المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي يشرب الشاي، بعد الهجوم الايراني على اسرائيل" ليل السبت- الاحد 13 نيسان 2024 و14 منه.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ تعود آثاره الى آذار 2022. ويظهر فيه خامنئي مع الكاتب الساخر الإيراني الراحل كيومرث صابري فومني Kioumars Saberi Foumani، الذي اشتهر بلقب قول آغا، وذلك خلال لقاء خاص بينهما. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
المشاهد تظهر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي جالسا ارضا، الى جانبه شخص، بينما انحنى على كتاب امامه قارئا فيه، قبل ان يقترب منه رجل حاملا صينية. وقد تكثف التشارك في الفيديو أخيرا عبر حسابات ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "الامام الخامنئي بعد الهجوم الايراني... أيها السيد لقد حان وقت الشاي".
جاء انتشار الفيديو عقب إعلان إيران، ليل السبت الأحد 13 نيسان 2024 و14 منه، أن الحرس الثوري شن هجوما "واسعا بمسيّرات وصواريخ" في اتجاه إسرائيل، وفقا لما أفادت وكالة "فرانس برس".
وبعد نحو ساعة من إعلان العملية التي سمّيت "الوعد الصادق"، ذكرت وكالة إرنا الرسمية للأنباء أنّ "موجة أولى من الصواريخ البالستية" تم إطلاقها "بعمق داخل الأراضي المحتلة". وأفادت بأنّ أهمّ قاعدة جوّية في النقب في جنوب إسرائيل تعرّضت "لأضرار جسيمة" بعدما أصابتها الصواريخ الإيرانية.
وبُعيد بدء الهجوم قال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي على منصة إكس "هذا النظام الشرير سيُعاقَب".
من جهته، أعلن متحدّث باسم الجيش الإسرائيلي، ليل السبت الأحد، أنّ إيران أطلقت أكثر من 200 مسيّرة وصاروخ باتّجاه إسرائيل، مضيفا أنّه تمّ اعتراض "الغالبيّة العظمى" منها لكن "أضراراً طفيفة" لحقت بقاعدة عسكرية.
وأوضح الجيش الإسرائيلي في بيان منفصل أنه تم اعتراض "غالبية" المسيّرات والصواريخ بواسطة نظام الدفاع الجوي "بالتعاون مع حلفاء إسرائيل الاستراتيجيين قبل دخولها الأراضي الإسرائيلية".
- حقيقة الفيديو -
الا ان المقطع المتناقل لا علاقة له بكل هذا، وله سياق مختلف تماما، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه يقودنا الى مواقع اخبارية وحسابات ايرانية نشرته ضمن فيديو أطول في آذار وايار 2022 (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...) ضمن تقارير عن "نشر مكتب آية الله علي خامني فيلما لأحد لقاءاته الخاصة مع الراحل كيومرث صابري فومني، الملقب قول آغا، وذلك للمرة الأولى" (هنا ايضا).
وقد امكن العثور على الفيديو منشورا في حساب موقع خامنئي في تطبيق Eitaa (هنا)، مرفقا بشرح انه "فيلم لأحد اللقاءات الخاصة لخامنئي مع الراحل صابري. وقال قائد الثورة: المرحوم صابري (قول آغا) مثال الساخر الملتزم". "ذكرى وفاة المرحوم كيومرث صابري" (هنا ايضا).
كذلك، نشر موقع خامنئي صورة للثنائي مماثلة تماما للمشاهد في الفيديو (هنا) في 3 ايلول 2001. وأرفقها بعنوان (ترجمة من الفارسية): "قول آغا مثال الساخر الملتزم" (هنا، هنا ايضا).
ووفقا للمعلومات المتوفرة عن كيومرث صابري فومني (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا)، كان أديبا وكاتبا ورسّام كاريكاتور هزليا شهيرا اشتهر بلقب "قول آغا". ولد عام 1941 في مدينة صومعه سرا التابعة لمحافظة كيلان، وحصل على بكالوريوس في الأدب التطبيقي من جامعة طهران وبدأ بعدها تدريس اللغة الفارسية في مدارس العاصمة.
كان صابري قريباً من رجال الثورة، لا سيما علي خامنئي ومحمد علي رجائي. عُيّن مديرا مشرفا على وزارة التربية والتعليم في الحكومة الموقتة التي تشكلت بعد الثورة الاسلامية برئاسة مهدي بازركان، وفي ما بعد مستشارا ثقافيا لدى رئيس الوزراء الايراني محمد علي رجائي.
تولى مسؤوليات ثقافية عديدة، وراح شيئاً فشيئاً يبحث عن ركنه الخاص في الصحف، فاختار شخصيةَ "قول آغا" (بالفارسية: گل آقا) اسماً مستعاراً ليكتب انتقاداته السياسية والاجتماعية والثقافية في صفحته الخاصة بعنوان "كلمة حقٍ على الهامش" (بالفارسية: دو كلمه حرف حساب)، وذلك عام 1984 (هنا).
انتقد العديد من المسؤولين في حكومتي رفسنجاني وخاتمي من خلال زاويته في صحيفة اطلاعات الإيرانية. توفي في 30 نيسان 2004 في مستشفى مهر بطهران بعد صراع مع مرض سرطان الدم.
وتاريخ الوفاة يعني اذاً ان فيديو خامنئي- فومني مصوّر قبل 2004.
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي يشرب الشاي، بعد الهجوم الايراني على اسرائيل" ليل السبت- الاحد 13 نيسان 2024 و14 منه. في الواقع، الفيديو قديم، اذ تعود آثاره الى آذار 2022. ويظهر فيه خامنئي مع الكاتب الساخر الإيراني الراحل كيومرث صابري فومني Kioumars Saberi Foumani، خلال لقاء خاص بينهما.
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.