رجل بثياب عسكرية امام الكاميرا... وبدا خائفا، باكيا. فيديو يتناقله مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي بمزاعم انه يظهر "جنديا روسيا يبكي تحت القصف الاوكراني". غير ان هذا الزعم غير صحيح. في الواقع، الفيديو قديم، بحيث يعود الى حزيران 2019، أي قبل الغزو الروسي لأوكرانيا. ويظهر الملازم إيزاتاي عليباييف من القوات المسلّحة الكازاخستانية يوجه رسالة وداع مصوّرة الى أهله، على وقع انفجار قذائف في آريس بكازاخستان. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
الوقائع: 19 ثانية مدة الفيديو. المشاهد تظهر رجلا بثياب عسكرية، متكلما امام الكاميرا، باكيا، وقد بدا الخوف عليه، بينما يُسمع في الخلفية صوت انفجارات. وقد تكثف التشارك في الفيديو أخيرا، عبر صفحات وحسابات، عربية وأجنبية (هنا، هنا، هنا، هنا...)، وقد أرفق بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "خبر عالمي: الجيش الاوكراني بدا بشن هجوم مضاد واسع باتجاه خيرسون جنوب أوكرانيا. هنا جندي روسي يبكي تحت القصف الاوكراني".
غير ان هذه المزاعم غير صحيحة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي صحتها.
فالبحث عن الفيديو، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يضعنا امام مواقع وحسابات اخبارية كازاخستانية (هنا، هنا، هنا)، نشرت الفيديو في 24- 25 حزيران 2019، مع شرح انه يظهر "جنديا كازاخستانيا في آريس، سجّل رسالة وداع مصوّرة لوالديه على وقع انفجار القذائف.
Герой нашумевшего видео — военнослужащий из Арыси, который под звуки разрывающихся снарядов записал видеообращение к родителям, рассказал, как, почему и при каких условиях был сделан ролик
الاسم إيزاتاي عليباييف Isatay Alibaev، من ألماتي، وفقا لما اوردت عنه مواقع اخبارية كازاخستانية، بعد انتشار الفيديو يومذاك. "يبلغ 27 عاما، متزوج، وأب لطفلة منذ أربعة أشهر. تم تجنيده في الجيش عام 2011، وفي غضون ثماني سنوات ترقى إلى رتبة ملازم".
وعن ظروف تصوير الفيديو، يقول عليباييف إنه "في الدقائق الأولى، كان من الصعب فهم ما كان يحدث، وكان هناك شعور بأن قصفًا واسع النطاق بدأ". ويقر بأنه في اللحظة التي بدأت القذائف تنفجر على مسافة أمتار عدة، غلبه شعور بأنه سيموت. وكانت رغبته الأخيرة والوحيدة إخبار والديه عن مدى حبه لهما. لذلك سجّل مقطع فيديو انتشر في جميع أنحاء كازاخستان (هنا، هنا، هنا ايضا). ومما قاله لوالديه فيه "إذا لم أنج... أبي، أمي، أنا أحبكما".
ويقول: "تخيّل، يمكن أن تموت هناك في أي لحظة. قبل أن أموت، في لحظات الخطر القاتل، ودّعت والديّ بصدق، وقلت لهما إنني أحبهما. ولكن بعد ذلك، استجمعت قوتي. تذكرت قسمي، زيي العسكري، لقبي، من أنا، وما أنا عليه وما يجب أن أفعله. ومن دون التفكير كثيرًا، قررت، بما أنني على وشك الموت، انه من الضروري إنقاذ أولئك الذين هم في خطر. وبدأت المساعدة في إجلاء المدنيين...". وخلال ذلك، صوّر فيديوات أخرى.
في 24 حزيران 2019، "وقعت حالة طوارئ في أريس بإقليم تركستان. وقد بدأت القذائف تنفجر على أراضي مستودعات عسكرية. وفر السكان من منازلهم بشكل جماعي"، وفقا لما أورد موقع tengrinews الكازاخستاني.
ووفقا لمعلومات اعلنتها السلطات الكازاخستانية يومذاك (هنا، هنا)، "اندلع حريق في مستودع ذخيرة قرب آريس في منطقة شيمكنت جنوب كازاخستان، مما أدى إلى إصابة ما لا يقل عن 46 شخصًا وإجلاء عشرات الآلاف".
بعد اشهر عدة على انتشار الفيديو وحريق مستودع الذخيرة، أفادت وزارة الدفاع الكازاخستانية أن الملازم إيزاتاي عليباييف أصبح نائب قائد السرية للعمل التربوي والأيديولوجي للوحدة العسكرية 35748 في مدينة شيمكنت. في السابق، خدم في وحدة أخرى، لكنه انتقل لتغيير الوضع "لغرض إعادة التأهيل الناجحة والمزيد من الخدمة الإنتاجية في القوات المسلحة لجمهورية كازاخستان" (هنا).
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "جنديا روسيا يبكي تحت القصف الاوكراني". في الواقع، الفيديو قديم، بحيث يعود الى حزيران 2019، ويظهر الملازم إيزاتاي عليباييف من القوات المسلحة الكازاخستانية يوجه رسالة وداع مصوّرة الى أهله، على وقع انفجار قذائف في آريس بكازاخستان.
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.