المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "موقع الجنة، وقد التقطتها وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) بواسطة تلسكوب".
الا أنّ هذا الزعم لا اساس له.
الحقيقة: مصدر الصورة والخبر هو موقع ويكلي وورلد نيوز Weekly World News المعروف بنشره اخبارا خيالية وساخرة، بإقرار منه. ووكالة ناسا لم تلتقط هذه الصورة ولم تنشرها. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
ضجة في وسائل التواصل الجتماعي بسبب صورة تظهر جسما مشعا على خلفية سوداء. وقد تكثف التشارك فيها أخيرا، عبر حسابات، عربية وأجنبية، ارفقتها بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "وكالة ناسا تدعي انها وجدت مكان الجنة وصورتها بواسطة التلسكوب"، وايضا "موظف من ناسا سرب صور التقطها تليسكوب جيمس ويب للجنة".
- حقيقة الصورة والخبر -
الا ان هذه المزاعم غير صحيحة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي عن الصورة يوصلنا الى مصدرها الأصلي، موقع ويكلي وورلد نيوز Weekly World News، الذي نشرها ضمن تقرير (هنا) في 10 ايلول 2009، بعنوان: NEW HUBBLE IMAGES، اي الصور الجديدة لهابل.
وزعم الموقع في مقالته انه "رغم الإصلاحات الجديدة لتلسكوب هابل، فأن ناسا ترفض نشر صور قديمة أو التقاط صور جديدة للجنة. عام 1994، تم تسريب صورة سرية للغاية التقطها تلسكوب هابل الفضائي إلى أحد الباحثين، ويُفترض أنها تظهر الجنة. وكانت ويكلي وورلد نيوز أول من طبع الصورة ونشر تقريرا عن النتائج التي توصلت إليها الدكتورة ماسون. لكن رغم التغطية الإعلامية، رفضت وكالة ناسا الاعتراف بوجود الصورة".
وبعنوان فرعي: "تم تصوير الجنة بواسطة تلسكوب هابل- 8 شباط 1994"، ادعى الموقع انه "بعد أيام فقط من إصلاح رواد مكوك الفضاء تلسكوب هابل الفضائي في منتصف شهر كانون الاول، ركزت العدسة العملاقة على مجموعة نجوم على حافة الكون - وصورت الجنة. وهذه كانت كلمات المؤلفة والباحثة مارسيا ماسون، التي نقلت عن مصادر مطلعة في ناسا إن التلسكوب أرسل مئات الصور إلى مركز القيادة في مركز غودارد لرحلات الفضاء في غرينبيلت بولاية ماريلاند في 26 كانون الاول. وتظهر الصور بوضوح مدينة بيضاء شاسعة تطفو بشكل مخيف في سواد الفضاء".
و"نقلت الخبيرة عن مصادر في وكالة ناسا إن المدينة هي بالتأكيد الجنة لأن الحياة كما نعرفها لا يمكن أن توجد في الفضاء الجليدي الخالي من الهواء. وقالت الدكتور ماسون للصحافيين: هذا هو الدليل الذي كنا ننتظره...".
ايا يكن، تبقى هذه القصة برمتها غير جدية اطلاقا، مشكوك في صحتها، نظرا الى نوعية الاخبار التي ينشرها موقع ويكلي وورلد نيوز. فهو يقرّ، في شروط الاستخدام واخلاء المسؤولية (هنا)، بأنه "يستوحي مقالات من مصادر مختلفة، بعضها وهمي أو ساخر. ويستخدم أسماء مخترعة في بعض القصص، باستثناء الحالات التي يتم فيها السخرية من شخصيات عامة. وأي استخدام آخر للأسماء الحقيقية هو عرضي ومحض الصدفة. وينبغي للقارئ أن يترك عدم اليقين من أجل الاستمتاع"، معلنا أن "الاخطار المتعلقة بجودة أي مادة ودقتها وكفايتها واكتمالها وصحتها وصلاحيتها تقع على عاتقكم".
وإقرار الموقع يعني أننا أمام مقالة مفبركة، مخترعة، خيالية.
في الواقع، لا اثر للصورة وللمعلومات التي يدعيها ويكلي وورلد نيوز في موقع ناسا (هنا) واي وكالات انباء عالمية ومواقع اخبارية، لا سيما علمية، ذات شأن وصدقية. والبحث عن اسم الدكتورة مارسيا ماسون Marcia Masson الذي زعم الموقع انه استند اليها في المقالة، يقود الى نتيجة سلبية.
كذلك، لا نجد في ارشيف صور تلسكوب "هابل" صورا التقطها في 26 كانون الاول 1993 (هنا) (التاريخ الذي زعمته المقالة الخيالية).
في المقابل، التقط "هابل" بالفعل صورا فضائية حقيقية، لا سيما في 29 منه، تركز على "سديم الجبار"، وهي لا تشبه بشيء الصورة المتناقلة (هنا، هنا، هنا). وهنا ايضا صورة لقلب المجرة M100 التقطها في 31 كانون الاول 1993.
حسم آخر للموضوع. فقد أكدت كلير أندريولي، المتحدثة باسم وكالة ناسا، لموقع USA TODAY (هنا)، أن الصورة لم تلتقطها ناسا، مشيرة الى أنها "عمل فني".
ملاحظة: يشبه الجسم الظاهر في الصورة المتناقلة ما تظهره صور فنية عدة لما سمي "سفينة فصائية في حرب النجوم"، وفقاً لنتائج يضعها أمامنا غوغل لنس (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر "موقع الجنة، وقد التقطتها وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) بواسطة تلسكوب". في الواقع، مصدر الصورة والخبر هو موقع ويكلي وورلد نيوز Weekly World News المعروف بنشره اخبارا خيالية وساخرة، بإقرار منه. ووكالة ناسا لم تلتقط هذه الصورة ولم تنشرها.
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
