المتداول: مشاهد تظهر، وفقاً للمزاعم، "القصف الاميركي والبريطاني على مواقع عسكرية للحوثيين في اليمن".
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: هذه المشاهد قديمة، ولها سياق مختلف تماماً. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
تزامن نشر هذه المشاهد مع شنّ الولايات المتحدة وبريطانيا، فجر الجمعة 12 كانون الثاني 2024، ضربات على أهداف في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن، بعد استهدافهم على مدار أسابيع سفنا تجارية في البحر الأحمر تضامنا مع قطاع غزة الذي يشهد حربا مع إسرائيل، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس" (هنا).
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنّ الولايات المتحدة وبريطانيا وجّهتا "بنجاح" ضربات للمتمرّدين المدعومين من إيران، ردا على هجماتهم على سفن في البحر الأحمر، فيما أكد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن الضربات كانت "ضروريّة" و"متناسبة".
أكد الحوثيون بدورهم أن "لا مبرر" للضربات متعهّدين مواصلة الهجمات على السفن المرتبطة بإسرائيل. وأعلنوا أن الضربات الجوية الأميركية والبريطانية اسفرت عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة ستة بجروح.
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع "أدتِ الغاراتُ إلى ارتقاءِ خمسةِ شهداءَ وإصابةِ ستةٍ آخرينَ من أبناءِ قواتِنا المسلحة".
- حقيقة المشاهد -
الا ان هذه المشاهد المتناقلة لا علاقة لها بهذه التطورات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
* الصورة 1 -
يظهر البحث العكسي عنها يبين انها قديمة، اذ تعود الى 25 آذار 2022. وقد نشرتها يومذاك وكالة "رويترز" (هنا) مع شرح انها تظهر "حريقا في منشأة تخزين النفط التابعة لشركة أرامكو السعودية، بعد هجوم، في جدة بالمملكة العربية السعودية، في 25 آذار 2022" (هنا، هنا، هنا ايضا...).
يومذاك، أعلنت حركة أنصار الله الحوثية في اليمن أنها استهدفت، الجمعة 25 آذار 2022، منشآت شركة أرامكو في جدة ومنشآت حيوية في العاصمة السعودية الرياض بدفعة من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة.
وأكد التحالف العربي بقيادة السعودية استهداف محطة أرامكو بجدة ومحطة الكهرباء بصامطة بصواريخ انطلقت من مدينة الحديدة اليمنية (هنا). وبحسب الإعلام السعودي، فإن الدفاع الجوي للملكة دمر صواريخ باليستية أطلقت صوت مدينة جازان الساحلية، وسببت حريقا محدودا في محطة توليد الكهرباء.
وأكد التحالف أن قواته الدفاعية اعترضت الصواريخ والمسيرات الحوثية وسقطت أجزاء وقطع منها في بعض الأحياء السكنية من دون وقوع أي خسائر بشرية.
* الصورة 2 -
على غرار الصورة السابقة، هذه اللقطة قديمة، اذ تعود الى 12 آب 2015، وفقا لما وثقتها مواقع وحسابات اخبارية، لا سيما صينية (هنا، هنا، هنا، هنا)، وتظهر انفجارا هائلا هز يومذاك ميناء تيانجين شمال شرق الصين، وفقا لما كتبت وكالة "شينخوا" الصينية.
يومذاك، هزّت انفجارات عدة ميناء تيانجين الصيني، وخلّفت حرائق ودمارا واسعا وعشرات القتلى والجرحى، وادت الى توقيف عدد من الأشخاص بتهمة الاهمال (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).
وقد وقعت هذه الانفجارات في مخزن للمواد القابلة للاشتعال. وأثارت قلقا كبيرا بشأن انتشار مواد مسببة للتلوث في جو المدينة ومياهها. وبحسب السلطات، فان المستودع الذي حدثت فيه الانفجارات كان يحوي 700 طن من سيانيد الصوديوم العالي السمية إلى جانب أطنان أخرى من المواد الكيميائية الخطيرة.
- فيديو -
هذا المقطع الذي ينتشر بكثافة، عبر حسابات عربية وأجنبية، لا علاقة له بقصف اليمن. فالبحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يقودنا الى حسابات (هنا، هنا، هنا، هنا) نشرته في 3 ايلول 2023، مع تعليق: "انفجار محطة المفزر في صرف" بالعاصمة اليمنية صنعاء (هنا، وهنا ايضا).
يومذاك، ذكرت مواقع اخبارية يمينة ان حريقا كبيرا نشب مساء الاحد 3 ايلول 2023 في شركة المفزر للغاز شمال شرق العاصمة صنعاء. وأفادت مصادر محلية بأن انفجارات ناتجة من اسطوانات الغاز التي كانت بداخل حوش الشركة صاحبت الحريق. وتم إخلاء المكان وعدم السماح للمواطنين بالاقتراب (هنا).
ولم يمكن التأكد من الفيديو من مصادر موثوق بها. الا ان نشره في ايلول 2023 يعني ان لا علاقة له بالضربات الاميركية والبريطانية الاخيرة على الحوثيين.