المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "حاكم ولاية تكساس الاميركية غريغ أبوت يعلن توقيع قانون يسمح بحرية التعبير داخل الجامعات"، في وقت يسود توتّر في جامعات أميركيّة تشهد تظاهرات ضدّ الحرب في قطاع غزّة، أوقِف خلالها مئات الأشخاص.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ نشره حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت في حسابه في اكس في 10 حزيران 2019. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
المشاهد تظهر حاكم ولاية تكساس الاميركية غريغ أبوت قائلا: "بعض الكليات تحظر حرية التعبير في حرم الجامعات، ولكن ليس بعد اليوم، لأنني على وشك توقيع قانون يحمي حرية التعبير في حرم الجامعات في تكساس". ثم يوقع أوراقا ويعرضها امام الكاميرا. وقد تكثف التشارك في الفيديو، خلال الساعات الماضية، في حسابات أرفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "حاكم ولاية تكساس الأمريكية يوقع قانوناً يسمح بحرية التعبير داخل الجامعات و الكليات... أولى ثمار تمرد طلاب امريكا دعماً لفلسطين".
- توقيفات في جامعات أميركية -
جاء تداول الفيديو في وقت اندلعت اشتباكات جديدة بين الشرطة الأميركية وطلاب في جامعات أميركية معارضين للحرب الإسرائيلية على غزة، أمس الخميس 25 نيسان 2024.
ومن لوس أنجليس إلى نيويورك، مروراً بأوستن في تكساس وبوسطن وشيكاغو وأتلانتا، اتسعت حركة الطلاب الأميركيّين المؤيّدين للفلسطينيّين، حيث نُظّمت احتجاجات في عدد من الجامعات المرموقة عالمياً مثل هارفرد ويال وكولومبيا وبرينستن.
وخلال اليومين الماضيين، استخدمت سلطات إنفاذ القانون، بناء على طلب من إدارات الكليات، مسدسات الصعق الكهربائي والغاز المسيل للدموع ضد الطلاب المتظاهرين في جامعة إيموري في أتلانتا، بينما فرّق أفراد شرطة يرتدون ملابس مكافحة الشغب ويمتطون الخيول التظاهرات في جامعة تكساس بأوستن، وفقا لما ذكرت وكالة "رويترز".
وكتب حاكم تكساس غريغ أبوت، في حسابه في أكس، الاربعاء 24 منه انه "تجري اعتقالات الآن وستستمر حتى تفريق الحشد. هؤلاء المتظاهرون مكانهم السجن ولن يتم التسامح مع معاداة السامية في تكساس. يجب طرد الطلاب الذين ينضمون إلى الاحتجاجات المليئة بالكراهية والمعادية للسامية في أي كلية أو جامعة عامة في تكساس".
وأسقط الادعاء، الخميس، التهم الموجهة ضد 46 من بين 60 شخصا تم احتجازهم في جامعة تكساس وأرجع القرار إلى "أوجه القصور في إفادات السبب المحتمل".
واعتقلت السلطات عموما نحو 550 شخصا في الأيام الماضية من الجامعات الأميركية الرئيسية في ما يتعلق بالاحتجاجات على حرب غزة، وفقا لإحصاء "رويترز". وقالت إدارات الجامعات إن التظاهرات غالبا ما تكون غير مرخصة، لذا تدعو الشرطة إلى فضها.
- حقيقة الفيديو -
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يقودنا فورا الى حساب حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت في أكس، الذي نشره في 10 حزيران 2019 (هنا)، مع تعليق: "وقعت للتو قانوناً يحمي حرية التعبير في الجامعات" (هنا ايضا).
وقد عمد مستخدمون الى اعادة التشارك في الفيديو لتذكير أبوت بالقانون الذي وقّعه يومذاك، والذي "يخالفه بنفسه اليوم من خلال مواقفه الداعية الى توقيف المتظاهرين في جامعات تكساس"، وفقا لتعليقات.
ويسمح للطلاب "بتجميع أو توزيع المواد المكتوبة من دون تصريح أو إذن" من الجامعة، ويفرض عقوبات على الطلاب أو المنظمات الطلابية أو أعضاء هيئة التدريس الذين "يتدخلون في شكل غير مبرر في الأنشطة التعبيرية للآخرين في الحرم الجامعي".
كذلك يحمي المنظمات الطلابية من الحرمان من الخدمات الجامعية بناء على وجهة نظر المنظمة.
وقد تم تمرير مشروع القانون، الذي رعاه النائب بريسكو كاين ومشرعون آخرون، في مجلسي النواب والشيوخ بدعم من الديموقراطيين (هنا ايضا).
ولكن بينما تصاعدت التوترات بين طلاب تكساس حول الحرب بين إسرائيل وحماس، أمر الحاكم أبوت الكليات بمراجعة سياسات حرية التعبير في 27 آذار 2024. وأصدر أمرا تنفيذيا يطالب المدارس بتأديب ما وصفه بـ"الارتفاع الحاد في الخطاب والأفعال المعادية للسامية في الحرم الجامعي" (هنا).
وكتب فيه: "تكساس تدعم حرية التعبير، خصوصا في الحرم الجامعي. لكن هذه الحرية تأتي مع مسؤوليات لكل من الطلاب والمؤسسات نفسها". وخص المجموعات الطلابية الفلسطينية في الجامعات، بما في ذلك لجنة التضامن مع فلسطين وطلاب من أجل العدالة في فلسطين، التي قال إنها انتهكت سياسات حرية التعبير ويجب أن تخضع للتأديب.
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان "حاكم ولاية تكساس الاميركية غريغ أبوت وقّع قانونا يسمح بحرية التعبير داخل الجامعات"، في وقت يسود توتّر في جامعات أميركيّة تشهد تظاهرات ضدّ الحرب في قطاع غزّة، أوقِف خلالها مئات الأشخاص. في الواقع، الفيديو قديم، اذ نشره حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت في حسابه في اكس في 10 حزيران 2019.