النهار

"مشاهد لقصف روسي عنيف على كييف بصواريخ فرط صوتيّة"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
المصدر: النهار
"مشاهد لقصف روسي عنيف على كييف بصواريخ فرط صوتيّة"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (اكس).
A+   A-
المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "قصفاً روسياً عنيفاً على العاصمة الاوكرانية كييف بواسطة صواريخ فرط صوتيّة". 
 
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح. 
 
الحقيقة: المشاهد قديمة، اذ تعود لقصف بغداد في آذار 2003، خلال الغزو الأميركي للعراق. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
ما القصة؟ 
المشاهد الليلية تظهر انفجارات قوية عدة متلاحقة اضاءت السماء ليتصاعد اثرها دخان كثيف. ويسمع في الخلفية صوت شخص يقول بالعربية (التوقيت 0:40): انفجارات متواصلة عبد الرحمن وها هي الصواريخ تنطلق... وقد تكثف التشارك في الفيديو، خلال الساعات الماضية، عبر حسابات عربية وأجنبية، ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "الجيش الروسي يقصف العاصمة الأوكرانية كييف بصواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت". 
 
 
- قصف روسي على كييف -
جاء تداول الفيديو في وقت أعلنت السلطات في كييف، امس الاثنين 25 آذار 2024، أنّ عشرة أشخاص، بينهم فتاة، أصيبوا بجروح من جرّاء شظايا صاروخين باليستيّين روسيين أسقطتهما الدفاعات الجوية الأوكرانية فوق العاصمة.
 
وسمع صوت انفجارات وصفّارات الإنذار من غارات جوية في كييف في وقت واحد تقريباً، عند الساعة 10,30 صباحاً (8,30 بتوقيت غرينتش)، فيما حثّ المسؤولون السكّان على الاحتماء، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس" (هنا).
 
وقالت السفيرة الأميركية في أوكرانيا بريدجيت برينك على وسائل التواصل الاجتماعي: "مجدّداً هذا الصباح، روسيا تهاجم أوكرانيا بصواريخ فرط صوتية".

وجاء هجوم الاثنين على كييف بعد إصابة حوالى 12 شخصاً بجروح في هجوم بمسيّرة روسية على جنوب أوكرانيا خلال الليل، واندلاع حريق في محطة كهرباء روسية رئيسية في أعقاب هجوم بطائرة من دون طيار أوكرانية.
 
- حقيقة الفيديو - 
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته. 
 
فالبحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يضعنا امام مشاهد مماثلة مؤرشفة في وكالة Getty Images (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا)، وITN Archive (هنا)، وقناة ارشيف العراق في يوتيوب (هنا)، اضافة الى شبكة "سي أن أن" الاميركية (هنا)، وموقع SBS الكوري (هنا)، بكونها تظهر قصفا جويا، بقيادة الولايات المتحدة، على العاصمة العراقية بغداد، ليل 21 آذار 2003 (هنا ايضا). 
 
 
 
 
 
كذلك، نعثر على اللقطات الموسومة بشعار قناة "الجزيرة" (التوقيت :1:10)، مؤرشفة في قناة ارشيف العراق (هنا)، بكونها التقطت في بداية عملية غزو العراق في 20 آذار  2003 (هنا ايضا).  
 
 
 
اما الصوت الذي يُسمع في الفيديو وهو يقول: انفجارات متواصلة عبد الرحمن وها هي الصواريخ تنطلق...، فيبيّن البحث انه يعود الى مراسل قناة أبوظبي الفضائية شاكر حامد خلال تغطيته القصف على بغداد يومذاك (هنا، هنا، هنا). 
 
 
وتنشر العديد من الحسابات الفيديو بالشرح ذاته اعلاه (هنا، هنا، هنا، هنا...). 
 
في 20 آذار 2003، أطلقت الولايات المتحدة حربًا على العراق لإطاحة نظام صدام حسين. وهاجمت، بمساعدة بريطانيا، العراق بنحو 190 ألف جندي في عملية عسكرية أطلقا عليها "حرية العراق"، واعدة بجلب السلام والديموقراطية، وفقا لتقرير لـ"فرانس 24" (هنا).
 
ونشر نحو 150 ألف جندي أميركي و40 ألف جندي بريطاني في العراق للشروع في العملية العسكرية التي أطلقت العديد من التظاهرات المنددة في العديد من العواصم العربية والعالمية. 

وكانت ثلاثة أسابيع كافية لحسم مصير النظام والسيطرة على بغداد في 9 نيسان 2003. وتمّ تبرير الحرب الوقائية بوجود أسلحة دمار شامل نووية وكيميائية على الأراضي العراقية. لكن في النهاية، لم يتم العثور على هذه الأسلحة. 
 
ومع انهيار نظام صدام حسين في 9 نيسان، عمت الفوضى البلاد التي وقعت فريسة للعنف الطائفي ولتنظيم القاعدة، ومن ثم لتنظيم "الدولة الإسلامية". وبين عامي 2003 و2011، قُتِل في هذه الحرب أكثر من 100 ألف مدني، بحسب منظمة "ضحايا حرب العراق"، بينما أعلنت الولايات المتحدة وقوع 4500 قتيل في صفوف قواتها وطواقمها (هنا، هنا، هنا، هنا). 
 
 

اقرأ في النهار Premium