المتداول: صور تظهر، وفقاً للمزاعم، "وصول قوات بريطانيّة الى ساحل يختل غرب اليمن".
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الصور قديمة، ولها سياق مختلف تماماً. وفي وقت لم تعلن القوات المسلحة البريطانية وصولها الى غرب اليمن، نقلت مواقع اخبارية يمنية عن مصادر مطلعة إن "الأنباء المتداولة عارية من الصحة". FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
تظهر احدى الصور عسكريين تجمعوا حول شخص وقف وراء منصة، بينما امكن رؤية دبابات قرب البحر في صورة ثانية. وفي اخرى، بدا عسكريون جالسين ارضا، جنبا الى جنب. وقد تكثف التشارك في الصور عبر حسابات ارفقتها بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "اليمن- انباء عن وصول قوات بريطانية وامريكية مشتركة إلى الساحل الغربي، تحديداً منطقة يختل".
-مصادر تنفي -
جاء تداول الصور في وقت نقلت مواقع اخبارية (هنا) عن مصادر مطلعة إن "قوات بريطانية وصلت بطريقة غير شرعية إلى الساحل الغربي لليمن، وتحديداً إلى منطقة يختل في محافظة تعز، والخاضعة لسيطرة قائد المقاومة الوطنية وحراس الجمهورية في الساحل الغربي العميد طارق محمد عبد الله صالح عفاش".
و"بحسب المصادر، فإن وصول القوات البريطانية إلى الساحل الغربي يأتي ضمن صفقة وقعها طارق عفاش مع الجانب البريطاني خلال زيارته الأخيرة بداية آذار، وتتضمن تركيب منظومة دفاع جوي بريطانية في المخا والمناطق الساحلية المطلة على مضيق باب المندب، المخصصة لاعتراض الصواريخ اليمنية الموجهة ضد السفن الإسرائيلية والبريطانية والأمبركية في البحر الأحمر وبحر العرب".
الا ان سرعان ما نفت مصادر أخرى هذه الانباء، قائلة إنها "عارية من الصحة جملة وتفصيلاً، ولا وجود لأي قوات بريطانية في الساحل الغربي لليمن"، وفقا لما أوردت مواقع اخبارية، لا سيما يمنية (هنا، هنا، هنا، هنا...).
والى جانب نفي المصدر، لم نعثر على اي دليل يؤكد وصول قوات بريطانية الى يختل غرب اليمن.
فلا أثر لخبر بهذا الشأن في موقع القوات البريطانية المسلحة وحساباتها (هنا، هنا، هنا...) او في موقع الساحل الغربي (هنا)، او في وكالات انباء عالمية ومواقع اخبارية بريطانية وأجنبية.
- حقيقة الصور -
كذلك، يبيّن البحث العكسي عن الصور ان لها سياقا مختلفا، ولا علاقة لها باليمن.
* الصورة 1-
قديمة، اذ نشرتها وكالة "رويترز" في 6 كانون الاول 2016 (هنا)، بكونها تظهر رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تخاطب بحارة على متن السفينة إتش إم إس أوشن في في المنامة بالبحرين". تصوير: ستيفان ويرموث Stefan Wermuth.
يومذاك، وصلت ماي إلى المنامة، لحضور قمة دول مجلس التعاون الخليجي، التي دعاها إليها ملك البلاد حمد بن عيسى آل خليفة (هنا، هنا). وقالت إن زيارتها للبحرين تأتي لتأكيد الشراكة مع دول المجلس وتعزيز التعاون في مجالات الأمن والدفاع.
وأضافت في كلمة أمام القوات البريطانية في ميناء خليفة بن سلمان، إنها تسعى الى "الحفاظ على أمن مواطنينا في الداخل والخارج، وتأكيد حفظ الاستقرار اللازم للتنمية على مستوى العالم وبريطانيا" (هنا، هنا).
كذلك، أكدت ماي أمام قادة دول الخليج المجتمعين في المنامة، الأربعاء 7 منه، أن بريطانيا تساند الدول الخليجية في "التصدي لعدوانية" إيران، متعهدة بترسيخ "شراكة إستراتيجية" مع هذه الدول (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا).
* الصورة 2-
نجدها مؤرشفة في مواقع ويكيبيديا (هنا) وآلامي لتخزين الصور (هنا)، وموسوعة بريتانيكا (هنا)، بكونها ملتقطة في 23 شباط 2003. المكان: الكويت.
وجاء في الشرح: "يواصل مجلس دول مجلس التعاون الخليجي تعزيزاته الحمائية لدولة الكويت العضو، استعداداً للحرب المحتملة في العراق. وتقوم الإمارات العربية المتحدة، عضو المجلس، بإنزال دبابة BMP3 في منشأة ميناء كويتي من سفينة الإنزال Elbahia L62".
رصيد الصورة: البحرية الأميركية- Journalist 1st Class Joseph Krypel جوزيف كريبل.
* الصور 3، 4 و5-
تظهر في الواقع عسكريين اميركيين أعلنت ايران توقيفهم بعد احتجازها زورقين قتاليين أميركيين، الثلثاء 12 كانون الاول 2016، دخلا في شكل غير قانوني المياه الإقليمية الايرانية في الخليج الفارسي، وفقا لما ذكرت وكالة "تسنيم" الايرانية، ناشرة الصور (هنا)، وذلك بينما كانا في رحلة بين الكويت والبحرين.
وافادت الوكالة بأن "عدد العسكريين الاميركيين الموقوفين بلغ 10، وبينهم إمراة، وكانوا في زورقين قرب جزيرة فارسي داخل المياه الإقليمية الإيرانية لمسافة كيلومترين، يحملان أسلحة ثقيلة ومزودين برشاشات. وقد احتجزتهما وحدات حربية تابعة للقوات البحرية في الحرس الثوري واقتادتهما إلى الجزيرة" (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا ايضا). وطالبت طهران واشنطن بالاعتذار عن انتهاك مياهها الإقليمية.
وفي 13 كانون الاول 2016، أعلن الحرس الثوري الإيراني الإفراج عن البحارة الأميركيين العشرة. وقال في بيان "بعد التدقيق، تبيّن أن دخولهم المياه الإقليمية للبلاد لم يكن عن قصد. وبعد تقديمهم الاعتذار، تم إطلاق سراحهم في المياه الدولية". وتابع أن "الولايات المتحدة تعهدت عدم تكرار مثل هذه الأخطاء" (هنا، هنا). ورحبت واشنطن باطلاقهم (هنا).
وخلص تحقيق للبحرية الأميركية صدر الخميس 30 حزيران 2016 إلى أن طاقمي الزورقين كانا "مهملين" في واجباتهما خلال مهمة في الخليج العربي (هنا).
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصور المتناقلة تظهر "وصول قوات بريطانيّة الى ساحل يختل غرب اليمن". في الواقع، الصور قديمة، ولها سياق مختلف تماماً. وفي وقت لم تعلن القوات المسلحة البريطانية وصولها الى غرب اليمن، نقلت مواقع اخبارية يمنية عن مصادر مطلعة إن "الأنباء المتداولة عارية من الصحة".