المتداول: صورتان تظهران، وفقاً للمزاعم، "سلاح ردع حوثيا جديدا سيغيّر المعادلة في الايام المقبلة"، في وقت يشهد البحر الأحمر توترا على خلفية هجمات الحوثيين اليمنيين.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الصورتان قديمتان، ولهما سياق مختلف. الأولى تظهر طوربيدات روسية حرارية، وفقا لما تم تداوله. والأخرى تعود لتدشين خط الانتاج الواسع لطوربيد والفجر الايراني المتطور في 13 تشرين الاول 2015. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
جاء تداول الصورتين في وقت أعلنت الولايات المتّحدة أنّ قواتها دمّرت، الإثنين 26 شباط 2024، في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن ثلاثة زوارق مسيّرة مفخّخة وصاروخي كروز بحريّين وطائرة مسيّرة مفخّخة لتشكيلها "تهديداً وشيكاً" على الملاحة في البحر الأحمر، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وأعلن الحوثيون سقوط أول قتيل مدني في اليمن من جراء غارات أميركية بريطانية على مناطق سيطرتهم، بعد أحدث جولة ضربات ليل السبت الأحد. ونقلت وكالة أنباء "سبأ نت" التابعة للحوثيين بيانًا لوزارة الصحة في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليًا، جاء فيه أن "غارات العدوان الأميركي- البريطاني على مديرية مقبنة في محافظة تعز أدت إلى استشهاد مواطن وإصابة ستة آخرين"، مشيرةً إلى أن "مواطنين اثنين أُصيبا" بجروح في العاصمة صنعاء.
ومنذ 19 تشرين الثاني، ينفّذ الحوثيون المدعومون من إيران، هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، ويقولون إن ذلك يأتي دعمًا لقطاع غزة الذي يشهد حربًا بين حركة حماس وإسرائيل منذ السابع من تشرين الأول.
ومنذ 12 كانون الثاني، تشنّ القوّات الأميركيّة والبريطانيّة ضربات على مواقع تابعة للحوثيين داخل اليمن لمحاولة ردعهم.
- حقيقة الصورتين -
الا ان الصورتين المتناقلتين لا علاقة لهما بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتهما.
* الصورة 1-
يبيّن البحث العكسي عنها انها منشورة في مواقع ابتداء من عام 2018 (هنا، هنا، هنا...)، ضمن تقرير عن "الطوربيدات الروسية الحرارية"، واهميتها "كأسلحة فعالة للغواصات البحرية".
ووفقا لموقع Defensa (هنا)، الذي ذكر ان مقالته نُشِرت في مجلة Defensa الرائدة، العدد 469 في ايار 2017، فإن "معهد البحث العلمي الروسي للتقنية الحرارية البحرية صمّم طوربيدات UGST وMTT المجهزة بمحركات حرارية وعرضها".
وشرح أن "طوربيد UGST الموجه في أعماق البحار، عيار 53 سنتم (21 بوصة)، يمكن استخدامه انطلاقا من الغواصات والسفن على سطح الماء. وهو مخصص لمهاجمة الغواصات والسفن بمختلف فئاتها، والتي تتحرك بسرعة عالية، وكذلك ضد المنشآت البحرية الساحلية والثابتة".
و"الطوربيد الحراري الصغير MTT عيار 324 ملم (12.8 بوصة)، فهو مخصص للهجوم على الغواصات ويمكن استخدامه من السفن في حاويات الشحن ومن أنابيب الغواصات، فضلاً عن كونه جزءا من نظام القتال الصاروخي المضاد للسفن".
* الصورة 2-
على غرار السابقة، فإن هذه الصورة قديمة ايضا، اذ نشرتها وكالات انباء ايرانية في 13 تشرين الاول 2015 (هنا، هنا، هنا، هنا)، ضمن مجموعة أخرى من الصور، مع شرح انه "تم اليوم، الثلثاء 13 تشرين الاول 2015، تدشين خط الانتاج الواسع لطوربيد "والفجر" المتطور في منظمة الصناعات البحرية التابعة للوزارة الدفاع، في حضور وزير الدفاع واسناد القوات المسلحة العميد حسين دهقان، وقائد القوة البحرية لجيش الجمهورية الاسلامية الايرانية الاميرال حبيب الله سياري".
و"طوربيد والفجر تم تدشينه عام 2011، وله رأس حربي يزن 220 كيلوغراما، وقدرة تدمير القطعات البحرية الثقيلة"، وفقا لما ذكرت وكالة "تسنيم" الايرانية (هنا). ونقلت عن تقرير القسم الدفاعي إن "هذا الطوربيد المتطور يعتبر من اعقد الاسلحة البحرية، ويتم اطلاقه من الغواصات، وله القدرة العملانية في الظروف الجوية غير المستقرة والاستعمال في المياه الضحلة والعميقة. كذلك هو مزود بنظام امان وتسليح متطور".
واوضح وزير الدفاع العميد دهقان، في تصريح للصحافيين، ان "طوربيد والفجر يتميز بالذكاء والقدرة على الخداع والسرعة الكبيرة، وله رأس حربي بقدرة تفجير وتدمير عالية جدا، وعنصر المباغتة". وقال ان هذا الطوربيد قادر خلال بضعة ثوان على تدمير الاهداف والقطع البحرية الكبيرة بالكامل واغراقها".