المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "عناصر من مشاة البحرية الأميركية يجلون موظفين في السفارة الاميركية في العاصمة الهايتية بور أو برنس"، في وقت يستمر العنف المسلّح في البلاد.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الصورة قديمة، اذ تعود الى 17 تموز 2023. وتظهر عناصر من البحرية الأميركية والجيش الأوسترالي خلال تدريب ليلي على الحبال السريعة من مروحية في قاعدة هولسوورثي باراكس بسيدني، في اطار مناورات تاليسمان سابر 2023. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
الصورة الليلية تظهر طائرة هليكوبتر تدلت منها حبال، بينما وقف قربها أشخاص. وقد تكثف التشارك فيها أخيرا، عبر حسابات، عربية وأجنبية، ارفقتها بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "بينما كان الليل في هايتي، قامت مشاة البحرية الأمريكية بإجلاء معظم موظفي سفارتهم من العاصمة بورت أو برنس".
- اعمال عنف في هايتي -
جاء تداول الصورة في وقت لا تزال عاصمة هايتي، بور أو برنس، غارقة في أعمال عنف مرتبطة بالعصابات. وأعلنت الولايات المتحدة، أمس الأحد، أنها أجلت بعضا من موظفي سفارتها وعززت الفِرَق المسؤولة عن أمنها، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس" (هنا).
وجرت العملية التي قادها الجيش الأميركي ليل السبت الأحد بطائرات مروحية، وفق شهود في المكان.
وقال الجيش الأميركي، في بيان الأحد، إنّ "هذا النقل الجوي للأفراد من السفارة وإليها هو جزء من إجراءاتنا المخطّط لها لتعزيز أمن السفارة".
وتسيطر العصابات الإجرامية على القسم الأكبر من عاصمة هايتي، وكذلك الطرق المؤدية إلى بقية أنحاء البلاد، وتهاجم مراكز الشرطة والسجون والمحاكم منذ أيام، في غياب رئيس الوزراء أرييل هنري الذي تطالبه العصابات بالاستقالة، مثلها مثل جزء من السكان.
- حقيقة الصورة -
الا ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي عنها يوصلنا الى مصدرها الاصلي، موقع أسطول البحرية الأميركية في المحيط الهادئ U.S. Pacific Fleet (هنا) وموقع خدمة توزيع المعلومات المرئية الدفاعية DVIDS، وهي موقع التوزيع الإعلامي لوزارة الدفاع الاميركية (هنا)، اللذين نشراها مع الشرح الآتي: "مشغلون من وحدة الحرب الخاصة في البحرية الأميركية وفوج الكوماندوز الثاني في الجيش الأوسترالي، خلال إجراء تدريب ليلي على الحبال السريعة من مروحية MRH-90 Taipan تابعة لفوج الطيران السادس، في قاعدة هولسوورثي باراكس Holsworthy Barracks في سيدني، في اطار مناورات تاليسمان سابر 2023 Talisman Sabre، في 17 تموز 2023" (هنا ايضا).
رصيد الصورة: البحرية الأميركية، بواسطة اختصاصي الاتصال الجماهيري دانييل غايثر Daniel Gaither.
يومذاك، أجرت أوستراليا تدريبات عسكرية مشتركة واسعة النطاق مع الولايات المتحدة وعشرات الدول الأخرى في مناورات رصدتها سفينة تجسّس صينية، وفق ضابط أوسترالي كبير (هنا، هنا).
وشارك في هذه المناورات السنوية التي يُطلق عليها اسم "تاليسمان سابر"، أكثر من 30 ألف جندي من 13 دولة، بما في ذلك بريطانيا واليابان وإندونيسيا وكندا وفرنسا.
وقال القائد الأوسترالي لهذه العمليات المشتركة اللفتانت جنرال غريغ بيلتون، في مؤتمر صحافي، إنّ سفينة تجسّس صينية رُصدت في اليوم السابق قبالة سواحل شمال شرق أوستراليا.
وأضاف "اتصلنا بهذه السفينة في بحر الكورال. إنهم يقومون بذلك منذ سنوات عدة، ونحن على استعداد جيّد لذلك".
وتواصلت التدريبات المشتركة حتى 4 آب 2023، وشملت تدريبات برية وإنزالا برمائيا ومناورات في الجو والبر والبحر (هنا، هنا).
وأكد الميجور جيمي شيهان، المتحدث باسم "تاليسمان سابر" عن القوات الأميركية، إن التدريبات تظهر "زيادة التعقيد والنطاق ومشاركة الدول الشريكة".
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر "عناصر من مشاة البحرية الأميركية يجلون موظفين في السفارة الاميركية في العاصمة الهايتية بور أو برنس". في الواقع، الصورة قديمة، اذ تعود الى 17 تموز 2023. وتظهر عناصر من البحرية الأميركية والجيش الأوسترالي خلال تدريب ليلي على الحبال السريعة من مروحية في قاعدة هولسوورثي باراكس في سيدني، في اطار مناورات تاليسمان سابر 2023.