المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "مشاهد من داخل القاعدة العسكريّة الإسرائيليّة التي قصفتها إيران بالصواريخ"، ليل السبت الاحد 13 نيسان 2024 و14 منه.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: المشاهد قديمة، اذ تعود الى شباط وآذار ونيسان 2022. وكلها ترجع الى المعارك في أوكرانيا خلال الغزو الروسي لها. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
المشاهد تظهر آليات مدمرة، بينها دبابات، في مكان ما، الى جانب طائرات... بينما تصاعد دخان قرب شاحنات عسكرية. وقد تكثف التشارك في الفيديو أخيرا عبر حسابات، عربية وأجنبية، أرفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "فيديو من داخل القاعدة العسكرية الاسرائيلية التي قصفتها ايران بالصواريخ. وقد تم تسريبه للصحافة، وتجري حاليا الاستخبارات الاسرائيلية تحقيقا لمعرفة الجهة التي سربته...".
مقطع فيديو من داخل القاعده العسكريه الاسرائيلية التي قصفتها #ايران بالصواريخ وقد تم تسريب هذل المقطع والصور للصحافة حيث يتم حاليا التحقيق بشكل واسع وسري بشأنها من قِبَل الاستخبارات الاسرائيليه لمعرفة الجهة التي قامت بتسريب هذا الفيديو ويعتقد ان احد الضباط قام بتسريبه pic.twitter.com/xkf8nZuvEw
جاء انتشار الفيديو بعد شنّ الحرس الثوري الايراني، ليل السبت الأحد 13 نيسان 2024 و14 منه، هجوما "واسعا بمسيّرات وصواريخ" في اتجاه إسرائيل.
وبعد نحو ساعة من إعلان العملية التي سمّيت "الوعد الصادق"، ذكرت وكالة إرنا الرسمية للأنباء أنّ "موجة أولى من الصواريخ البالستية" تم إطلاقها "بعمق داخل الأراضي المحتلة".
وقال رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد حسين باقري إن "الهجمات الإيرانية على إسرائيل استهدفت قاعدة نيفاتيم الجوية، حيث اُستخدمت طائرات إف-35 لاستهداف قنصليتنا في دمشق".
من جهته، أعلن متحدّث باسم الجيش الإسرائيلي، ليل السبت الأحد، أنّ إيران أطلقت أكثر من 200 مسيّرة وصاروخ باتّجاه إسرائيل، مضيفا أنّه تمّ اعتراض "الغالبيّة العظمى" منها، لكنّ "أضراراً طفيفة" لحقت بقاعدة عسكرية (هنا).
وقال الأدميرال دانييل هاغاري إن الصواريخ البالستية الإيرانية التي وصلت إلى إسرائيل سقطت على القاعدة الجوية الواقعة في جنوب إسرائيل، وتسببت فقط بأضرار هيكلية طفيفة (هنا، وهنا، هنا، هنا ايضا).
- حقيقة الفيديو -
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
* المشاهد من التوقيت 0.00 الى 0.13:
البحث عن اللقطات الأولى فيه يقودنا أولا الى صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية، التي نشرت صورة مماثلة تماما (هنا) في 5 نيسان 2022، ضمن تقرير عن "تدمير مطار أنتونوف بهوستوميل في أوكرانيا"، خلال الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في 24 شباط 2022.
كلمات مفاتيح، بالانكليزية والعربية، توصلنا الى موقع "Euronews" الذي نشر هذه المشاهد في 3 نيسان 2022 (هنا، هنا)، ضمن تقرير مصوّر بعنوان: "الأوكرانيون يستعيدون السيطرة على مطار أنتونوف المدمر بشكل كامل". ويمكن مشاهدة هذه الصور من التوقيت 0.30 الى 0.57.
يومذاك، تحركت القوات الأوكرانية شمالا من العاصمة كييف السبت 2 نيسان 2022 واستعادت السيطرة على مطار أنتونوف الدولي في هوستوميل، بعد انسحاب القوات الروسية من المنطقة، على ما أورد موقع Euronews (هنا).
وقد اقتحمت القوات الروسية المطار خلال الأيام الأولى من الغزو وسيطرت عليه، قبل أن تسترجعه السبت القوات الأوكرانية بشكل كامل. وأظهرت الصور الدمار الكبير الذي طال المطار بسبب المعارك والقصف.
وداخل المجمع، كانت إحدى أكبر طائرات الشحن في العالم، أنتونوف An-225، ملقاة تحت حطام تحت حظيرة طائرات عليها ثقوب كبيرة بفعل القصف. كذلك، تناثرت بقايا ست عربات مدرعة في حقل مجاور، محاطة بقطع من المعدن الملتوي والصواريخ وأغلفة الرصاص.
*المشاهد من التوقيت 0.13 الى 0:22:
نجدها منشورة في حسابات ومواقع، في 27 شباط 2022 (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا)، بكونها تظهر "مقاتلات أوكرانية دمرتها القوات الروسية في مطار ايفانو فرانكيفسك"، وفقا لما تم تداوله.
Some bad news for Ukrainian military.
More than 6 Ukrainian MiG-29 fighter aircraft was destroyed in Ivano-Frankivsk airport by Russian forces. pic.twitter.com/jf4FJe6FVQ
نجدها في التوقيت 1.03 ضمن الفيديو الذي نشره موقع "Euronews" في 3 نيسان 2022 (هنا، هنا)، عن استعادة الاوكرانيين السيطرة على مطار أنتونوف المدمر.
* المشاهد من التوقيت 0.25 الى 0.31:
نعثر عليها منشورة في مواقع وحسابات في 3 آذار 2022 (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا)، بكونها تظهر آثار المعارك بين القوات الاوكرانية والروسية في مطار هوستوميل بأوكرانيا.
نجدها ايضا في الفيديو الذي نشره موقع "Euronews" في 3 نيسان 2022 (هنا، هنا)، عن استعادة الاوكرانيين السيطرة على مطار أنتونوف المدمر. ويمكن مشاهدتها في التوقيت 1.08.
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "مشاهد من داخل القاعدة العسكريّة الإسرائيليّة التي قصفتها إيران بالصواريخ"، ليل السبت الاحد 13 نيسان 2024 و14 منه. في الواقع، المشاهد قديمة، اذ تعود الى شباط وآذار ونيسان 2022. وكلها ترجع الى المعارك في أوكرانيا خلال الغزو الروسي لها.