المتداول: صور أخرى تظهر، وفقاً للمزاعم، "القصف الاميركي والبريطاني على مواقع عسكرية للحوثيين في اليمن".
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: هذه الصور قديمة، ولها سياق مختلف تماماً. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
تزامن نشر هذه الصور مع شنّ الولايات المتحدة وبريطانيا، فجر الجمعة 12 كانون الثاني 2024، ضربات على أهداف في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن، بعد استهدافهم على مدار أسابيع سفنا تجارية في البحر الأحمر تضامنا مع قطاع غزة الذي يشهد حربا مع إسرائيل، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس" (هنا).
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنّ الولايات المتحدة وبريطانيا وجّهتا "بنجاح" ضربات للمتمرّدين المدعومين من إيران، ردا على هجماتهم على سفن في البحر الأحمر، فيما أكد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن الضربات كانت "ضروريّة" و"متناسبة".
أكد الحوثيون بدورهم أن "لا مبرر" للضربات متعهّدين مواصلة الهجمات على السفن المرتبطة بإسرائيل. وأعلنوا أن الضربات الجوية الأميركية والبريطانية اسفرت عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة ستة بجروح.
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع "أدتِ الغاراتُ إلى ارتقاءِ خمسةِ شهداءَ وإصابةِ ستةٍ آخرينَ من أبناءِ قواتِنا المسلحة".
ومساء الاحد 14 منه، أعلن الحوثيون أن غارات أميركية بريطانية جديدة استهدفت محافظة الحديدة في غرب اليمن، لكنّ مسؤولًا أميركيًا نفى الأمر (هنا).
الا ان الصور المتناقلة لا علاقة لها بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
* الصورة 1-
يبين البحث العكسي انها قديمة، اذ تعود الى ايار 2015. وشرحت معها وكالة "رويترز" (هنا)، ناشرتها، انها تظهر "غارة جوية على موقع عسكري تسيطر عليه جماعة الحوثي في العاصمة اليمنية صنعاء، في 12 ايار 2015".
في ذلك اليوم، بدأ سريان هدنة إنسانية في اليمن لمدة خمسة أيام. ولم تكد تمر ساعة على بدء سريان الهدنة، حتى اتهمت مصادر في قيادة "اللجان الشعبية" في محافظة تعز الجنوبية الحوثيين بقصف حييْن في مدينة تعز، وفقا لتقارير اعلامية (هنا). غير أن وسائل إعلام تابعة للحوثيين نفت خرق الهدنة الإنسانية، وقالت إن "مقاتلين من داعش هاجموا مواقع تابعة للحوثيين وسط تعز بعد بدء سريان الهدنة."
وخلال الأربع والعشرين ساعة السابقة على بدء سريان الهدنة، كثفت طائرات التحالف قصفها لما وصف بمواقع عسكرية مخازن أسلحة تابعة للحوثيين في العاصمة صنعاء (هنا، هنا، هنا، هنا...).
* الصورة 2-
على غرار الصورة السابقة، هذه اللقطة قديمة، اذ تعود الى 30 آذار 2015، وفقا لما تداولته مواقع اخبارية عالمية، نقلا عن وكالة الصور الأوروبية EPA (هنا، هنا، هنا...).
وشرحت صحيفة "نيويورك تايمس" مع الصورة ان "الضربات الجوية التي نفذها التحالف الذي تقوده السعودية، أصابت يوم الاثنين 30 آذار 2015، مستودعا لتخزين الأسلحة في صنعاء باليمن، وهي المدينة التي تسيطر عليها حركة الحوثي المدعومة من إيران".
في ذلك اليوم شنّ طيران التحالف الذي تقوده السعودية غارات جديدة على مواقع الحوثيين وحلفائهم في اليوم الخامس لانطلاق عملية "عاصفة الحزم" في اليمن، بحسب ناطق باسم التحالف (هنا، هنا...).
وقد تعرضت العاصمة اليمنية صنعاء قبل فجر الثلثاء 31 آذار 2015 لاعنف غارات جوية منذ بدء عمليات القصف التي يشنها التحالف على مواقع الحوثيين. وقد ركزت هذه الغارات الشديدة العنف على مواقع الحرس الجمهوري قوات النخبة في الجيش التي بقيت موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي اصبح اليوم حليفا للحوثيين (هنا).
* الصورة 3-
هذه الصورة ايضا قديمة. وما يشاهد فيها هو "مستودع نفط تابع لشركة أرامكو بالقرب من الحلبة، وهو مشتعل بعد هجوم للحوثيين، خلال سباق الجائزة الكبرى للفورمولا 1 في المملكة العربية السعودية في حلبة كورنيش جدة بجدة في 25 آذار 2022"، وفقا لما تم توثيقها في موقع ألامي Alamy لتخزين الصور (هنا، هنا).
ونشرت وكالة Getty Images صورة مماثلة في ذلك اليوم (هنا).
يومذاك، شنّ الحوثيون سلسلة هجمات على السعودية، تسببت إحداها باندلاع حريق هائل في منشأة نفطية تابعة لشركة أرامكو في مدينة جدة. وقالوا في بيان إنهم شنوا ما مجموعه 16 هجوما. وقال يحيى سريع، المتحدث باسمهم "استهداف أرامكو جيزان ونجران بأعدادٍ كبيرةٍ من الطائرات المسيرة واستهداف أهدافٍ حيويةٍ وهامةٍ في مناطق جيزان وظهران الجنوب وأبها وخميس مشيط بإعدادٍ كبيرةٍ من الصواريخ البالستية" (هنا).
ورغم هذه الهجمات الحوثية، أكّد منظّمو بطولة العالم لسباقات فورمولا 1 والاتحاد الدولي للسيارات (فيا)، السبت 26 آذار 2022، عزمهما استمرار عقد سباق جائزة السعودية الكبرى، الجولة الثانية من بطولة 2022 (هنا، هنا).
* الصورة 4 -
على غرار الصور السابقة، هذه اللقطة قديمة، اذ سبق ان نشرتها مواقع اخبارية في 6-7 كانون الاول 2021، بكونها تظهر حريقا في محيط مرفأ اللاذقية غرب سوريا من جراء قصف إسرائيلي عليه (هنا، هنا، هنا...).
وقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قصفا جويا إسرائيليا استهدف فجر الثلثاء 7 كانون الاول 2021 "شحنة أسلحة إيرانية" مخزنة في ساحة الحاويات في مرفأ اللاذقية في غرب سوريا، في أول استهداف من نوعه للمرفق الحيوي في البلاد منذ اندلاع النزاع.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" فجرا عن مصدر عسكري إنه "حوالي الساعة 1,23 من فجر الثلثاء (23,23 ت غ) نفذ العدو الإسرائيلي عدوانا جويا بصواريخ عدة من اتجاه البحر المتوسط جنوب غرب اللاذقية، مستهدفا ساحة الحاويات في ميناء اللاذقية التجاري" (هنا، هنا).
وأدى القصف وفق المصدر ذاته إلى "اشتعال عدد من الحاويات التجارية" من دون وقوع خسائر بشرية (هنا، هنا).