المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "جزءاً من القوات المسلّحة الإيرانيّة في حالة تأهب قصوى"، اثر الضربة التي دمّرت مبنى قنصلية طهران في دمشق، ونُسبت إلى اسرائيل.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الصورة قديمة، اذ تعود آثارها الى نيسان 2017، وتظهر تدريبات ضخمة بالمدفعية في كوريا الشمالية، في الذكرى الـ85 لتأسيس جيشها. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
الصورة تظهر مدافع اصطفت جنبا الى جنب في مكان ما، بينم وقف قربها أشخاص. وقد تكثف التشارك فيها أخيرا عبر حسابات، عربية وأجنبية، ارفقتها بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "جزء من القوات المسلحة الإيرانية في حالة تأهب قصوى"، وايضا "ايران وضعت قواتها المسلحة في حالة تأهب قصوى".
- تحذير إيراني -
جاء تداول الصورة في وقت حذّر يحيى رحيم صفوي، مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية والقائد السابق للحرس الثوري الإيراني، من أن سفارات إسرائيل "لم تعد آمنة" بعد الضربة التي دمّرت مبنى قنصلية طهران في دمشق ونُسبت إلى الدولة العبرية، وأودت بسبعة من أفراد الحرس الثوري، بينهم ضابطان كبيران، وفقا لما أوردت وكالة "فرانس برس" (هنا).
وتوعّدت إيران بالردّ على الهجوم الذي دمّر مبنى قنصليتها في دمشق الإثنين 1 نيسان 2024، محمّلة إسرائيل مسؤوليته.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، بلغت الحصيلة الإجمالية للضربة 16 قتيلا. وبين الضحايا، اللواء محمد رضا زاهدي، وهو القيادي العسكري الإيراني الأبرز الذي يتم استهدافه منذ اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس والذي اغتيل بضربة جوية أميركية في بغداد في كانون الثاني 2020.
- حقيقة الصورة -
الا ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بايران او بهذه التطورات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي عنها يقودنا الى حسابات ومواقع اخبارية نشرتها، مع صور أخرى، في 25- 26 نيسان 2017، ضمن تقارير عن اجراء كوريا الشمالية تدريبات ضخمة بالمدفعية، في الذكرى الـ85 لتأسيس جيشها (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).
يومذاك، قال بيان للجيش الكوري الجنوبي إن التدريبات بالذخيرة الحية أجريت في منطقة وونسان شرق كوريا الشمالية، بعد ظهر الثلثاء 25 نيسان 2017. لكنه لم يقدم تفاصيل عن أنواع الأسلحة والوحدات العسكرية التي شاركت في التدريبات.
ونقل موقع "سي أن أن" (هنا) عن مسؤول حكومي كوري شمالي مطلع إن هذه المناورة كانت الاكبر على الإطلاق التي يجريها الجيش الكوري الشمالي، وشارك فيها 300 مدفع (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا ايضا).
وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أصدر الأمر ببدء المناورة، وفتحت المدافع ذاتية الدفع من العيار الكبير المصطفة على طول الساحل، النار (هنا، هنا صورة مماثلة).
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر "جزءاً من القوات المسلّحة الإيرانيّة في حالة تأهب قصوى"، اثر الضربة التي دمّرت مبنى قنصلية طهران في دمشق. في الواقع، الصورة قديمة، اذ تعود آثارها الى 25 نيسان 2017، وتظهر تدريبات ضخمة بالمدفعية في كوريا الشمالية في الذكرى الـ85 لتأسيس جيشها.