركية زعمت أن إبستين اعتدى عليها جنسيا عندما كانت قاصرا، وأن غيسلين ماكسويل، الصديقة السابقة لإبستين، ساعدت في الاعتداء.
وتتضمن الوثائق في مجملها، بما في ذلك المواد التي لم يتم الكشف عنها بعد، نحو 180 اسما، بما في ذلك لبعض متهمي إبستين ولرجال أعمال بارزين وسياسيين وربما أكثر.
وتحتوي الوثائق على مقتطفات من إفادات مأخوذة من ماكسويل وفيرجينيا روبرتس جوفري، الى جانب إفادة لجوانا سيوبيرغ، التي وصفت في الوثيقة الأمير أندرو وهو يلمس صدرها بطريقة مازحة خلال التقاط الصور.
وتتضمن نصوص الإفادة إشارات إلى العديد من الشخصيات البارزة، التي يشتبه في أنها كانت على علاقة بطريقة أو بأخرى بإبستين. الا أن تضمينها في هذه المستندات ليس مؤشرا الى ارتكاب مخالفات أو خرق للقانون، إذ لم يتم توجيه تهم جنائية إلا إلى إبستين وماكسويل بالإساءة الى فتيات وشابات في مساكن في نيويورك وفي جزر وأماكن أخرى (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا).
وهذه الاسماء نشرتها، كاملة أو ابرزها، مواقع اخبارية عالمية، لا سيما أميركية (هنا، هنا، هنا...). وتشمل مشاهير وفنانين وسياسيين وموظفين سابقين ومتهمين لإبستين، علما ان إدراج الاسم لا يعني ارتكاب صاحبه أي مخالفات.
ومن أبرز الاسماء التي وردت، الأمير البريطاني أندرو، الرئيسان الاميركيان السابقان بيل كلينتون ودونالد ترامب، المغني الراحل مايكل جاكسون، الساحر ديفيد كوبرفيلد، الممثل الاميركي ليوناردو دي كابريو، النائب السابق للرئيس الاميركي آل غور، عالم الفيزياء الراحل ستيفن هوكينغ، رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود باراك، الممثل كيفن سبايسي، المخرج الاميركي جورج لوكاس، رئيس وكالة لعارضات أزياء فرنسية جان لوك برونيل، الممثلة الاوسترالية كايت بلانشيت، عارضة الازياء البريطانية ناعومي كامبل، الممثل الاميركي بروس ويليس، الفيلسوف نعوم تشومسكي، المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي لويس فريه...
- حقيقة الفيديو -
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بهذه المستجدات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه، باستخدام كلمات مفاتيح بالانكليزية، يوصلنا أولا اليه منشورا في حساب صحيفة New York Post في يوتيوب، في 8 تشرين الثاني 2022 (هنا)، بعنوان: فيديو لسؤال بيل كلينتون عن علاقاته بجيفري إبستين ينتشر بسرعة كبيرة (هنا ايضا).
وكتبت معه: "تعرّض الرئيس السابق بيل كلينتون للاستجواب بشأن صداقته المزعومة مع المتحرش الجنسي الراحل جيفري إبستين، في فيديو تمت مشاهدته أكثر من مليون مرة. وقد نشر خوان ميندوزا Juan Mendoza، الصحافي في شبكة الأخبار اليمينية Real America's Voice، المقطع الذي انتشر على نطاق واسع، والذي يصور مواجهته لكلينتون يوم الاثنين" (7 تشرين الثاني 2022).
كلمات مفاتيح مجددا... ونعثر على الفيديو منشورا في حساب ميندوزا في اكس في 7 تشرين الثاني 2022 (هنا)، مع تعليق: "لقد واجهت بيل كلينتون في التجمع الذي عقده مع النائب الديموقراطي هنري كويلار في لاريدو (ولاية تكساس الاميركية) بشأن علاقته المزعومة بالمتاجر بالجنس مع الأطفال جيفري إبستين".
I confronted @BillClinton at the rally he held with @RepCuellar in Laredo about his alleged connections to child sex trafficker Jeffrey Epstein. “I think the answer is clear.” pic.twitter.com/ZtDR96PJwF
وكان الرئيس السابق بيل كلينتون اصدر بيانا في تموز 2019 (هنا) نأى فيه بنفسه عن إبستين، الذي كان يواجه عددا كبيرا من التهم الجديدة. وجاء في البيان: "الرئيس كلينتون لا يعرف شيئا عن الجرائم الفظيعة التي اعترف إبستين بارتكابها في فلوريدا قبل سنوات عدة، أو تلك التي اتُهم بارتكابها أخيرا في نيويورك".
وأضاف البيان: "في عامي 2002 و2003، قام الرئيس كلينتون بأربع رحلات في طائرة إبستين: واحدة إلى أوروبا، وأخرى إلى آسيا، واثنتان إلى أفريقيا، والتي تضمنت محطات توقف تتعلق بعمل مؤسسة كلينتون". و"سافر موظفون وداعمون للمؤسسة وعناصر الخدمة السرية الخاصون به في كل رحلة. وعقد اجتماعا واحدا بإبستين في مكتبه في هارلم عام 2002، وفي الوقت ذاته تقريبا، اجرى زيارة قصيرة لشقة إبستين في نيويورك مع أحد الموظفين وحراسه الأمنيين. لم يتحدث إلى إبستين منذ أكثر من عقد من الزمن، ولم يزر جزيرة ليتل سانت جيمس، أو مزرعة إبستين في نيو مكسيكو، أو مقر إقامته في فلوريدا".
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو يظهر "رد فعل الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون على وثائق ابستين بعد نشرها". في الواقع، الفيديو قديم، اذ يعود الى 7 تشرين الثاني 2022. وكان كلينتون يشارك في تجمع سياسي في لاريدو بولاية تكساس الاميركية، عندما سأله خوان ميندوزا، الصحافي في شبكة Real America's Voice والمصدر الاصلي للفيديو، عن علاقته بإبستين.