المتداول: صورة "نادرة"، وفقا للوصف، بمزاعم انها تظهر "ثلاثة رواد أميركيين على القمر من دون خوذاتهم"، في اشارة الى ان هبوطهم على سطح القمر كان مجرد خدعة.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الصورة تظهر رواد فضاء أبولو 16، تشارلز إم. ديوك، جون دبليو يونغ، وتوماس ك. ماتينغلي الثاني، خلال تمرين تدريبي في مركز كينيدي للفضاء في فلوريدا، في 6 شباط 1972، استعدادا لمهمة الهبوط على سطح القمر. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
الصورة بالابيض والاسود. وتظهر ثلاثة رواد فضاء، اثنان منهم واقفين، وثالث جالس في مركبة. وكانوا جميعا من دون خوذاتهم. وقد تكثف التشارك فيها أخيرا، عبر حسابات ارفقتها بالمزاعم الآتية: "صورة نادرة لرواد الفضاء الثلاثة على القمر وهم يتنشقون الهواء من دون خوذاتهم".
- حقيقة الصورة -
الا ان هذا الزعم خاطئ، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث العكسي عن الصورة يوصلنا الى خيوط (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا)، تقودنا الى مصدرها الاصلي، وكالة الفضاء الاميركية (ناسا)، التي نشرتها (هنا، هنا) مع شرح انها تظهر "رواد فضاء أبولو 16 (من اليسار) طيار وحدة أبولو القمرية Lunar Module تشارلز إم. ديوك، القائد جون دبليو يونغ، وطيار وحدة القيادة توماس ك. ماتينغلي الثاني خلال تمرين تدريبي، استعدادا لمهمة الهبوط على سطح القمر".
تاريخ التقاط الصورة: 6 شباط 1972. المكان: مركز كينيدي للفضاء التابع لناسا في فلوريدا (هنا ايضا صورة للثلاثي، من زاوية أخرى، نشرتها ناسا خلال تدريبهم في المركز).
كذلك، نشر موقع خاص برائد الفضاء تشارلز ديوك الصورة (هنا)، ضمن القسم المخصص للتدريب Training، مع تعليق: "طاقم الرحلة بأكمله مع المركبة القمرية. أنا الشخص الجالس، جون يونغ في الوسط، وكين ماتينغلي الى اليمين".
في 16 شباط 1972، انطلقت رحلة أبولو 16، وعلى متنها رواد الفضاء الاميركيين الثلاثة (هنا). و"كانت لها ثلاثة أهداف رئيسية"، وفقا لناسا (هنا)، هي "فحص ومسح وأخذ عينات من المواد والميزات السطحية في موقع هبوط محدد في منطقة ديكارت. إجراء التجارب السطحية وتفعيلها. وإجراء تجارب في المركبة ومهمات تصويرية من مدار القمر. وشملت أهداف إضافية إجراء تجارب تتطلب انعدام الجاذبية والتقييم الهندسي للمركبات والمعدات الفضائية".
ورحلة أبولو 16 كانت الهبوط الخامس على سطح القمر بطاقم بشري. قد عاد الرواد الثلاثة الى الارض في 27 نيسان 1972.
وبرنامج أبولو Apollo "برنامج فضائي تابع لوكالة ناسا نتج منه ما مجموعه 11 رحلة فضائية هُبط خلال معظمها على سطح القمر"، وفقا لما ذكر موقع "ناسا بالعربي" (هنا). و"قد اختبرت الرحلات الأربع الأولى المعدات المستخدمة في برنامج أبولو، وهبطت ست من الرحلات السبع الأخرى على سطح القمر".
"حصلت أول رحلةٍ فضائية لبرنامج أبولو عام 1968. وكان أول هبوطٍ بشري على سطح القمر في 20 تموز 1969، خلال مهمة أبولو 11. أما آخر هبوط، ففي عام 1972. وبالمجمل، مشى ما مجموعه 12 رواد فضاء على سطح القمر وأجروا أبحاثاً علميةً هناك، ودرسوا سطح القمر وجمعوا صخوراً منه لإعادتها إلى الأرض".
و"قد صممت ناسا وحدة قيادة Command Module أبولو لهذا البرنامج، حيث كانت عبارةً عن كبسولة تتسع ثلاثة رواد فضاء. ركب رواد الفضاء في وحدة القيادة في طريقهم إلى القمر وفي طريق عودتهم إلى الأرض... كذلك استخدمت مركبة فضائية أخرى هي الوحدة القمرية Lunar Module للهبوط على سطح القمر، وذلك للهبوط برواد الفضاء من مدارهم حول القمر إلى السطح ثم إعادتهم إلى المدار، كان بمقدور الوحدة القمرية احتواء رائدي فضاء فقط".
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر "ثلاثة رواد أميركيين على القمر من دون خوذاتهم". في الواقع، الصورة تظهر رواد فضاء أبولو 16، تشارلز إم. ديوك، جون دبليو يونغ، وتوماس ك. ماتينغلي الثاني، خلال تمرين تدريبي في مركز كينيدي للفضاء في فلوريدا، في 6 شباط 1972، استعدادا لمهمة الهبوط على سطح القمر.