المتداول: صورة تعود، وفقاً للمزاعم، الى "الغارة الاسرائيلية على حلب في شمال سوريا" أخيرا، والتي أوقعت 42 قتيلاً على الاقل.
الا أنّ هذا الزعم خاطئ.
الحقيقة: الصورة قديمة، اذ تعود الى 20 حزيران 2018. وتظهر انفجارا في شمال مدينة غزة بعد غارة جوية شنتها القوات الإسرائيلية عليها. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
الصورة الليلية تظهر نارا كبيرة متأججة بين أبنية. وقد تكثف التشارك فيها أخيرا عبر حسابات، عربية وأجنبية، أرفقتها بالمزاعم الآتية: "ضربات إسرائيلية في محافظة حلب تؤدي الى مقتل 42 عسكريا على الاقل".
- ضربات اسرائيلية دامية على حلب -
جاء تداول الصورة في وقت شنت إسرائيل أدمى ضرباتها الجوية منذ شهور على محافظة حلب بشمال سوريا في وقت مبكر من صباح الجمعة 29 آذار 2024. واستهدفت الضربات الإسرائيلية، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان "مستودعاً للصواريخ لحزب الله ويقع بالقرب منه مركز للتدريب" في منطقة جبرين قرب مطار حلب الدولي، على ما ذكرت وكالة "فرانس برس" (هنا).
وأفاد المرصد بمقتل 36 جنديا سوريا و7 عناصر في حزب الله. وأشار إلى أنّ القصف الجوي الإسرائيلي استهدف كذلك في مدينة السفيرة الواقعة جنوب شرق مدينة حلب "معامل الدفاع التي كانت تابعة لوزارة الدفاع السورية قبل أن تسيطر عليها مجموعات إيرانية".
وبحسب المرصد، "تعد هذه الحصيلة من القتلى من قوات النظام الأعلى خلال الضربات الإسرائيلية السابقة التي طالت مناطق سورية" ومنذ كثّفت إسرائيل استهدافها لمواقع في جارتها الشمالية إثر اندلاع الحرب ضدّ حركة حماس في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول.
- حقيقة الصورة -
الا ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي عنها يوصلنا الى مصدرها الاصلي، وكالة غيتي ايماجيز Getty Images، التي نشرتها في 20 حزيران 2018 (هنا)، مع شرح انها تظهر "انفجارا في شمال مدينة غزة بعد غارة جوية شنتها القوات الإسرائيلية عليها".
تصوير: عابد أبو رياش ABED ABU RYASH/ وكالة الصحافة الفرنسية عبر Getty Images.
يومذاك، أعلن الجيش الإسرائيلي انه قصف، ليل الثلثاء الأربعاء 19- 20 حزيران 2018، نحو 25 موقعا في غزة ردا على إطلاق صواريخ من القطاع الفلسطيني المحاصر. وقال في بيان أنه أحصى نحو ثلاثين قذيفة بينها صواريخ أطلقت ليلا من القطاع على إسرائيل، وفقا لما ذكر موقع "فرانس 24" (هنا).
واشار الجيش الى أن "حماس استهدفت المدنيين الإسرائيليين ليلا عبر تعريضهم لهجوم شديد بصواريخ، وتجر قطاع غزة وسكانه المدنيين إلى تداعيات أسوأ".
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الغارات جاءت "ردا على استمرار إطلاق الطائرات الورقية والبالونات التخريبية باتجاه الأراضي الإسرائيلية".
ودوت صفارات الإنذار في بلدات إسرائيلية تحذر من سقوط صواريخ أو قذائف هاون. وأفاد شهود عيان أن فصائل فلسطينية مسلحة أطلقت عددا من القذائف والصواريخ على جنوب إسرائيل بعد القصف. لكن أي فصيل فلسطيني لم يعلن مسؤوليته عن إطلاق هذه القذائف، رغم أن المتحدث باسم حماس فوزي برهوم كتب على صفحته على فايسبوك "كل التحية للمقاومة الباسلة التي ردت على القصف الإسرائيلي لمواقعها في غزة"، مؤكدا أن "هذا حق مشروع".
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تعود الى "الغارة الاسرائيلية على حلب في شمال سوريا" أخيرا، والتي أوقعت 42 قتيلا. في الواقع، الصورة قديمة، اذ تعود الى 20 حزيران 2018. وتظهر انفجارا في شمال مدينة غزة بعد غارة جوية شنتها القوات الإسرائيلية عليها.