النهار

"الصورة الأخيرة للمعارض الروسي أليكسي نافالني في السجن قبل وفاته"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
هالة حمصي
المصدر: النهار
"الصورة الأخيرة للمعارض الروسي أليكسي نافالني في السجن قبل وفاته"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
الصورة المتداولة بالمزاعم الخاطئة (اكس).
A+   A-
المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "الظهور الأخير للمعارض الروسي اليكسي نافالني في السجن قبل وفاته". 
 
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح. 
 
الحقيقة: الصورة قديمة، اذ تعود الى 10 كانون الثاني 2024. وبدا فيها نافالني في أول ظهور له، عبر رابط فيديو، من مستعمرة آي كيه-3 الجزائية في منطقة يامال-نينيتس، على بعد حوالي 1900 كيلومتر شمال شرق موسكو. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
ما القصة؟ 
الصورة تظهر المعارض الروسي اليكسي نافالني مبتسما بينما كان يقف وراء نافذة مسيجة. وقد تكثف التشارك فيها أخيرا عبر حسابات ارفقتها بالمزاعم الآتية: "الصورة الأخيرة لنافالني في السجن قبل وفاته".  
 
 
 
 - وفاة نافالني في سجنه بالقطب الشمالي -
تزامن انتشار الصورة مع اعلان وفاة المعارض الروسي الأبرز والعدوّ الأوّل للكرملين أليكسي نافالني، الجمعة 16 شباط 2024، في سجن الدائرة القطبيّة الشماليّة، قبل شهر من الاستحقاق الرئاسي الذي سيُرسّخ حكم فلاديمير بوتين أكثر، وفقا لما ذكرت وكالة فرانس برس (هنا). 
 
وأكّدت زوجة نافالني، الجمعة، بعد وفاته، ضرورة "معاقبة" بوتين و"محاسبته شخصيًّا على الفظائع" التي ارتكبت بحقّ المعارض الروسي.
 
ولم تقدّم السلطات الروسيّة أيّ تفاصيل تقريبا عن ظروف وفاة نافالني، وأصدرت بيانا مقتضبا للتأكيد أنّها فعلت كلّ شيء لإنعاش هذا الرجل الهزيل الذي تراجعت صحّته بسبب تسميمه وسجنه، بعد شعوره بالإعياء.

وأفادت سلطات السجون لمنطقة يامال في القطب الشمالي في بيان بأنّه "في 16 شباط 2024 شعر السجين نافالني أ.أ. بوعكة بعد نزهة، وفقد الوعي بشكل شبه فوري". وأضافت "كلّ إجراءات الإنعاش اتُخذت، لكنّها لم تُعطِ نتائج إيجابيّة".

وقد حمّل الغرب روسيا مسؤولية وفاة نافالني. 
 
- حقيقة الصورة - 
الا ان الصورة المتناقلة ليست الأخيرة لنافالني قبل وفاته، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها. 
 
فالبحث العكسي عنها يوصلنا اليها منشورة في مواقع اخبارية عدة، لا سيما ناطقة بالروسية، في 10 كانون الثاني 2024 (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، وذلك نقلا عن الوسيلة الاعلامية الروسية المستقلة Mediazona، التي نشرتها مع مجموعة أخرى من الصور، في التاريخ ذاته (هنا، وهنا ايضا)، بكونها تعود "للظهور الاول لنافالني من مستعمرته شديدة الحراسة في أقصى شمال روسيا"، على ما كتبت، مشيرة الى ان "نافالني مثل في ذلك اليوم أمام المحكمة عبر الفيديو. وكان يقاضي إدارة السجن احتجاجا على العقوبات التأديبية بحقه والظروف القاسية" في سجنه. 
 
تصوير: الكسندرا أستاخوفا Alexandra Astakhova. 
 
 
 
وذكرت Mediazona ان "ظهور نافالني في ذلك اليوم، عبر رابط فيديو، حصل خلال جلسة استماع في محكمة مدينة كوفروف بمنطقة فلاديمير، وذلك للمرة الأولى منذ مطلع كانون الاول 2023، عندما تمّ نقل المعارض إلى مستعمرة خاصة بالنظام في يامال".
 
وبدا نافالني في حالة معنوية جيدة خلال حديثه الى الصحافيين، عبر رابط فيديو، من مستعمرة آي كيه-3 الجزائية في منطقة يامال-نينيتس، على بعد حوالي 1900 كيلومتر شمال شرق موسكو (هنا، هنا).
 
 
وفي جلسة الاستماع تلك في كوفروف، في 10 كانون الثاني 2024، "كانت المحكمة تنظر في دعوى قضائية رفعها نافالني ضد المستعمرة الإصلاحية الرقم 6، حيث تم احتجازه منذ حزيران 2022. وخلال هذا الوقت، تم إرساله إلى زنزانة العقاب 23 مرة".
 
اعتباراً من 6 كانون الأول 2023، لم يعد نافالني مدرجاً في جلسات المحكمة من المستعمرة، ولم يتم إخبار فريق الدفاع وأقاربه بمكان وجوده لمدة 20 يوما تقريبا، وفقا لموقع Mediazona. وأعلن محامو نافالني، الاثنين 11 منه، أنهم فقدوا الاتصال به. وقالت المتحدثة باسمه كيرا يارميش إن المحامين قاموا بمحاولات عدة للوصول إلى مستعمرتين جزائيتين يُعتقد أن نافالني، الذي يعاني من مشاكل صحية خطيرة، موجود فيهما.
 
وأضافت أنهم أُبلغوا أن نافالني لم يكن في مستعمرتي IK-6 أو IK-7 العقابيتين (هنا)، ليتبين لاحقا انه "نقل تم نقله إلى مستعمرة آي كيه-3 IK-3 العقابية في خارب بمنطقة يامالو- نينيتس، على بعد حوالي 1900 كيلومتر شمال شرق موسكو (هنا ايضا).
 
- اللقطات الأخيرة لنافالني -
تعود الى 15 شباط 2024، اي قبل يوم من إعلان السلطات الروسية وفاته. وتظهره  خلال مثوله أمام المحكمة عبر رابط فيديو. وقد اشتكى من الغرامات المتكررة التي كان عليه دفعها، وطلب من القاضي أن يرسل اليه بعض المال "لأن أموالي تنفد بفضل قراراتك" (هنا، هنا، هنا، هنا...).
 
 
 
وقبل هذا الظهور الأخير، قالت والدة نافالني إن ابنها كان "على قيد الحياة وبصحة جيدة وسعيدا"، عندما رأته آخر مرة الاثنين 12شباط. وكتبت ليودميلا نافالنايا في منشور على فايسبوك الجمعة "لا أريد أن أسمع أي تعاز. لقد رأيناه في السجن يوم 12 شباط. كان على قيد الحياة وبصحة جيدة وسعيدا" (هنا).
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تعود "لآخر ظهور للمعارض الروسي اليكسي نافالني في السجن قبل وفاته". في الواقع، الصورة قديمة، اذ تعود الى 10 كانون الثاني 2024. وبدا فيها نافالني في أول ظهور له، عبر رابط فيديو، من مستعمرة آي كيه-3 الجزائية في منطقة يامال- نينيتس، على بعد حوالي 1900 كيلومتر شمال شرق موسكو. 
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium