المتداول: صورة تظهر، وفقا للمزاعم، "السفينة البريطانية روبيمار التي استهدفها الحوثيون اليمنيون في خليج عدن بعدد من الصواريخ" أخيرا.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الصورة قديمة، اذ تعود الى 21 نيسان 2010. وتظهر قوراب اطفاء تحاول اخماد حريق اندلع في المنصة النفطية ديب ووتر هورايزون في خليج المكسيك، اثر انفجار فيها.FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
الصورة تظهر النار مشتعلة بجسم كبير في عرض البحر، فيما وجهت اليه قوارب خراطيمها في محاولة لإطفائها. وقد تكثف التشارك في الصورة أخيرا عبر حسابات ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "صورة السفينة البريطانية "روبيمار" التي استهدفتها القوات المسلحة اليمنية في خليج عدن بعدد من الصواريخ البحرية".
- استهداف سفينة بريطانية -
جاء تداول المشاهد في وقت أعلن الحوثيون اليمنيون، الاثنين 19 شباط 2024، استهداف سفينة بريطانية في خليج عدن بصواريخ بحرية، بعدما أفادت شركة "أمبري" للأمن البحري ليلًا عن تعرّض سفينة مسجّلة في بريطانيا لهجوم في المنطقة، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وجاء في بيان تلاه المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع "نفذتِ القواتُ البحريةُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ... عمليةً عسكريةً نوعية، استهدفتْ سفينةً بريطانيةً في خليجِ عدن "RUBYMAR"، وذلكَ بعددٍ من الصواريخِ البحريةِ المناسبةِ"، وذلك "انتصاراً للشعبِ الفلسطينيِّ في قطاعِ غزةَ... وضمنَ الردِّ على العدوانِ الأميركيِّ البريطانيِّ على بلدِنا".
منذ 19 تشرين الثاني، ينفّذ الحوثيون المدعومون من إيران، هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، ويقولون إن ذلك يأتي دعمًا لقطاع غزة الذي يشهد حربًا بين حركة حماس وإسرائيل منذ السابع من تشرين الأول.
- حقيقة الصورة -
الا ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بهذه التطورات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي عنها يوصلنا الى وكالة Getty Images، التي نشرتها في 21 نيسان 2010 (هنا، هنا)، مع شرح انها تظهر "قوارب الإطفاء تكافح النيران في منصة النفط البحرية ديب ووتر هورايزون Deepwater Horizon في 21 نيسان 2010".
واضافت: "وثّقت مروحية إنقاذ MH-65C تابعة لخفر السواحل الحريق على متن وحدة الحفر البحرية المتنقلة ديب ووتر هورايزون، خلال البحث عن ناجين في ذلك اليوم. واستجابت مروحيات وطائرات وقواطع عدة تابعة لخفر السواحل لإنقاذ طاقم ديب ووتر هورايزون المكون من 126 شخصا".
تصوير: ضابط الصف الثالث توم أتكيسون Tom Atkeson/ خدمة تريبيون الإخبارية عبر Getty Images (هنا ايضا).
وقد غرقت المنصة النفطية ديب ووتر هورايزون في خليج المكسيك الخميس 22 نيسان 2010، بعد 48 ساعة على انفجار اصابها باضرار جسيمة واوقع اربع اصابات خطرة، واعتبر احد عشر شخصا في عداد المفقودين، ما ادى الى الخشية من حصول كارثة بيئية، على ما اعلن حرس السواحل لوكالة فرانس برس يومذاك (هنا).
وكان 126 شخصا على المنصة لحظة الانفجار الذي وقع الثلثاء 20 منه عند الساعة 22,00 بالتوقيت المحلي (03,00 ت غ الاربعاء) على بعد نحو 70 كلم من السواحل قبالة نيواورلينز في لويزيانا (جنوب). وتمكن 115 ناجيا من الوصول الى الساحل ولقاء عائلاتهم (هنا ايضا).
وتسبب انفجار المنصة وغرقها بقذف نحو ألف برميل من النفط يوميا من بئر متضررة على عمق حوالي 1.5 كيلومترا تحت سطح البحر في خليج المكسيك. وأعلنت شركة النفط البريطانية (بي بي) أن سفنا وغوَّاصات تابعة لها وتعمل بالإنسان الآلي (الروبوت) تُستخدم لإيقاف توسع رقعة التسرب النفطي الهائل الذي يتدفق بسرعة كبيرة من البئر (هنا).
وأعلنت المتحدثة باسم شركة بريتش بيتروليوم البريطانية شيلا ويليامز، الجمعة 30 منه، ان مجموعتها التي تستثمر منصة التنقيب، تتحمل "كامل المسؤولية عن (تسرب) بقعة النفط". واكدت ان المجموعة ستدفع تعويضات للاشخاص الذين تضرروا بفعل تسرب البقعة النفطية بعد تقديمهم "شكاوى قانونية" (هنا).
وكانت المنصة تحتوي على 2,6 مليوني ليتر من النفط وتستخرج قرابة ال1,27 مليون ليتر في اليوم.
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر "السفينة البريطانية روبيمار التي استهدفها الحوثيون اليمنيون في خليج عدن بعدد من الصواريخ" أخيرا. في الواقع، الصورة قديمة، اذ تعود الى 21 نيسان 2010. وتظهر قوراب اطفاء تحاول اخماد حريق اندلع في المنصة النفطية ديب ووتر هورايزون في خليج المكسيك، اثر انفجار فيها.
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.