المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "مئات السوريين في حماه يكسرون حاجز الخوف بعد انتهاء الصلاة، ويهتفون خلال تجمعهم في ساحة العاصي إحياء لذكرى الثورة".
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ تعود آثاره الى 23 حزيران 2011. ويظهر تظاهرة ليلية في ساحة العاصي بحماه، ردا على كلمة لوزير الخارجية السوري وليد المعلم، وفقا لما تم تداوله، وذلك في وقت كانت سوريا تشهد انتفاضة شعبية غير مسبوقة. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
المشاهد الليلية تظهر أشخاصا هاتفين، بينما كانوا يمشون في شارع. وقد نشرتها أخيرا صفحات بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "عاجل حماة/ ساحة العاصي قبل قليل. مئات الأشخاص يكسرون حاجز الخوف بعد انتهاء الصلاة أثناء تجمعهم في الساحة ويهتفون إحياء لذكرى الثورة".
- حقيقة الفيديو -
الا ان هذه المزاعم خاطئة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث عن الفيديو، باستخدام كلمات مفاتيح بالعربية، مثل ساحة العاصي ومظاهرة ليلية، يوصلنا اليه منشورا في حساب "شبكة الثورة السورية" في يوتيوب، في 23 حزيران 2011 (هنا، وهنا ايضا)، مع تعليق: "حماه- شارع العلمين. تظاهرة ليلية ردا على وليد المعلم".
يومذاك، دعا وزير الخارجية السوري وليد المعلم، في مؤتمر صحافي الاربعاء 22 حزيران 2011، اوروبا الى عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبلاده. وقال للغرب "كفوا عن التدخل في الشان السوري (...) لا تثيروا الفوضى ولا الفتنة" (هنا، هنا، هنا).
ورأى المعلم في المؤتمر الصحافي الذي بثه التلفزيون السوري مباشرة ان العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على سوريا "توازي الحرب". وانتقد اوروبا خصوصا قائلا: "سننسى ان اوروبا على الخريطة وساوصي قيادتي بتجميد عضويتنا في الاتحاد من اجل المتوسط"، مشيرا الى ان دمشق جمدت "اتفاقية حوارنا من اجل الشراكة الاوروبية".
وتابع: "سنتجه شرقا وجنوبا والى كل اتجاه يمد يده الى سوريا، العالم ليس اوروبا فقط، وسوريا ستصمد كما صمدت في 2003 وكما كسرت العزلة انذاك وهي قادرة على تخطيها".
ونفى المعلم نفيا قاطعا اي تدخل ايراني او من حزب الله في سوريا في مواجهة المحتجين، مشيرا الى وجود "دعم سياسي" من جانبهما لتجاوز الازمة ودعم الاصلاحات.
وجاء كلامه فيما كانت سوريا تشهد منذ ثلاثة اشهر، احتجاجات غير مسبوقة سعت السلطة الى قمعها عن طريق قوات الامن والجيش (هنا، هنا، هنا...).
وانتشرت مقاطع مصورة أخرى لتظاهرات شعبية حاشدة، لا سيما في ساحة العاصي بحماه يومذاك وفي تموز 2011 (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).
- ذكرى الثورة -
وجاء تداول الفيديو في وقت احتشد آلاف السوريين، الجمعة 15 آذار 2024، في مدينة إدلب في شمال غرب البلاد، في الذكرى الـ13 لانطلاق احتجاجات سلمية طالبت باسقاط النظام السوري قبل تحولها نزاعاً دامياً في تظاهرات رفعت شعارات مناهضة للنظام وأخرى انتقدت هيئة تحرير الشام، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس" (هنا).
وتجمع المتظاهرون في ساحة إدلب الرئيسية رافعين أعلام الثورة السورية، ومردّدين "ارحل ارحل يا بشار.. ارحل ارحل يا جولاني".
وفي جنوب سوريا، خرج مئات في مدينة السويداء إحياءً لذكرى انتفاضهم ضد النظام، بحسب ما أظهرت صور نشرتها صفحات محلية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتشهد السويداء منذ منتصف آب احتجاجات سلمية أسبوعية، انطلقت إثر قرار الحكومة حينها رفع الدعم عن الوقود وتطورت من احتجاج على تدهور الأوضاع الاقتصادية إلى المطالبة بـ"إسقاط النظام".
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "مئات السوريين في حماه يكسرون حاجز الخوف بعد انتهاء الصلاة، ويهتفون خلال تجمعهم في ساحة العاصي إحياء لذكرى الثورة". في الواقع، الفيديو قديم، اذ تعود آثاره الى 23 حزيران 2011. ويظهر تظاهرة ليلية في ساحة العاصي بحماه، ردا على كلمة وزير الخارجية السوري وليد المعلم، وفقا لما تم تداوله، وذلك في وقت كانت سوريا تشهد انتفاضة شعبية غير مسبوقة.