النهار

المنشورات المتداولة عن "الطيور الأبابيل" تنطوي على أخطاء علميّة ومغالطات دينيّة FactCheck#
المصدر: خدمة تقصي صحة الأخبار- ا ف ب
المنشورات المتداولة عن "الطيور الأبابيل" تنطوي على أخطاء علميّة ومغالطات دينيّة FactCheck#
(AFP / JUAN MABROMATA)
A+   A-
تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربيّة صوراً زعم ناشروها أنّها تُظهر "الطير الأبابيل" التي ورد ذكرها في القرآن، كعقاب إلهي لجيش حبشيّ أراد هدم الكعبة قبيل ظهور الإسلام. وقالت المنشورات إنّ هذه الطيور لها خاصيات تجعلها خارج تصنيفات الطيور الأخرى الموجودة في العالم. لكن هذا الادّعاء ينطوي على أخطاء علميّة ومغالطات دينيّة في آن واحد.
 
يتضمن المنشور صوراً لطائر صغير داكن اللون. وجاء في التعليقات المرفقة أن هذا الطير هو "الطير الأبابيل" الوارد ذكره في سورة "الفيل" في القرآن.
 
ويستعيد القرآن في هذه السورة ما يبدو أنّها قصّة معروفة في الثقافة المحليّة في الجزيرة العربيّة آنذاك عن جيش حبشي اجتاح بلاد العرب قبيل ظهور الإسلام وحاول بالاستعانة بفيل هدم الكعبة في مكّة، التي كانت مركزاً اقتصادياً منافساً لبلاده.

وبحسب القصّة، أمطرت طيور "أبابيل" حجارة على الجيش فتشتّت وحُميت الكعبة، وهي مقدّسة عند العرب من قبل الدعوة المحمّديّة على أنّها من إرث النبيّ إبراهيم.
 

 
وأضافت المنشورات أن الطير الذي ذكره القرآن هو نفسه الظاهر في الصور، وأنّه طير ليس كباقي الطيور، ولا يُحسب على فئة الطيور"، وأنّه "نادر الظهور"، وأن "قوائمه طويلة ومخالبه كبيرة بما لا تتناسب مع حجمه".
 
ويندرج هذا المنشور في سياق المنشورات التي تدّعي اكتشاف حقائق علميّة مؤيّدة لنصوص دينية، أو التي تثير مشاعر إيمانيّة تجذب التفاعلات على الصفحات والحسابات الناشرة لها.

لكن كلمة "أبابيل" ليست اسماً لنوع من الطيور، وما ورد في المنشورات عن الطير الظاهر في الصورة يحتوي على أخطاء علميّة.

ثلاثة أخطاء علميّة في المنشور
الطير الظاهر في الصور المتداولة ليس نادر الظهور، وليس خارج التصنيفات، وليست لديه قوائم ومخالب غير متناسبة مع حجمه، بحسب الخبراء.

وقالت الأستاذة الجامعيّة المصريّة بسمة شتا المتخصّصة في علم الحيوان لوكالة فرانس برس إن الطير الظاهر في الصور "هو طائر شائع يُطلق عليه اسم Swift، وهو ضمن طائفة من الطيور من رتبة السماميات Apodiformes"، ولا صحّة بالتالي لما قيل عن إنّه خارج التصنيفات العلميّة أو إنّه نادر الظهور.

وردّاً على ما قيل في المنشور إن قوائم الطير ومخالبه لا تتناسب مع حجمه، قالت بسمة شتا، المتخصّصة تحديداً في إيكولوجيا الطيور "قوائم الطير، بعكس ما يدّعي المنشور، قصيرة جدًا. أما المخالب الكبيرة فوظيفتها مساعدته على التشبث بالأسطح العمودية".

وأضافت الباحثة الحاصلة على درجة دكتوراه من جامعة دمياط "هذا الطائر لا يُصنّف ضمن الطيور النادرة أو المهددة بالانقراض".

"استخدام الدين لحصد تفاعلات"
وفي حديث إلى خدمة تفصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، أعرب أستاذ التفسير وعلوم القرآن في جامعة الأزهر عرفات عثمان عن أسفه لوجود "منشورات عديدة تستخدم الدين لجني تفاعلات" على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال "كل تفاسير القرآن لم تُحدّد شكل الطائر المقصود في السورة، واتفّقت جميعها على أنّ معنى كلمة أبابيل هو جماعة الطير التي تتبع بعضها وتأتي من نواح شتّى".

وتساءل "كيف عرف أصحاب المنشور نوع الطائر والقرآن لم يذكره؟ ما هو مصدرهم؟".

خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة، وكالة فرانس برس
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium