المتداول: صور تظهر، وفقاً للمزاعم، "الجنود الاميركيين الذين قتلوا في هجوم على قاعدة في الاردن" امس الاحد 28 كانون الثاني 2024.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الصور قديمة، ونشرها الجيش الأميركي في 6 تشرين الثاني 2016، بكونها تعود لثلاثة عسكريين أميركيين قُتلوا بالرصاص عند بوابة قاعدة الأمير فيصل الجوية في الجفر جنوب الأردن، الجمعة 4 منه. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
الصورة مركبة، تجمع ثلاثة عسكريين. وقد تكثّف التشارك فيها، خلال الساعات الماضية، عبر حسابات ارفقتها بالمزاعم الآتية: "عاجل الجيش الأمريكي ينشر صور الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في القاعدة الأمريكية بالأردن".
- هجوم بطائرة مسيّرة على قوات أميركية في الأردن -
جاء تداول الصور في وقت تعهّد الرئيس الأميركي جو بايدن الردّ بعد هجوم بطائرة مسيّرة، أمس الأحد 28 كانون الثاني 2024، أدّى إلى مقتل ثلاثة عسكريين أميركيين في قاعدة في الأردن قرب الحدود السورية، متهما فصائل مدعومة من إيران بالوقوف وراء الهجوم، وفقا لما أوردت وكالة "فرانس برس" (هنا).
وأعلنت "المقاومة الإسلامية في العراق" المؤلفة من فصائل مدعومة من إيران أنها نفّذت هجمات "بطائرات مسيرة" فجر الأحد، استهدفت ثلاث قواعد في الأراضي السورية، بينها قاعدتا التنف والركبان القريبتان من الحدود مع الأردن، مشيرة الى أن الهجمات تأتي في إطار مقاومة "الاحتلال الأميركي في العراق والمنطقة"، و"رد على مجازر" إسرائيل في قطاع غزة.
وقالت واشنطن إن الهجوم تسبّب بمقتل ثلاثة جنود وجرح 34 آخرين على الأقل، وقد طال "برج 22" في شمال شرق الأردن، وهو قاعدة لوجستية يقع قبالة منطقة الركبان السورية.
ويضم "تاور 22" (برج 22) نحو 350 عسكريًّا من سلاحَي البرّ والجوّ الأميركيَّيْن ينفّذون مهمّات دعم لقوّات التحالف ضدّ تنظيم الدولة الإسلاميّة.
وهي المرة الأولى التي يقتل فيها جنود أميركيون في المنطقة منذ بدء الحرب في قطاع غزة قبل حوالى أربعة أشهر.
الا ان الصور المتناقلة لا علاقة لها بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي عنها يوصلنا اليها منشورة في موقع الجيش الأميركي (هنا) ومواقع اخبارية، لا سيما أميركية (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...) في 6 تشرين الثاني 2016 (هنا، وهنا ايضا)، بكونها تظهر ثلاثة جنود اميركيين من مجموعة القوات الخاصة الخامسة قُتلوا في الاردن في 4 تشرين الثاني 2016.
وعرّف بهم الجيش الاميركي (هنا) بأنّهم الرقيب ماثيو سي. لويلين Sgt. Matthew C. Lewellen (27 عاما)، الرقيب كيفن جيه ماكنرو Sgt. Kevin J. McEnroe (30 عاما)، والرقيب جيمس إف موريارتي Sgt. James F. Moriarty (27 عاما).
ونشاهد لويلين في الصورة ادناه الى اليسار، وماكنرو في الوسط، وموريارتي الى اليمين.
الجمعة 4 تشرين الثاني 2016، قُتل العسكريون الأميركيون الثلاثة بالرصاص عند بوابة قاعدة الأمير فيصل الجوية في الجفر جنوب الأردن، وذلك "إثر تبادل لإطلاق النار مع حراس القاعدة بعد امتناع سيارتهم عن التوقف طبقا لأوامر الحرس عند البوابة"، وفقا لما ذكرت تقارير اعلامية.
وأفاد مسؤول أميركي يومذاك بأن "الجنود كانوا في سيارات اقتربت من مدخل قاعدة للتدريب العسكري، فتعرضوا لإطلاق نار من أسلحة (...). ونعمل مع الحكومة الأردنية لجمع تفاصيل إضافية حول ما حدث" (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا).
وكان مصدر عسكري أردني قال في وقت سابق إن مدربين عسكريين أميركيين قتلوا بالرصاص في الأردن الجمعة بعدما فتحت قوات الأمن الأردنية النار عليهما اثر امتناع سيارتهم عن التوقف عند بوابة قاعدة عسكرية.
وقال المصدر العسكري "كان هناك تبادل لإطلاق النار عند مدخل القاعدة بعد محاولة عربة المدربين الدخول من البوابة من دون الالتفات لأوامر الحراس بالتوقف."
ونقل بيان للجيش الأردني عن مصدر عسكري مسؤول قوله إن "إطلاقا متبادلا للنار وقع صباح الجمعة عند بوابة قاعدة الأمير فيصل الجوية في الجفر (جنوب) إثر محاولة سيارة مدربين الدخول من بوابة القاعدة".
في 17 تموز 2017، أصدرت محكمة أمن الدولة الأردنية حكما بالسجن مدى الحياة مع الأشغال الشاقة على جندي اردني لاتهامه بقتل العسكريين الاميركيين الثلاثة (هنا، هنا، هنا...).
ودانت المحكمة الجندي معارك التوايهة البالغ 39 عاما بتهمة "القتل القصد الواقع على اكثر من شخص خلافا لاحكام قانون العقوبات". كذلك جرمته بجنحة مخالفة الأوامر والتعليمات العسكرية.
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصور المتناقلة تظهر "الجنود الاميركيين الذين قُتلوا في هجوم على قاعدة في الاردن" امس الاحد 28 كانون الثاني 2014. في الواقع، الصور قديمة، ونشرها الجيش الأميركي في 6 تشرين الثاني 2016، بكونها تعود لثلاثة عسكريين أميركيين قُتلوا بالرصاص عند بوابة قاعدة الأمير فيصل الجوية في الجفر جنوب الأردن، الجمعة 4 منه.